المركز الإعلامي / إعلام الحلة
أكد السيد قاسم الطيار (أعزه الله)خطيب جمعة مدينة الحلة اليوم 29 محرم الدم والشهادة 1439هـ الموافق 20 تشرين الأول 2017م في مسجد وحسينية شهداء المبدأ والعقيدة ، نحن مطالبون ومسؤولون في بناء أمة نموذجية بما ورثناه من أئمتنا و شهداءنا وقادتنا وعقيدتنا ، نصنع للأمة القدوة لنكون شهداء على الناس.
وقال ” على عاتقنا مسؤولية أن نبني من أنفسنا أمة لتكون مثالاً وقدوة للبشرية ففي قوله تعالى (وكَذَلِكَ جعَلناكُم أُمَةً وَسَطاً لِتَكُونوا شُهَداءَ على الناسِ وَيَكونَ الرسولُ عَليكُم شَهيدا) وفي هذا الخطاب نحن مطالبون ومسؤولون عن بناء أمة نموذجية بما ورثناه من أئمتنا شهداءنا وقادتنا وعقيدتنا ، نصنع للأمة القدوة لنكون شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا علينا وقدوة لنا ، وما أثقل هذه الرسالة التي تضخ في البشرية روح الحياة والحركة.
وأضاف ” هذه الرسالة الثقيلة العظيمة على عواتقنا نحن العاجزين عن حياتنا اليومية الآن مات الشهداء ونحن الموتى أحياء ، صدع الشهداء برسالتهم وبلغوا خطابهم ، ونحن الصم مخاطبوهم .. رحل أولائك الأفذاذ الذين امتلكوا ناصية الشجاعة وأقدموا على اختيار الموت ،رحلوا وتخلفنا نحن، وقد سجل الرجال والشباب والنساء والأطفال الذين أستشهدوا في ملحمة كربلاء وجودهم وشهادتهم أمام التأريخ ،سجلوا حضورهم في ساحة القدس الإلهي تسجيلا أبديا خالدا. وتركوا أجسادهم على أرض البطولة مع إمام الحق تواجهنا لتحرض القاعدين على مدى التأريخ وتدعوهم للنهوض بوجه الباطل.
مشيرًا” إن في تشيعنا هذا دروساً وعبرا عظيمة وغنائم كثيرة وقيماً إلهية سامية وتراثاً عزيزاً ، وهو قادر على إحياء المجتمع ومعالجة همومه ، واهم تراثه هي الشهادة ، إلا أننا منذ أن هجرنا سُنة الشهادة وبادرنا إلى تعاهد قبور الشهداء رضينا بالموت الأسود ، فبدلاً من أن نكون أتباع الشهداء أصبح رجالنا ونساؤنا يقيمون مآتم العزاء على الشهداء لا غير ، وهكذا بقينا في عزاء دائم.
وعرج قائلا: لقد علمنا الإمام الحسين (عليه السلام) درساً أعظم من درس الشهادة ، بتركه مراسم الحج ناقصة وذهابه نحو الشهادة ، الحج الذي جاهد من أجل إحياءه كل أسلافه تركه ناقصاً واختار الشهادة ليعلم كل الحجاج في التاريخ والمصلين إن لم تكن الإمامة وإن تكن هنالك غاية عظمى ، إن لم يكن الحسين ويكون يزيد ، فإنه الفرق بين الطواف حول بيت الله ، والطواف حول بيت الأصنام ، لان الشهيد حاضر في كل ميادين الحق والباطل ، وشاهد على كل الصراعات بين العدل والظلم ، فإذا كنت متخلفاً عن ساحة الحق والباطل في زمانك ولم تكن شاهد عصرك وشهيداً في مجتمعك فكن أينما شئت ، لا فرق بين أن تكون قائما للصلاة حينذاك أو جالساً لشرب الخمر فكلاهما واحد.