المركز الإعلامي – إعلام الحيانية
أكد فضيلة الشيخ محمد السعداوي (دام عزه) خطيب جمعة الحيانية في البصرة ،بأن فريضة الحج التي تقام سنويًا بحضور الملايين من المسلمين من بقاع الأرض كافة توحد صفوف جميع المسلمين بعيدًا عن أي هويات فرعية أو توجهات طائفية فالكل يؤدي الفريضة متجهًا إلى الله تعالى وحده لا شريك له .جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة المباركة التي أقيمت في جامع الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) بإمامة فضيلة الشيخ محمد السعداوي” دام عزه” في الثاني من شهر ذي الحجة الجاري لسنة 1438هـ الموافق 25-8-2017م وتطرق الشيخ السعداوي ” دام عزه” في الخطبة الأولى لموضوع زواج الإمام علي بن أبي طالب من فاطمة بنت محمد (عليهما الصلاة والسلام اجمعين) مبينًا ” كم نحن بحاجة لاستلهام علي وفاطمة كل منهما على حدة، كقدوة ونموذج، فإننا أحوج أيضًا، أن نستلهمهما كقدوة في اجتماعهما لتشكيل نواة الأسرة الرسالية، فيكون زواجهما خير نموذج نفهم من خلاله، مترتبات العقد الزوجي ومتطلباته وفق ما يدعو اليه الاسلام”.مضيفًا “في زواج علي وفاطمة برز مفهوم الكفاءة وكذلك التوافق حول الهدف الرسالي من الزواج و ماذا نبتغي منه وكيف نفهمه ؟ وما يشكل هذا الزواج في خط المسؤولية أمام الله فلقد تطابقت نظرة علي وفاطمة للزواج فقد اعتبراه موقعا لعبادة الله وطاعته وبناء ذرية صالحة تسير في خط الله لذا لم يسعوا للرفاه والعيش الرغيد وينسوا مسؤولياتهم ودورهم الرسالي ، بل حضر الإسلام والدين الى كل مفاصل هذا البيت
وتابع السعداوي “الذي نستلهمه من زواج علي والزهراء هو على مستوى المفهوم والذي يصحح نظرة تقليدية هي ليست من الإسلام، المبدأ هو المشاركة في حمل أعباء الحياة والبيت وتكامل الأدوار فيها، فلا يقع العبء على الزوجة دون الزوج ويصبح العمل المنزلي من اختصاصها دونه وكلنا يعلم كيف كانت الزهراء تطحن وتعجن وتخبز وكان هو يكنس ويستقي ويحتطب”.
وتحدث السعداوي في الخطبة الثانية حول أداء فريضة مهمة تقام كل عام وهو الحج ، متحدثاً عن بيت الله تعالى ومشيرًا “رمزيته أنه أول بيت عبد الله سبحانه، المكان الذي يتوحد عليه المسلمون فهو وجهتهم في صلواتهم حيثما كانوا.. وعنده يلتقون عندما يفدون إليه من شتى بقاع الأرض للطواف والصلاة والذكر والدعاء والاستغفار”.متابعًا” كما تجلى هذا الأمان في أن من يدخل إلى البيت ينعم بالسلام والأمن بموجب التشريعات الإلهية التي أكدت أنه لا يجوز التعرض لأحد في هذا البيت بسوء،وما زاد من قيمة هذا البيت أن جعل الله بعض مواقعه ساحة لاستدرار الرحمة الإلهية كالحجر الأسود ومقام إبراهيم والحطيم تحت مزراب الرحمة حيث تتحطم الذنوب، وتميزت الفريضة فيه أنها جامعة الفرائض فريضة الحج تجمع الصلاة والصوم والدعاء والذكر وبذل المال والتضحية.. وقد فرضها الله على كل مستطيع واعتبر تركها كفرًا وإخلالًا بإيمانه، ولقد تميزت هذه العبادة بسعة معانيها وآفاقها فهي عبادة تربطك بالتاريخ حيث تعيش فيه آفاق الرسالات السماوية”.وبين السعداوي”ومن مظاهر العبادة في هذا الموقع، أنها ملتقى المسلمين ومكان اجتماعهم الأعظم، يتعارفون فيه ويتواصلون ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ويتبادلون الرأي حول قضاياهم العامة.. لكن تبقى الفائدة الأهم والتي يلتقي عليها المسلمون هي في استثمار هذا المشهد المهيب حين ترى المسلمون يطوفون معاً ويسعون معًا ويقفون معًا ويرجمون الشيطان معًا.. حيث تتجلى في ذلك قوتهم وعزتهم ووحدتهم والتي أن أحسنوا استثمارها ليعززوا بها مواقعهم ويتعاونوا لأجل نشر قيم الخير والعدالة فأنهم سوف يكونوا في مواقع العز التي يريدها الله سبحانه وتعالى للمسلمين ، ولعل أهم وظائف الحج، هذا التواصل والترابط بين المسلمين بحيث يظهرون الصورة التي أرادها الله لهم عندما جعلهم أخوة”/انتهى.
ركعتا صلاة الجمعة