المركز الإعلامي : إعلام الحمزة الغربي
أكد خطيب جمعة الحمزة الغربي خلال خطبته التي القيت في حسينية الفتح المبين السيد أحمد الحسيني اليوم الجمعة الرابع من ذي القعدة 1348 م على القوى الجسدية وعلاقتها بالقوى الأخرى واستثمارها في خير وصلاح الفرد والمجتمع فقال :إن الإنسان يمتلك مجموعة من الاستعدادات والقوى، منها القوى الجسدية وهي كبيرة لكنها محدودة، ومنها القوى النفسية وهي كبيرة وهائلة ولا محدودة بالقياس إلى فكر الإنسان المحدود عموماً، ومع تلك القوى يمتلك الإنسان الطموح الذي يوازي تلك القوى أو يفوقها، وفي مقابل ذلك يوجد في الإنسان نقاط ضعف يمكن أن تحطم تلك القوى وعليه: إذا تحطمت القوى الجسدية، أصبح الإنسان جسداً خائراً. وإذا تحطمت القوى النفسية والعقلية أصبح الإنسان موجوداً تافهاً. والنظرة الموضوعية الواقعية البديهية تفيد بأن وجود تلك القوى والحفاظ عليها، وعدم إضعافها وتحطيمها وبالتالي استطاعة الإنسان ممارسة أعماله الحياتية المعاشية والعبادية وغيرها، كل ذلك بفضل الله ونعمه، فعلينا ان نعي هذه البديهة ونجعلها في أذهاننا ونصب أعيننا كي تكون المؤدب والموجه لنا ولتصرفاتنا وسلوكنا في دار الاختبار لجني ثمار أعمالنا فيها، وفي دار البقاء والقرار .ولكن مع وضوح وبداهة تلك النظرة الموضوعية، نجد الكثير من الناس ينحرف عن هذا النظر والفكر بسبب ما يشعر به من نقص فيصاب بأمراض نفسية وأخلاقية، كالعجب والكبر، ويشترك المرضان من كونهما متولدان من النقص والذلة في النفس. العـجـب هو استعظام الإنسان نفسه لإ تصافه بمزية كالعلم والمال والجاه والعمل، وليس في العجب طرف ثان يتعالى عليه، وهو من الأمراض الخلقية المنفرة الدالة على ضعـة النفس وضيق الأُفق وسقمه. الـتكبر له نفس معنى العجب من استعظام الإنسان نفسه، لكن في التكبّر يوجد طرف آخر حيث يتعاظم ويتكبر الإنسان على الغـير ، وهو من أخطر الأمراض الخلقية وأفتكها..
واشار الحسيني الى ان الدوافع النفسية التي تدفع الإنسان نحو العمل رغم حضورها لدى النفس مباشرة وبلا واسطة فإننا نرى النفس تغفل عن ذلك وكأنها تحاول أن تلهي نفسها بغير الواقع رغم أن الواقع حاضر لديها كما يحصل عند كثير من الناس حيث يعمل ويتصور ويرى أن عمله لله وبدافع القربة لكن في الواقع أن رؤيته هذه ناتجة من الغفلة الحاصلة من تسولات النفس الأمّـارة والهوى والشيطان لأنه حيثما يـَمتحن ويَختبر نفسه ويرى أن الحقيقة خلاف تلك الرؤية وان عمله لم يكن لله ليس بدافع القربة ولتقريب المراد أذكر لك بعض الأمثلة :
وتحدث حول اهمية الانشداد و الارتباط و التعلق بالدنيا و زخرفها من جانبه تطرق السيد أحمد الحسيني في خطبته الثانية إلى الانشداد و الارتباط و التعلق بالدنيا و زخرفها من الترابيات و العنصريات من غريزة الانسان لأنه مخلوق منها، فيحب و يرغب في جمع ما يؤمل البقاء، و يطلب و يسعى للحصول على ما يكفيه في حياته، و مثل هذا الطموح و الأمل ليس فيه بأس فيما اذا كان السعي لتحقيقه من اجل الخير و الصلاح و السعادة للفرد و المجتمع في الدنيا و الآخرة طبقاً للتعاليم الإسلامية.
وبين الحسيني قائلاً : أما اذا كان ذلك الطموح و الأمل من أجل توفير الرغبات الشخصية المادية بصورة مجردة عن الإرتباط بالخالق و المنعم و المعبود المطلق، و مجردة عن الارتباط بأخيه الإنسان و بعيدة عن تحقيق الألفة و الأمان في المجتمع الإنساني، , فمثل هذا الأمل والطموح داء عضال يوصل الإنسان إلى العمى والضلال وقطع دابر التفكير المنطقي العلمي الصحيح بسبب تفاقم المرض القلبي وتراكم ظلمته لإرتكاب المعاصي والرذائل , فيحصل الرّين والطبع على القلب فلا مجال للهداية والصلاح , وكذلك فيما إذا وافاه الأجل فلا تتوفر له الفرصة للتوبة وتطهير النفس والقلب . وقد ورد عن المعصومين(عليهم السلام) : {ما طال عبد الأمل إلا أساء العمل}.