المركز الإعلامي /إعلام الحلة
أكد السيد قاسم الطيار (أعزه الله) خطيب جمعة مدينة الحلة اليوم الثاني من ذي الحجة 1438هـ الموافق 25/ آب / 2017م في مسجد وحسينية شهداء المبدأ والعقيدة ، أنه لايمكن القضاء على تنظيم داعش إلابفكر معتدل منفتح يناقش الوقائع والأحداث التاريخية بدون تعصب وطائفية ويبين حقيقة رموز الدواعش فيحرر عقول الشباب حتى لا ينخرطوا بهذه التنظيمات.
وقال ” للمحافظة على نقاء وطهارة المجتمع الإسلامي، وبقاء البركة فيه العمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإرشاد الناس وتوجيههم إلى الابتعاد عن مواطن الانحراف التي تسببت بقتل الآلاف من البشر نتيجة للعقائد المنحرفة والأحكام الضالة المضلة التي يتوصل إليها ذلك الفكر أو تلك العقيدة فنلاحظ أن هناك عناوين كثيرة وأطروحات عديدة طُرحت في مواقع النت أو في الإعلام كبرامج متلفزة أو دراسات مقدمة من مختصين في مراكز البحوث المتخصصة في شؤون الجماعات المتطرفة تناولت أسباب نشوء الجماعات والمنظمات الإرهابية كتنظيم داعش التكفيري.
وأضاف” أن تنظيم داعش الإرهابي يُعتبر من أكبر تلك التنظيمات إجراماً وفتكاً وانتشاراً فهو يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي العربية، وخطره يهدد جميع دول العالم حيث نالت الدول الغربية نصيباً من جرائمه فأزمة داعش بينت لنا مدى الترابط الأمني بين جميع دول العالم ، بحيث أصبح لا يمكن لأي دولة أن تتجاهل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط فمهما كانت بعيدة فتصلها حرارة تلك النيران فهذا التنظيم قد ألغى الحدود بين دول العالم وأصبح يضرب ما يشاء ومتى ما يريد .لذلك يجب أن تتركز كل الجهود والدراسات عليه باعتباره تنظيم يمثل خُلاصة الأفكار والمناهج المنحرفة الشاذة فهو الوريث الشرعي لفكر متشدد أساسه ومنبعه شيخ عاش قبل سبعة قرون ( 661- 728م) هو أحمد ابن تيمية ووجد هذا الفكر من يحييه بعد ستة قرون وهو محمد بن عبد الوهاب حيث اتخذت التنظيمات من هؤلاء مراجع لتبرير تشددهم المكفّر لكل من يخالف عقائدهم المجسمة لله تعالى وأساطيرهم المنحرفة.
وأشار” أن داعش ليست منظمة إرهابية فحسب بل هي عقيدة وفكرة منحرفة خبيثة لا يمكن هزيمتها باستخدام القوة العسكرية فقط بل لابد من اتخاذ عدة خطوات في القضاء على هذه التنظيمات في مقدمتها مواجهة فكر داعش الظال بفكر معتدل منفتح يناقش الوقائع والأحداث التاريخية بدون تعصب وطائفية ويبين حقيقة رموز الدواعش فيحرر عقول الشباب حتى لا ينخرطوا بهذه التنظيمات لأننا نعلم جيداً أن البنية العسكرية للتنظيم يمكن هزيمتها بالمواجهة العسكرية ولكن السؤال الأهم هنا ماذا عن البنية الفكرية لهذا التنظيم ؟،وإننا كمتابعين للأحداث نتابع كل الأفكار والمشاريع والحلول التي تُطرح لمواجهة هذه التنظيمات حيث لاحظنا الفكر العميق والتشخيص الصحيح والخطوات العملية التي تبناها المرجع الصرخي لإنهاء هذا الفكر المنحرف من جذوره حيث طالب من البداية بضرورة وجود حكومات وأنظمة عادلة تعمل على تقديم الخدمات لشعوبها دون تفرقة أو طائفية وتعمل على عدم نشوء البيئة أو الحاضنة التي تنشط فيها مثل هذه التنظيمات ، كذلك لاحظنا تركيزه على مناقشة ودحض أفكار الأب الروحي للدواعش وهو ابن تيمية حيث بين من خلال المحاضرات العقائدية والتاريخية التي تُبث مباشرةً على النت أسبوعياً.
لافتًا” أن المحقق السيد الصرخي الحسني (دام ظله) خاطب كل الشعوب وبالخصوص الشباب المغرر بهم الساعي للموت والتفجير ودعاهم إلى التعقل وتحكيم العقل والضمير والابتعاد عن أفكار وعقائد التيمية، وأرشدهم لطريق الصواب ومنعهم من الانزلاق نحو التطرف والإرهاب وذلك عن طريق محاضراته العقائدية التي بُثت عبر مواقع النت والتواصل الأخرى والتي كشف سماحته زيف وكذب الفكر الداعشي التيمي ، ولا شك أن هذا الأسلوب أثبت قدرته الكبيرة على تغيير قناعات الكثير نتيجة لاطلاعهم على تلك المحاضرات.
وعرج في خطبته إلى الإمام محمد الجواد (عليه السلام) قائلاً: قد مرت علينا قبل أيام من هذا الشهر المنصرم ذكرى استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام) ونريد أن نتكلم عن نبذة مختصرة من حياته الشريفة ” حيث أن الإمام الرضا (عليه السلام) لم يغب عنه ما توجّس منه أصحابه في صغر سِنِّ ولده الخليفة والإمام القادم لذا هيأ الأذهان وأشار صراحة في الكثير من المناسبات والوقائع إلى إمامة الجواد توخيًا لوقوع الشك والتردد في العقول والنفوس وقد التصق إمامنا الجواد بأبيه الرضا عليه السلام ينهل منه علماً وحكماً وأدباً، وهكذا لازم الرضا ابنه الجواد ولم يبرح يشيد الإشادة بفضله وإبراز احترامه له فكان الرضا عليه السلام لا يناديه إلا بكنيته (أبو جعفر) وكان يجلسه بجنبه ويطلب منه أن يجيب عن بعض الأسئلة الموجهة إليه أمام الناس ليدلل على سعة علمه .
وأضاف ” كانت حياة وسيرة إمامنا مرحلة إثبات مستمرة للإمامة المباركة بالبراهين الساطعة والحجج الدامغة فأذعن لها المخالف قبل الموالي لذا فإن الشيء الملفت للنظر هو كثرة الأسئلة والاختبارات التي وجهت إلى الإمام الجواد في فترة حياته القصيرة، وكان الإمام يجيب عن المئات من الأسئلة في اليوم الواحد، وكانت هذه الأسئلة تنطلق من حب معرفة الإمام وامتحانه، وحاول المخالفون أن يسخروا من إمامنا الجواد لأنه صبي، فجالسه كبراء علمائهم وناظروه على مختلف الأصعدة فرأوا بحراً لا ينفذ وعطاءً علمياً لا ينضب وفشلت كل مؤامرات بني العباس وأتباعهم كأمثال يحيى ابن أكثم أو علماء النصارى واليهود في الصمود أمام هذا الإمام الذي جعله الله تعالى آية جلية واضحة ابتليت بها الأمة لتمحيص درجة إيمانها وطاعتها وإقرارها بقدرة القادر جل وعلا وأحقية وأفضلية أهل بيت النبوة عليهم السلام وانزعج العبّاسيون من تقريب المأمون للإمام الجواد عليه السّلام وإبداء الاحترام والإجلال له ومصاهرته، فعقد المأمون له مجالس المناظرة والاحتجاج، حتى أذعن الجميع لإمامته الحقّة.
ركعتا الصلاة