المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي
تحدَّثَ خطيبُ جمعة الحمزة الغربي السيد كاظم الحسيني عن «الشبهةِ وَ تأثيرِها السلبيّ على الأمة مُشيرًا إلى أهم أسبابهـا» كانَ ذلكَ في مسجد الفتح المُبيـن ، مدينة الحمزة الغربي ، يوم الجمعة السابع من شهر ذي القعدة ١٤٤٢ هجرية الموافق ١٨ من شهر حزيران لعام ٢٠٢١ميلادية ، إذ قـــال الحُسيني : لقد عصفت الشبهات في المجتمعِ الإسلامي وأثّرت تأثيرًا سلبيًّا على المجتمع، لأنّها غامضةٌ وغيرُ واضحةِ الحال وحكمُها خفيٌّ على التعيين ،وَ لذلك سُميّت شبهةً لأنّها تشبهُ الحقَّ كما ورد عن أمير المؤمنين -عليهِ السلام- كلامٌ عن الشبهة في خطبة له -عليه السلام- يحذّر من الشبهة وَ يشير إلى تسميتِها بهذا الاسم , قال -عليهِ السلام- : [ وإنما سُمّيت الشُّبهةُ شبهةً لأنّها تشبهُ الحقَّ] – المصدرُ: نهجُ البلاغة ،
تطـــــرَّقَ الحسيني إلى تأثير الشُّبهة على المجتمع الإسلامي قائلًا : إن إثارةَ الشبُهاتِ ليست وليدةَ اليوم وإنما بدأت في عصرِ النبوّة ، فكان الهدفُ منها صدَّ الناسِ لمنعِهم الدخولَ في الإسلام ؛ أمّا ما بعد الدخولِ في الإسلام فقد صار الهدفُ تشكيكَ المسلمينَ بإسلامِهم وإخراجَهم منه من خلالِ طرحِ الشبهات والخرافة والأكاذيبِ أما اليوم فصارتِ مدعومةً من أنظمةٍ كبرى وَ من مرجعياتِ ترفع شعارَ الإسلام والمذهبِ وحبِّ أهل البيت -عليهم السلام- ممّا ازدادت شدّةً وغموضًا على الناس ،
وأشارَ الخطيـب إلى بعضٍ مِن أسبابَ انتشار الشبهات في المجتمع مبينًـا ذلك بقولهِ : مِن أسباب انتشار الشبهات هي : ” أولًا : انتشارُ الجهل والضعف لدى بعضِ متلقِّي الشُّبُهات من عوامِّ الناس ، وضعفُ التأصيل العلميّ لدى طلبة العلوم الشرعية ، ثانيًـا: اتِّباعُ الهوى والشهواتِ للتخفّفِ من تكاليف الدِّين تحت أيِّ ذريعة؛ عدمُ الالتزام بحُجَّة وجود الشبهات ، ثالثًا : وجودُ الفضائيات وبعضِ منصّات الشهرة كمواقعِ التواصل الاجتماعي و سرعةُ انتشارِ الشبهات ،
وَ بيَّــــنَ الحسيني واحدة مِن الشبهات التي تُثــار في المجتمع مِن قبل أئمة الضلالة وَ هي شبهة (( سُكوتُ الإمامِ الكاظم -عليهِ السلام- عن القبر الذي اظهره هارون العباسي )) وَردَّ على ذلك قائـلًا :
١- ليس كلُّ سكوت حجة فأكثرُ الأئمة -عليهم السلام- عاشوا ظروفًا صعبة من التقية في ظل الحُكمين الأموي و العباسي، فمن غير المعقول أن يكون سكوتَ الإمام عن الحاكم في زمنه إمضاءً لفعله
٢- هناك قاعدةٌ يستخدمها علماءُ الأصول في إبطال الآراء وهي (الاحتمالُ المعتدُّ به يُبطلُ الاستدلال) فلعلّ سكوتَ الإمام الكاظم -عليهِ السلام- كان موافقًا لوصيّة الإعفاء و الإخفاء لأنَّه لو صرّح وَ استنكرَ فعلَ هارون لكان لزامًا عليه أن يعطي البديل ،
٣- يُحتمل إن إظهار القبر من قبل الرشيد ربما بعد استشهاد الإمام لأننا لا نملك تاريخًا مؤكَّدًا في إظهار القبر.