المركز الإعلامي _ إعلام الديوانية
قال خطيب جمعة الديوانية سماحة الشيخ عباس الزيدي ( أعزه الله ) إن واقعة الطف الأليمة وعظم مصابها وما جرى فيها من انتهاك للحرمات والتطاول على أقدس إنسان في زمانه الحسين ( عليه السلام ) حيث الظلم والاضطهاد من قبل تلك الوحوش التي لم ترع حرمة الله في آل بيت النبي المصطفى ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ) كانت هذه الواقعة لغاية أسمى وهدف أنبل إلا وهو أحياء الدين وتثبيت قواعده الرصينة وترسيخ فكرة الرفض والتضحية والصمود بوجه الباطل والظلم والظالمين كي يستعد الفرد للتضحية الأكبر ويهيئ نفسه وروحه إلى دولة العدل المرتقبة بقيادة قائم آل محمد ( عليه السلام ) التي يتحقق بها حلم الأنبياء والرسل ويتحقق بها أخذ الثأر للإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فهذه واقعة الطف وهذا هدفها وهذا تاريخها فهي ليس دمعة تجري وتُسكب فقط بل هي غاية لتحقيق العدل والمساواة كما أشار لهذا المعنى سماحة السيد الأستاذ المحقق الصرخي في بحثه الموسوم ” الثورة الحسينية والدولة المهدوية ” بأن واقعة الطف تمثل الخير والشر والصراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الدين وإن الحسين يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم الجمعة الرابع من محرم الدم والشهادة 1440 هـ الموافق 14 أيلول 2018 م في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ( قدس سره ) وسط المدينة ، وأضاف سماحة الشيخ الزيدي قائلاً : لم تكن ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) يحكمها عامل الزمن أو يتدخل في كينونتها عنصر الوقت بل كانت ثورة امتدادية استمرارية حيوية نابضة بقلب الضمير البشري لتشبعه روحاً رافضة وثورة مستديمة ضد الباطل والانحراف والظلم والوحشية والتعسف والانحلال فهي ثورة إنسان على كل ما يعيق حركته ويسلب حقوقه وكرامته لذا كان من الضروري امتداد هذه الثورة ما دامت الدنيا باقية وهذا هو السر من وراء تأكيد الرسول الأعظم محمد وأهل بيته الطاهرين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) على أحياء ذكرى عاشوراء طول الدهر مع فهم فلسفة الثورة وعمق غايتها وجليل هدفها الذي أنطلق الحسين ( عليه السلام ) منها وأعطى الغالي والنفيس من أجل تحقيقها ، من هنا يصبح واضحاً لدينا أن حركة التمهيد المهدوي ويومه الموعود ودولة المهدي المنتظر ( عليه السلام ) الالهية العادلة كلها جزء من الحركة والثورة الحسينية المقدسة وامتداد لها فالحركة الحسينية وقائدها والحركة المهدوية وقائدها هي الهدف والغاية المقدسة التي وجدنا بل خلقت السموات والأرض من أجلها والتي ننال بها القرب والرضا الالهي والتفضل والتشرف للكون في الحضرة القدسية للجليل الاعلى جلت قدرته مع الأنبياء والأئمة والصالحين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) .