خطيب جمعة الحمزة الغربي : الإمام السجاد مدرسة العلم والمعارف والأخلاق
المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي
أكد خطيب جمعة الحمزة الغربي سماحة الشيخ علي المسعودي “دام عزه” خلال خطبته التي أقيمت في جامع وحسينية الفتح المبين بتاريخ 25 من محرم 1440 هـ الموافق 5-10-2018م م تمر علينا في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام الذكرى السنوية لاستشهاد رابع الأئمة الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهم السلام)
هذه الذكرى الأليمة التي يتجدد فيها الحزن والأسى على ما حدث لآل بيت النبي ( صلوات الله عليهم )
كما تطرق سماحته بق***1740; الإمام زين العابدين (عليه السلام ) حيا بعد المجزرة الدموية الاموية التي حلت ببيت الرسالة في کربلاء، في وضع مأساوي وصفه الامام السجاد (عليه السلام ) ذاته في جوابه (للمنهال بن عمر) حين سأله، کيف امسيت يا أبن رسول الله؟ قال (سلام الله عليه): (أمسينا کمثل بني اسرائيل في آل فرعون، يذبَحون أبنائهم ويستحيون نساءهم). ولقد نجا عليه السلام بقدرة الله تعال***1740;، في حين کان عمره يومها ثلاثا وعشرين سنة، فقد کان المرض الذي استبدَ به لاسقاط واجب الجهاد بالسيف عنه.
نعم شاهد الإمام زين العابدين مشاهد المأساة بأمّ عينيه، وعاش فجائعها وأهوالها، وقد آلمه وأمضّه سكوت الأمة على هذه الجريمة النكراء، والمصاب الجلل. حيث اقتصر تفاعل جمهور الأمة بعد الحادثة على إبداء مشاعر الحزن والبكاء، وقد علق الإمام زين العابدين حينما سمع بكاء نساء أهل الكوفة بقوله: إلا إنّ هؤلاء يبكون فمن قتلنا
وبين الشيخ المسعودي ومن يقرأ سيرة الإمام زين العابدين يجدها مفعمة بالنشاط العلمية والاخلاقية ، بدأً من اهتمامه بالفقراء والمحتاجين، ومواظبته على الحضور في المسجد النبوي الشريف، واحتوائه لأعداد كبيرة من الموالي لتربيبتهم قبل منحهم الحرية والانعتاق، إلى تربية العلماء والفقهاء والمحدثين
و كان الإمام السجاد “عليه السلام ” يشجع على طلب العلم ويوقد مصابيحه لهداية الأمة من الضلال الأموي إلى النور الإلهي، لقد فتح الإمام (عليه السلام) آفاقاً مشرقة من العلم لم يعرفها الناس من ذي قبل حيث عرض لعلوم الشريعة الإسلامية من رواية الأحاديث الشريفة الصحيحة عن جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، عبر سلسلة نقية لا يرقى إلى رواتها أدنى شك، تبدأ بسيدي شباب أهل الجنة، وتمر بأمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) وتنتهي برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فالوحي المقدس…اتجه الإمام السجاد زين العابدين (عليه السلام) ـ بعد ملحمة كربلاء ـ صوب العلم لأنه وجد فيه خير وسيلة لأداء رسالته الإصلاحية، كما وجد فيه خير ضمان لهداية البشرية وجعلها على السكة الصحيحة، لقد أنبرى الإمام (عليه السلام) إلى إنارة الفكر العربي والإسلامي بشتى أنواع العلوم والمعارف، وطالما دعا ناشئة المسلمين إلى الإقبال على طلب العلم، وحثهم عليه، وقد مجَّد طلابه، وأشاد بحملته، وقد نمت ببركته الشجرة العلمية المباركة التي غرسها جده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فأقبل الناس ـ بلهفة ـ على طلب العلم ودراسته فكان حقاً من ألمع المؤسسين للكيان العلمي والحضاري في دنيا الإسلام.
وأضاف”أما الثروات الفكرية والعلمية التي أثرت على الإمام زين العابدين (عليه السلام) فإنها تمثل الإبداع والانطلاق والتطور، ولم تقتصر على علم خاص، وإنما شملت الكثير من العلوم كعلم الفقه والتفسير وعلم الكلام، والفلسفة، وعلوم التربية والاجتماع، وقد عني بصورة خاصة بعلم الأخلاق، واهتم به اهتماماً بالغاً، ويعود السبب في ذلك إلى أنه رأى انهيار الأخلاق الإسلامية، وابتعاد الناس عن دينهم من جراء الحكم الأموي الذي حمل معول الهدم على جميع القيم الأخلاقية فانبرى (عليه السلام) إلى إصلاح المجتمع وتهذيب أخلاقه، ويقول عنه الحكماء: إنه حين استسلم الناس لشهواتهم تابعين لملوكهم جعل الإمام يداوي النفوس المريضة بالصرخات الأخلاقية والآيات السامية.