خطيب جمعة الحمزة الغربي : الإخلاص في العمل جوهر التغيير نحو تكامل الإنسان
المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي
أكد خطيب صلاة جمعة الحمزة الغربي السيد أحمد الحسيني يوم الجمعة المصادف من شهر 20 ذو القعدة لسنة هجرية الثالث من شهر آب لعام 2018م حسينية الفتح المبين .
إنَّ الاخلاص في العمل هو سير الانسان بنجاح نحو الهدف وصنع التغيير والتقدم، لذلك يتخلى عن اطماعه الانانية ورؤيته الضيقة ونرجسيته الحساسة، ويتحرك بنقاء بالمشاركة مع الآخرين لتحقيق ذلك التغيير، اما عدم الاخلاص في العمل فهو الاستئثار بالمكتسبات واقصاء الآخرين وسيطرة نزعة التسلط من خلال بروز النزعات الانانية والذاتية، من هنا فان امراض التخلف والاستبداد والفساد هي نتاج عدم وجود اخلاص في العمل، كما ان جوهر التغيير الصادق والفعال يمر عبر مسيرة الاخلاص.
مضيفًا” أن الإخلاصَ بحياة المسلم من عدة جوانب، فالإنسان مُطالبٌ بإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وهو من أوجبِ الواجباتِ عليه، ويكون ذلك في كل أحوال العبد وأعماله، ولا يُقبل عمل المسلم إلا بالإخلاص، قال سول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)،
فمدار أعمال العبد راجعٌ لنيته من وراء ذلك العمل، ومدى إخلاصه لله فيه، فإن أدى المسلم عبادةً معينةً بقصد التَّقرُّب إلى الله دون التفكير فيما سواه كان قد أخلص العمل لله، وإن أداها بقصد التّ زلُّف للخلق بحسن العمل أو لإظهار أنه من أهل العبادات فيكون قد رآءى في عمله. الإخلاص هو الأساسُ الذي بُنيت عليه دعوة الأنبياء والرُّسل لجميع من بُعثوا إليهم دون استثناء، حيث قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)
لافتًا ” إنَّ من أهمِّ وسائل وسُبُل تحقيق الإخلاص في نفس المسلم أن يتَّهم نفسه بالتقصير في حق الله مهما قام بأعمالٍ صالحة، حتى وإن أدى ما له وما عليه، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، وقد جاءت هذه الآيات في معرض الحديث عن المؤمنين حقاً، ومن صفاتهم أنهم يصومون ويصلُّون ويتصدقون، ثم بعد ذلك يخافون ألا يُتقبَّل ما سبق لهم من العمل.