المركز الإعلامي _ إعلام الحلة
تحديث خطيب وإمام جمعة الحلة الأستاذ حسب الله الجبوري في خطبته التي ألقاها اليوم الجمعة ١٩ ذي الحجة ١٤٤٢هجرية الموافق ٣٠ تموز ٢٠٢١ميلادية في مسجد شهداء المبدأ والعقيدة في مدينة الحلة عن يوم غدير خم قائلًا : طلّت علينا يومَ أمس الذّكرى الميمونةُ لعيد الغدير، الّذي شكَّل محطّةً بارزةً في تاريخِ ومسيرةِ الإسلام والمسلمين وموقفًا من مواقفِ الحقّ والحقيقةِ النّاصعةِ الّتي تركت بصماتِها جليّةً واضحةً على المستوى العام، وخصوصًا عندما يتعلّقُ الأمرُ بتنصيبِ قائدٍ للأمّة تجتمعُ فيه كلُّ المؤهّلاتِ العلميّة والقياديّة، وأهميّةُ كلّ ذلك في حياةِ الأمّة ورسمِ مسارها ومصيرها، وإبعادِها عن كلّ الانحرافاتِ في الفكر والسّلوك،
وأضاف ” لقد نصَّب الرَّسولُ الكريم – صلى الله عليه وآله – أميرَ المؤمنين وسيّدَ الوصيّين عليًّا بنَ أبي طالب- عليه السلام – ، قائدًا للأمّة، ووليًّا لأمورها، والأدلةُ على ذلك نوعان: قرآنيٌّ وعقلي فأمّا الأدلةُ القرآنية فكثيرةٌ وواضحةٌ في خلافةِ الإمام عليٍّ بنِ أبي طالب – عليه السَّلام- بعد النبي – صلى الله عليه و آله – :أوّلًا : قولُه تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} فهذا أمرٌ وتعيينٌ إلهيٌّ فيه قد نُصِّب عليٌّ في الثّامنَ عشر من شهر ذي الحجّة في العام العاشر للهجرة، حين أبلغ جبرائيلُ ( عليه السلام) الرسولَ الأعظمَ أمرَ الله تعالى،
موضحاً ” وقفَ رسولُ الله – صلى الله عليه و آله- في الصحراء في منطقةٍ يقال لها خُمّ، وكان الوقتُ هجيرًا في وقت الظهيرة، وأخذ بيَد عليٍّ ورفعها، وقال بعد الخطبة: “أيها الناس، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ـ ألستُ الوليَّ عليكم، وقد جعل اللهُ لي الولايةَ على كلِّ واحد منكم أكثرَ من ولايته على نفسه ـ قالوا اللهم بلى، قال: اللهم اشهد، ثم قال: من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه، وانصُر من نصره، واخذُل من خذله، وأدِر الحق معه حيثما دار، ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد وهكذا خاطبَ المسلمون عليًّا بإمرةِ المؤمنين وقال له الخليفةُ الثاني عمرُ بنُ الخطاب – رضي الله عنه – : “بخٍّ بخٍّ لك يا علي، أصبحتَ مولانا ومولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة،
منوهاً ” وأرادَ -صلى الله عليه واله وسلم – مِن واقعةِ الغديرِ حِفظَ رسالةِ السماءِ وديمومتَها واستمراريّتَها، والنأيَ بالأمّة عن مُزِلّات القدَم، ومنعَ الاختلافِ بعد رحيله، عن صفوانَ بنِ يحيى عن الإمامِ جعفرٍ بنِ محمدٍ – عليهما السلام- : “الثامنَ عشرَ مِن ذي الحجّة عيدُ اللهِ الأكبر، ما طلعتْ عليه شمسٌ في يومٍ أفضلُ عندَ الله منه، وهو الذي أكملَ اللهُ فيه دينَه لخلْقِه، وأتمَّ نِعَمَه، ورَضِيَ لهمُ الإسلامَ دينًا.
وختم خطبته” أنّ يومَ الغديرِ ليس يومَ عليٍّ بنِ أبي طالب فحسْب بل هو يومُ الإنسانيةِ جمعاء لأنّ الإنسانيةَ لم ترَ يومَها قبلَ ذلك اليوم ولن تراه بعد ذلك، كانت أمنيتُها قيامَ العدلَ في العالم، وقلعَ الظلم، واستقرارَ العدلِ في العالَمينِ بمختلفِ مُسمّياتِه: الفرديِّ والجماعيِّ، والعدلَ في الحكم، والعدلَ في القضاء، وفي يومِ الغديرِ بُشِّرتْ بالوُصولِ إليها، وتحقّقِها، كي لا تقنطَ من رحمةِ الله، فكان صوتُ رسولِ الله، صوتَ الإنسانية، ونداءَها في طلبِ العدل، وهي الأمنيةُ الحاصلةُ لكلِّ فردٍ من البشروتحقُّقُ أمنيةِ العدلِ متوقّفٌ على التمسُّكِ بالثقلين: “كتابِ الله وأهلِ البيت عن الصادقُ الأمينُ – صلّى الله عليه وآله وسلّم- : “إني تاركٌ فيكم الثقلين، كتابَ اللهِ وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتُم بهما لن تضِلّوا بعدي أبدًا.