المركز الإعلامي – إعلام الديوانية
قال خطيب جمعة الديوانية الأستاذ كرار الگرعاوي في خطبته التي ألقاها في جامع النور ، اليوم الجمعة ٢٣ من شهر شَوَّال ١٤٤٢هجرية
الموافق الرابع من شهر حزيران لعام ٢٠٢١ميلادية، ان الإيمانِ ببقيةِ اللهِ من الممكن أن نتعرف عليه في خطابِ النبيِّ شعيب (عليه السلام) ونسأل هل الإيمان ببقية الله يكون شاملًا للحاضر وللمستقبلِ؟ وهلِ الخطابُ يشملُ قومَ شعيب أم لا يشملُهم؟
واستذكر الخطيب ما قاله السيدُ الأستاذُ الصرخي الحسني أنَّ عُنوانَ “بقيةُ الله” وردَ في القرآنِ الكريم, وأعطى المفسّرون ثمانيةَ احتمالاتٍ لمعنى “بقيةُ الله” وهناك احتمالٌ تاسعٌ لمعنى “بقية الله” يُنسَبُ إلى إمامٍ من أئمّةِ أهلِ البيتِ (سلامُ اللهِ عليهم)، والجميعُ يُقِرُّ بالفضلِ لأئمةِ أهلِ البيتِ، واستفهمَ السيدُ الأستاذُ [[ كيف يقولُ شُعَيب (عليه السلام) لقومِه الكفّارِ بأنّه غيرُ مأمورٍ بقتالِهم ولا بإكراهِهم على الإيمان، وفي نفسِ الوقتِ يَحتملُ فيهِم الإيمانَ ويأتي به كشرطٍ لتصديقِ ما يقولُ وما يترتبُ من الخيرِ على الالتزامِ بما يقول؟!! كيف يتحدّثُ عن الإيمان؟ كيف يَحتملُ فيهم الإيمانَ؟ كيف يجعلُ الإيمانَ شرطًا في الكلام؟ كيف يُعلّقُ الأثرَ على وجودِ الإيمان ؟ أليسَ هذا من اللغو؟!! أليسَ هذا من اللّغْويّة؟!! ويستحيلُ على اللهِ اللغويةُ ويستحيلُ على النبيِّ العاقلِ اللغْويةُ .
وأشار الخطيب الى ماورد عن السيدُ الأستاذ في الرد على هذا الإشكالِ قائلًا :(( يستحيلُ اللّغوُ على النبيِّ، على الإمامِ، على المعصومِ، فيترجّحُ ويتوجّهُ المعنى ويتِمُّ فيما إذا فُرِضَ وجودا الإيمانِ عندَهم فعلًا أو أنّهم يدَّعون الإيمانَ، فأرادَ -عليه السلام- الاحتجاجَ عليهم لكشفِ صدقِ وحقيقةِ الإيمان، أمّا مع عدمِ الإيمانِ أصلًا، (وكان عندَهم العنادُ والاستكبارُ والظلمُ والقبحُ والاستخفافُ) فلا معنى أو لا يُرَجَّحُ جدًا الإتيانُ بشرطِ (إن كنتُم مؤمنين)، ومن هنا اختلفَ العلماءُ في المرادِ من (بقيةُ الله)، وبعدَ تثبيتِهم عُمومًا صفةَ الإيمانِ لقومِ شعيب فإنهم اختلفوا في معنى الإيمان بصورةٍ عامّة (ممّن فسّر هذه الآية، ممّن ناقشَ هذه الآية، ممّن استشهدَ بهذه الآية، ممّن أوَّلَ هذه الآية)، بصورةٍ عامّةٍ قالوا: هذه صفةُ الإيمانِ وثبّتَ هذه الصفةَ لقومِ شعيب، أيُّ قوم؟ القومُ الذين تحدّثَ معهم، القومُ كانوا مَوردَ الخطابِ؛ المشافهةِ، الخطابِ بالمشافهة ِكان معهم، كان الخطابُ موجَّهًا إليهم )) مشيرًا إلى عدّةِ تفاسيرَ لقولِه تعالى (بقيةُ اللهِ خيرٌ لكم ) وأهمُّها تفسيرُ ابن الجوزيِّ، قالَ ابنُ الجوزيِّ : فيه ثمانيةُ أقوال: أحدُها: والذي أبقى لكمُ الحلالَ ما أبقاه اللهُ من حلال؛ أي: ما أبقى اللهُ لكم الحلالَ بعد إيفاءِ الكيلِ والوزنِ خيرٌ من البخْس،…قال تعالى: (إن كنتُم مؤمنين) شَرَطَ الإيمانَ في كونِه خيرًا لهم لأنّهم إن كانوا مؤمنينَ باللهِ عزَّ وجلَّ عرفُوا صحّةَ ما يقول.