تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبير الاسدي (رضوان الله عليه ) في قضاء الحي ( 40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط ) سماحة السيد ماهر الموسوي (أعزه الله ) اليوم الجمعة 22 من جمادي الأولى 1439 هـ الموافق التاسع من شباط 2018 م عن أهمية عِلْم الدِّينِ والحَثِّ عَلى التَّعَلُّم قائلًا: فعلى المتعلم أن يصغي جيداً لما يسمعه من العالم لأن فنّ الاستماع هام كفنّ التعليم، ومن لم يسمع جيداً لا يستوعب جيداً والحفظ هو أمر ضروري لأن الذاكرة خزانة المعارف والعلوم فمن لا يحفظ لا يستطيع الإفادة ممّا تعلّمه.
وبين الموسوي :أن من واجب العالم أن ينشر علمه ولا يبقيه محصوراً في صدره ذلك حتى يفيد به الآخرين. لأنّ العالم الذي يخزن علمه ويبخل به على سواه كالغني البخيل يخزن ماله فلا يفيد نفسه ولا يفيد غيره. لكن على العالم أيضاً أن يعرف أين ينشر علومه. عليه أن يضع الشيء في مواضعه، فلا ينشره إلا عند أهله. ذلك أن الماء يسقي به الزارع الأرض الخصبة وليس الأرض الرملية.
اقتران العلم بالعمل.
ووضح الخطيب : أن اقتران العلم بالعمل هو الغاية المرجوة ومن علامات هذا العصر المميزة أنه عصر العلم المقترن بالعمل والموصول أحدهما بالآخر. فإذا وجدت علماً مزعوماً لا يجيء بمثابة الخطة الدقيقة لعمل يؤدي فقل أنه ليس من العلم في شيء إلا باسم زائف). وأن العلم بمعناه الشامل هو أن نعرف الشيء كما هو في حقيقته وواقعه ولا وزن لأي علم عند أهل البيت (عليهم السلام) إلا أن يجلب نفعاً، أو يدفع شرّاً تماماً كما قالوا عن العقل. لأن العلم عقل، والعالم هو العاقل و العقل والعلم والنور كلمات مترادفة. فالعالم يعقل الأمور ويميز بين صحيحها وسقيمها ولا يستطيع أن يسكب علوماً بدون العقل، وبالعقل يتمكن العالم من كشف الأمور الغامضة وإخراجها من الظلام فيوضحها بنور عقله. أما الجهل بالشيء مع العلم به هو أننا لا نتصوره إطلاقاً.والجهل بالعلم هو تصور الشيء على غير ما هو عليه من حيث لا نحس ونشعر بالخطأ فنكون عندها بعيدين عن الواقع.
وأضاف الموسوي : أن العلم أولاً والإتقان ثانياً؛ وهنا يكمن سر الفنون والفوارق بين المتعلمين. وإننا نجد الكثير من الناس من حصّلوا العلم ونالوا شهادات، لكن لم ينجحوا في حياتهم العملية. وهذا يعود إلى عدم إتقانهم العلوم التي حصّلوها. مثل الأطباء والمحامين والقضاة والأساتذة والمعلمين في المدارس والجامعات. فتحصل العلم شيء والفن في التعليم هو شيء آخر، المهم طريقة العطاء والأسلوب والعمل بلا علم ضرره أكثر من نفعه فإذا كان العلم مرادفاً للنور فكيف لهذا الجاهل أن يستدل على طريقه وهو فاقد النور؟
وأكد الخطيب : أن الاِشْتِغالُ بِطَلَبِ العِلْمِ أَفْضَلُ ما تُنْفَقُ فِيهِ الأَوْقاتُ .. أَفْضَلُ مِنْ نَوافِلِ العِباداتِ البَدَنِيَّةِ لِأَنَّ نَفْعَ العِلْمِ يَعُمُّ صاحِبَهُ والناسَ وأَمّا النَّوافِلُ البَدَنِيَّةُ فَمَقْصُورَةٌ عَلى صاحِبِها، ولِأَنَّ العِلْمَ مُصَحِّحٌ لِغَيْرِهِ مِنَ العِباداتِ فَهِيَ تَفْتَقِرُ إِلَيْهِ وتَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ ولا يَتَوَقَّفُ العِلْمُ عَلَيْها فَإِنَّ العابِدَ الجاهِلَ قَدْ يَقُومُ بِعِبادَةٍ فاسِدَةٍ تَكُونُ وَبالاً عَلَيْه، ولِأَنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأَنْبِياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ وأَتَمُّ التَّسْلِيمِ ولَيْسَ ذَلِكَ لِلْمُتَعَبِّدِينَ غَيْرِ العُلَماء، ولِأَنَّ العِلْمَ يَبْقَى أَثَرُهُ بَعْدَ مَوْتِ صاحِبِه، ولِأَنَّ في بَقاءِ العِلْمِ إِحْياءً لِلشَّرِيعَةِ وحِفْظًا لِمَعالِمِ الْمِلَّةِ فَعِلْمُ الدِّينِ حَياةُ الإِسْلامِ وأن الشَّيْطانَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُزَيِّنَ لِلْعابِدِ الجاهِلِ عَمَلاً باطِلاً فَيُوقِعَهُ فِيهِ ويُضِلَّهُ وغَيْرَهُ بِهِ وأَمّا العالِمُ الَّذِي هُوَ حَقُّ العالِمِ فَيَغْلِبُ الشَّيْطانَ بِعِلْمِهِ فَيْحْفِظُ إِسْلامَهُ وإِسْلامَ غَيْرِهِ مِنَ النّاس و عِلْمُ الدِّينِ حَياةُ الإِسْلامِ لِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ رَسُولَهُ بِطَلَبِ الاِزْدِيادِ مِنَ العِلْمِ ولَمْ يَأْمُرْ نَبِيَّهُ في القُرْءانِ بِطَلَبِ الاِزْدِيادِ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ مِنَ العِلْمِ فَقْتَدُوا بِنَبِيِّكُمْ (صَلّى اللهُ علَيْهِ وآله وسَلَّمَ ) وطْلُبُوا عِلْمَ الدِّينِ وشُدُّوا الهِمَّةَ لِتَحْصِيلِهِ والتَّقَوِّي فِيهِ فَفِي ذَلِكَ الفَضْلُ والدَّرَجَةُ الرَّفِيعَةُ في الآخِرَةِ وحِفْظُ أَنْفُسِكُمْ وأَهْلِيكُمْ وبِلادِكُمْ وإِسْلامِكُم، وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاكُمْ لِما يُحِبُّ وَيَرْضَى.
ركعتا صلاة الجمعة