المركز الإعلامي ــ إعلام الحي
تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبير الأسدي (رضوان الله عليه ) في قضاء الحي ( 40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط ) السيد ماهر الموسوي (وفقه الله ) الجمعة 18من محرم الحرام 1440 هجرية الموافق له 28أيلول 2018 ميلادية,
عن وجوه الشبه بين الإمام الحسين (عليه السلام) وجده المصطفى ( صلى الله عليه واله وسلم)
وبين الخطيب : أن ماحصل في مكة بعد أن انتهى الإمام الحسين(عليه السلام) من خطًّبته في مكة في توجيه الناس، ولا سيما أنّ الموسم كان موسم حجّ، حيث يجتمع الناس في مكة، وكان خروجه من مكة كخروج رسول الله منها، عندما خطَّط المشركون لقتل رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) اغتيالاً بالهجوم على بيته بأسياف عشرة من قبائل قريش، ولكنَّ الله تعالى أمره بأن لا يبيت تلك الليلة التي حدَّدوها في بيته، وأن يهاجر ويُبقي عليّاً(عليه السلام) على فراشه. وهاجر النبي(صلى الله عليه واله وسلم) إلى المدينة، أمَّا الحسين(عليه السلام)، فقد نقل إليه أن يزيد قد بعث جماعةً من الأشقياء وأمرهم بأن يقتلوه ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة، فخرج(عليه السلام) إلى العراق بعد أن جاءته المئات من الكتب أن أقدم علينا فليس لنا إمام غيرك. وتطوَّرت الأمور بعد أن أرسل الحسين(عليه السلام) ابن عمه مسلم بن عقيل الذي استشهد، واتجه الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء.
وهكذا كانت الهجرتان؛ هجرة الرّسول(صلى الله عليه واله وسلم)، وهجرة الإمام الحسين(عليه السلام)في سبيل الدعوة إلى الإسلام.
ووضح الموسوي : أن أوّل خطاب للإمام الحسين(عليه السلام) للناس والذي كان يبلّغهم فيه الخطَّ الرسالي الذي يستند إلى سنّة النبي(صلى الله عليه واله وسلم)، ويعرّفهم أنه لا يبحث عن السلطة من أجل ذاته، إنّما يريد من خلال تحركه تغيير الواقع الفاسد الذي يتحرّك بكلِّ قوّة نحو الكفر الذي يختزنه يزيد ومن معه من أجل تدمير الإسلام الحق
وأضاف الخطيب:أن الإمام الحسين(عليه السلام) أراد أن يحمّل المسلمين جميعاً مسؤولية التحرك من أجل إسقاط الحكم الظالم المنحرف الذي لا يتصل بالإسلام بشيء، فكلّ الصفات السلبية الّتي ذكرها رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) في حديثه تنطبق على يزيد ومن حوله من أتباعه وأعوانه. وهذه العناوين تمثِّل شرعيّة الثورة على الحاكم الظالم، لأن بعض الفقهاء من المسلمين يرون أنّ علينا أن ننصح الحكام لا أن نثور عليهم، فالحسين(عليه السلام) أراد أن يؤكد القاعدة الإسلامية التي تفرض على المسلمين في كل زمان ومكان أن يثوروا على الحاكم الظالم، وأن يبيّن أنّ الذي يقف موقفاً محايداً من الحاكم الظالم، يدخله الله مدخل هذا الحاكم، لأنّ “الساكت عن الحق شيطان أخرس”.
وأشار الخطيب : أن الإمام الحسين(عليه السلام) أراد أن يبيّن لهم موقفه الشرعي فقال: “ألا وإن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء ـ وهو مال الأمة ـ وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله، وأنا أحقّ مَن غَيَّر”.
وبين الموسوي : أن عاشوراء منطلق القوّة والحرّيّة وما نريده من خلال إحياء عاشوراء، هو أن يكون لنا قوة كقوة الحسين(عليه السلام) وزينب، لأنّ التحديات تحيط بنا كما أحاطت به، وقد استعدَّ الحسين(عليه السلام) للقتال عندما أمروه أن ينـزل على حكم ابن عمه أو يُقتل، الحسين(عليه السلام) الذي وقف وحيداً، ولكنّه كان أمةً في رجل، لذلك علينا عندما نواجه التحديات، أن نكون حسينيين في الرسالة والقوة والعزّة والكرامة، أمّا قضية الحزن والبكاء، فهي تمثّل العاطفة الإنسانية، والحسين(عليه السلام) يستحق منّا هذه العاطفة، لأنّ المأساة في كربلاء تفجّر هذه العاطفة، ولكن علينا أن لا نستضعف موقف الحسين وأهل بيته(عليه السلام) وأصحابه.
وأكد الموسوي :أن حركة الإمام الحسين(عليه السلام) كانت من أجل تغيير الانحرافات الفكرية التي أصابت المجتمع، وتغيير الواقع الفاسد الذي سيطر عليه الأمويون أما ما يثور من جدل بين بعض المشايخ الذين يستنكرون مسألة أن يكون الحسين(عليه السلام) طالباً للحكم، فإننا نقول إنّ مسؤولية الحسين(عليه السلام) أن يطلب الحكم، ولكن هناك فرقاً بين من يطلب الحكم لأطماعه ولذاته، وبين من يطلبه من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل وتأكيد الشريعة الإسلامية الحقة في المجتمع، وهذا يمثل نهج الأئمة(عليه السلام)
ونوه الخطيب: أن الإمام الحسين(عليه السلام) يؤكّد أنه خرج من أجل إقامة الحق وإزهاق الباطل والإصلاح في أمة جده، خرج من أجل تركيز القاعدة الإسلامية التي ركَّزها جده رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)، ولذلك فإنّنا لا نقبل بكلّ ما يقوله البعض من أنّ الحسين(عليه السلام) انطلق بحركة انتحاريّة أو استشهاديّة
وبين الموسوي : أن عاشوراء منطلق القوّة والحرّيّة وما نريده من خلال إحياء عاشوراء، هو أن يكون لنا قوة كقوة الحسين(عليه السلام) وزينب، لأنّ التحديات تحيط بنا كما أحاطت به، وقد استعدَّ الحسين(عليه السلام) للقتال عندما أمروه أن ينـزل على حكم ابن عمه أو يُقتل، الحسين(عليه السلام) الذي وقف وحيداً، ولكنّه كان أمةً في رجل، لذلك علينا عندما نواجه التحديات، أن نكون حسينيين في الرسالة والقوة والعزّة والكرامة، أمّا قضية الحزن والبكاء، فهي تمثّل العاطفة الإنسانية، والحسين(عليه السلام) يستحق منّا هذه العاطفة، لأنّ المأساة في كربلاء تفجّر هذه العاطفة، ولكن علينا أن لا نستضعف موقف الحسين وأهل بيته(عليه السلام) وأصحابه.
ركعتا صلاة الجمعة