تكلم خطيب جمعة الحمزة الغربي الشيخ خالد العزاوي -دامَ توفيقهُ- في خُطبتهِ التي القاها اليوم الجمعة الثالث من شوال 1440 هجرية الموافق السابع من حزيران 2019 ميلادية, في مسجد وحسينية الفتح المبين ,مدينة الحمزة الغربي_محافظة بابل , حيثُ ابتدأَ خطبته بقولهِ تعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ [آل عمران: 92].
وتطرقَ العزاوي الى تعريف الزكاة حيثُ قال :الطهارة لغة وتعني الكمال؛ يقال زكى الطعام أي أصبح طيباً لذيذاً خالياً من الشوائب والنقص؛ وبالزكاة تطيب النفس والجسد والحياة، ويهنأ المجتمع ويبلغ ما يصبو إليه من الكمال كما يسمو ويخلص من الفقر والحرمان والصفات المنحطة كالحقد والبغض والألم والشكوى ويهنأ بالعيش في ظلال المحبة والتعاون والفلاح ,كما ورد في الحديث الشريف « بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ » رواه البخاري ومسلم,
وأشارَ الخطيب : إن الإنفاق كلمة عامة، وذات مدلول واسع، وقد وصف الله المؤمنين في أول سورة البقرة فقال: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ والإنفاق واسع جداً، لكن أوضح صوره إنفاق المال:تنفق من جاهك، وهذا إنفاق، تنفق من علمك وهذا إنفاق، وتنفق من خبرتك وهذا إنفاق، ولكن أوضح صور الإنفاق إنفاق المال.
فقد كان عليه الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام جواداً، وكان أجود ما يكون في رمضان فهو كالريح المرسلة.
وينبغي أن تعتقد أن هذا المال الذي بين يديك ليس نعمة، وليس نقمة، ولكنه موقوف على طريقة إنفاقك له، إن أنفقته في الأعمال الصالحة كان نعمةً، وأي نعمة، وإن أنفقته بالمعاصي والآثام كان نقمة، وأية نقمة , وأوضحَ: ان القرآن يرفض أشد الرفض المفهوم الجبري للفقر، أن هذا الإنسان خلق فقيراً هكذا، وأن هذا الإنسان خلق غنياً هكذا، هذا المفهوم مرفوض، لذلك يقول الله عز وجل: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ مفهوم الفقر على أنه قدر لا يتغير، هذا مفهوم خاطئ ,وهناك أنواع الفقر فهناك فقر الكسل، فهو مهمل ، ومتقاعس، ويميل إلى الراحة، وهذا الفقر هو عقاب لهذا الكسول، هذا فقر الكسل.أما من ابتلاه الله بعاهة، فلا يستطيع أن يكسب رزقاً، فهذا فقر القدر، وحجمه محدود جداً.
وبين إن الذي لا ينفق هالك عند الله عز وجل، لأن الله -سبحانه وتعالى- جاء به إلى الدنيا ليعمل عملاً صالحاً يكون سبباً لجنة عرضها السماوات والأرض إلى أبد الآبدين، هذه الفرصة التي لا تتكرر، ضيعها، قال تعالى:
وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ
وأكمل العزاوي قولهِ في الخطبة الثانية بعد الإستعاذة والبسملة والدعاء قال عبادَ الله: أوصيكمُ ونفسي بتقوى اللهِ تعالى حقَ تقاتهِ ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمونَ , وأوضح ان زكاة الفطرة هي أمُّ الإنسانية وروحها العملي وسر نجاح الإسلام ببناءٍ شامخٍ مجيد, هي التي تجعل من الإنسان أخا الإنسان وبها تتم الإلفة والمحبة والمودة بين الغني والفقير، وتزول الطبقات العدوانية من نفوسهم وتصطبغ بصبغة العرفان بالجميل والحب والتقدير للغني الباذل الذي يؤثر أخاه الفقير بمالهِ عن نفسه؛ كما تنمو بنفسه علاقة حِبِّيَة إنسانية نحو الفقير, وأكمل الخطيب موضحًا إن زكاة الفطرة احدى طرق الانفاق وهي فرضٌ مالي يجب على كل مكلفٍ بالغٍ غير فقير إخراجه من ماله ليلة عيد الفطر عن نفسه و عن كل من يعولهم ,و تُسمَّى بزكاة الفطرة لوجوبها يوم الفطر، كما و تُسمّى أيضاً بزكاة الأبدان لأنها تحفظ صاحبها من الموت و تُطهّره ,وفي فلسفة تشريع زكاة الفطرة فان الله -عَزَّ و جَلَّ- فرض زكاة الفطرة لصالح الفقراء و المساكين و إدخال الفرح و السرور إلى قلوبهم في يوم العيد و من أجل تقوية أواصر المحبة بين أفراد المجتمع الإسلامي ,حيثُ تجب زكاة الفطرة على كل بالغ عاقل غير فقير أن يُخرج زكاة الفطرة عن نفسه و عن كل من يعيلهم في ليلة عيد الفطر، قريباً كان أو بعيداً، صغيراً كان أو كبيراً، حتى ضيفه إذا نزل به قبل غروب الشمس في ليلة عيد الفطر و انضّم إلى عياله فعدَّ ممّن يعول به ,رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ: “ادْفَعْ زَكَاةَ الْفِطْرَةِ عَنْ نَفْسِكَ وَ عَنْ كُلِّ مَنْ تَعُولُ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ حُرٍّ وَ عَبْدٍ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى” , وبين العزاوي -دامَ توفيقهُ- إن وقت إخراج زكاة الفطرة ـ أي عزلها عن سائر الأموال ـ هو عند رؤية هلال شهر شوال، أو بعد غروب الشمس من اليوم الثلاثين من شهر رمضان، أو عند ثبوته في ليلة العيد، حيث تجب في ذلك الوقت. ويستطيع دفعها بنية قرض المبلغ للفقير قبل ليلة العيد و بعد ثبوت العيد ينوي احتساب ذلك المبلغ زكاةً للفطرة.
خطيب جمعة الحمزة الغربي:ان الزكاة هي سر نجاح الإسلام وهي تجعل من الإنسان أخا الإنسان وبها تتم الإلفة
المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي