الرئيسية← صلاة الجمعة ← خطيب جمعة الحي:إِنَّ أَخْطَرَ انْحِرَافٍ عَنِ الفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ، الإِلْحادُ وَإِنْكارُ وُجُودِ الخَالِقِ العَظِيمِ
خطيب جمعة الحي:إِنَّ أَخْطَرَ انْحِرَافٍ عَنِ الفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ، الإِلْحادُ وَإِنْكارُ وُجُودِ الخَالِقِ العَظِيمِ
المركز الإعلامي ــ إعلام الحي
تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبير الاسدي (رضوان الله عليه ) في قضاء الحي ( 40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط ) سماحة السيد ماهر الموسوي (أعزه الله ) اليوم الجمعة 24 ربيع الثاني 1439 هـ الموافق 12-1-2018 م عن خَطَرُ الفِكْرِ الإِلحـَادِيِّ قائًلا : إِنَّ أَخْطَرَ انْحِرَافٍ عَنِ الفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ، وَعَقيدَةِ التَّوحيدِ النَّقِيَّةِ، الإِلْحادُ وَإِنْكارُ وُجُودِ الخَالِقِ العَظِيمِ؛ لِما فِيهِ مِنِ انْتِكاسٍ لِلْفِطْرَةِ رَأْسًا عَلى عَقِبٍ، وَتَنَكُّرٍ لِلْمُبْدِئِ الحَكِيمِ، وَلِمَا فِيهِ مِنْ ظُلْمٍ لِلنَّفْسِ عَظِيمٍ فَإِذَا انْتَكَسَتْ فِطْرَةُ الإِنْسانِ، وَخَلَعَ أَثْوَابَ الإِيمَانِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ سَاتِرٌ يَقِيهِ الشُّرُورَ وَالفِتَنَ، وَلا يُؤمَنُ جَانِبُهُ وَتَعَامُلُهُ مِنَ الانْحِرافِ، وَالإنْسانُ السَّوِيُّ لا يَنْتَقِلُ مِنَ الإِيمَانِ إِلَى الإِلْحَادِ دُفْعَةً وَاحِدَةً
وأضاف الموسوي : إِنَّمَا هِيَ مَرَاحِلُ يَمُرُّ بِهَا، وَدَرَكَاتٌ يَنْحَدِرُ فِيهَا، وَلِلإِلْحَادِ عَادَةً مَسْـلَكَانِ، مَسْـلَكُ الشُّبُهَاتِ وَمَسْـلَكُ الشَّهَواتِ، حَيْثُ يَفْتَحُ المَرْءُ لِنَفْسِهِ أَبْوَابَ الفِتَنِ وَالشُبُهَاتِ، وَيُطْلِقُ لِفِكْرِهِ العِنَانَ لِيَسْبَحَ فِي سَيِّئِ التَّصَوُّرَاتِ وَالخَيَالاتِ، وَمِنْ هُنَا أَمَرَ القُرْآنُ الكَرِيمُ بِضَبْطِ الفُؤَادِ، وَجَعَلَ الإِنْسَانَ مَسْؤُولاً عَنْ فِكْرِهِ وَجَنَانِهِ، وَمَا يُحَقِّقُهُ مِنْ تَصَوُّرَاتٍ فِي فُؤَادِهِ وَوِجْدَانِهِ
وبين الخطيب : أن السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ حَذَّرَتِ مِنْ إِطْلاقِ الفِكْرِ فِي الخَالِقِ العَظِيمِ، وَالسَّمَاحِ للشَّيْطَانِ أَنْ يَلِجَ إِلى عَقِيدَةِ المُؤمِنِ فَيُخَلْخِلَ بُنْيَانَهَا، فَيَتَشَرَّبُ الشُّبُهَاتِ وَاحِدَةً تِلْوَ الأُخْرَى، وَيُشَكِّكُ فِي شَرَائِعِ اللهِ وَأَحْكَامِهِ، بَلْ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ؛ لِيَخْلَعَ رِبْقَةَ التَّوحِيدِ مِنْ عُنُقِهِ، وَيُنْكِرَ رَبًّا أَوْجَدَهُ مِنْ عَدَمٍ، وَشَرَعَ لَهُ مَا يُصْلِحُهُ فِي حَالِهِ وَمَآلِهِ، أَوْ يَنْغَمِسَ فِي بِحَارِ المَلَذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ، فَيَلِجَ أَبْوَابَهَا، وَيَسْـتَهْـتِرَ بِحُرُمَاتِهَا، حَتَّى إِذَا صَارَ فِي عُمْقٍ عَمِيقٍ، ضَاقَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وَضَاقَتْ بِهِ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، فَاعْـتَرَضَ عَلَى حُرُمَاتِ اللهِ، وَرَأَى بِبَصِيرَتِهِ الَّتِي أَعْـمَتْهَا الأَهْوَاءُ وَالمَلَذَّاتُ أَنَّ الدِّينَ قَيْدٌ ثَقِيلٌ، وَالخَالِقَ لا وُجُودَ لَهُ، سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْـتَانٌ عَظِيمٌ.
ووضح الموسوي : إِنَّ تَبَنِّيَ المُعْـتَقَدَاتِ الفَاسِدَةِ خَطَرٌ عَظِيمٌ، وَمَآلٌ فِي الآخِرَةِ أَلِيمٌ، ذَلِكَ أَنَّ نَشْرَهَا فِي أَوْسَاطِ المُجتَمَعِ المُسلِمِ شَرٌّ مُستَطِيرٌ، إِذِ المُلْحِدُ بِذَاتِهِ مَسْؤُولٌ عَنْ نَفْسِهِ وَمَا يَعْـتَقِدُهُ، وَاللهُ مُحَاسِبُهُ عَلَى مَا انتَهَجَهُ وَاقْتَرَفَهُ، أَمَّا إِذَا عَمَدَ إِلَى بَثِّ التَّشْكِيكَاتِ العَقَدِيَّةِ، وَنَشْرِ الأَفْـكَارِ الإِلْحَادِيَّةِ فَهَذَا أَمْـرٌ يُضِرُّ بِالجَمِيعِ، فَالعَقِيدَةُ مَدَارُ السُّـلُوكِ، وَالإِيمَانُ مَنْبَعُ الأَعْـمَالِ، فَإِذَا تَخَلْخَلَتْ عَقَائِدُ المُجْـتَمَعِ، وَاهتَزَّتْ ثَوَابِتُهُمْ؛ ضَاعَتْ سُلُوكِيَّاتُهُمْ، فَكَانَ ضَيَاعُ الهُوِيَّةِ، وَغِيَابُ الضَّمَائِرِ وَذَهَابُ المُقَدَّسَاتِ، وَانتِشَارُ الجَرِيمَةِ، وَاختِلالُ الأَمْنِ، وَضَيَاعُ الشَّعَائِرِ وَالعِبَادَاتِ، وَتَدَهْوُرُ العَلاقَاتِ، وَكُلُّهَا مَصَائِبُ وَآثَامٌ يَحْـمِلُهَا مَنْ يَعْمِدُ إِلَى نَشْرِ فِكْرِهِ العَقِيمِ وَإِلْحَادِهِ السَّـقِيمِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ آثَامِ تَابِعِيهِ شَيْـئًا
وأكد الخطيب : أن المُجْـتَمَعِ يجب أَنْ يَقِفَ وَقْفَةً حَازِمَةً ضِدَّ كُلِّ مَنْ يُحَاوِلُ نَشْرَ شُبْهَةٍ دِينِيَّةٍ تُخَلْخِلُ الفِكْرَ الإِسْلامِيَّ النَّقِيَّ، أَوْ تُشَكِّكُ فِي الذَّاتِ الإِلَهِيَّةِ وَالتَّعَالِيمِ القُرآنِيَّةِ، فَإِنَّنَا فِي مُجْـتَمَعٍ مُؤْمِنٍ بِحَمْدِ اللهِ، وَوَاجِبٌ عَلَيْـنَا حِمَايَةُ الأَجْـيَالِ وَسَدُّ مَنَابِعِ الأَفْـكَارِ الإِلْحَادِيَّةِ وَطُرُقِهَا قَبْـلَ أَنْ نَجِدَ مِنْ فِتْيَانِنَا وَفَتَيَاتِنَا – أَجَارَنَا الله- مَنْ يَرْمِي بِثَوَابِتِهِ وَمُعْـتَقَدَاتِهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ، وَيَنْسَلِخُ تَدْرِيجِيًّا مِنْ دِينِهِ؛ لِيَكْفُرَ بِرَبِّهِ – وَالعِيَاذُ بِاللهِ.
وتطرق الموسوي في الخطبة الثانية قائًلا: لا يَخْفَى عَلَيْكُمْ مَا يَشْهَدُهُ العَالَمُ مِنْ ثَوْرَةٍ فِي المَعْـلُومَاتِ وَطَفْرَةٍ إِلكْـتُرُونِيَّةٍ هَائِلَةٍ؛ حَتَّى أَصْـبَحَ إِيصَالُ الأَفْكَارِ وَالوُصُولُ إِلَيْهَا مُيَسَّرًا، فَفِكْرَةُ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ يَرْمِي بِهَا صَاحِبُهَا فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الاجتِمَاعِيِّ، تَصِلُ إِلَى عَالَمٍ كَبِيرٍ مِنَ النَّاسِ؛ وَلَرُبَّمَا كَانَتْ سَبَبًا فِي هِدَايَتِهِمْ أَوْ إِضْلالِهِمْ، الأَمْرُ الَّذِي صَارَتْ فِيهِ خُطُورَةُ الكَلِمَةِ وَنَشْرِهَا مُضَاعَفَةً أَضْعَافًا كَثِيرَةً، لِيَحْـمِلَ صَاحِبُ كَلِمَةِ الخَيْرِ عَظِيمَ الثَّوَابِ، وَيَتَحَمَّـلَ الدَّاعِي إِلَى الضَّلالَةِ آثَامًا عِظَامًا، وَلَرُبَّمَا كَانَ مُسْـتَهْـتِرًا بِالخَطَرِ، وَغَيْرَ مُدْرِكٍ لِعَظِيمِ الضَّرَرِ
وتابع الخطيب:أن مَنْ يَسْـتَغِلُّ هَذِهِ الوَسَائِلَ فِي نَشْرِ الشُّبَهِ العَقَدِيَّةِ وَالتَّشْكِيكِ فِي الذَّاتِ الإِلَهِيَّةِ وَالشَّرَائِعِ الدِّينِيَّةِ، أَلا مَا أَعْـظَمَ إِثْمَهُمْ وَمَا أَنْكَى خَطَرَهُمْ عَلَى مُجْـتَمَعِهِمْ! مِنْ هُنَا وَجَبَ الحَذَرُ وَالتَّحْـذِيرُ مِنَ الاستِهَانَةِ بِمَا يُنْشَرُ فِي هَذِهِ الوَسَائِلِ، وَمَا يُطَالِعُهُ أَبْـنَاؤُنَا وَبَنَاتُنَا مِنَ الأَفْـكَارِ، وَمَا يَرتَادُونَهُ مِنَ المَوَاقِعِ، وَمَا قَدْ يُتَابِعُونَهُ مِنْ ذَوِي الضَّلالاتِ فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ، فَاللهُ نَهَى فِي كِتَابِهِ عَنِ الجُلُوسِ إِلَى الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللهِ، فَكَيْفَ بِالسَّيْرِ خَلْفَ الَّذِينَ يَنْشُرُونَ شُبُهَاتِ الكُفْرِ وَالأَفْكَارِ الإِلْحَادِيَّةِ