أكد السيد قاسم الطيار (أعزه الله) خطيب جمعة الحلة إن عهد الإمام الباقر(عليه السلام) عرف بكثرة المناظرات والمحاججات والحوارات العلمية العقائدية المفتوحة لأن دولة بني أمية فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة والآراء الفاسدة الكاسدة ،هذا ما جاء خلال خطبته المقامة في مسجد وحسينية شهداء المبدأ والعقيدة اليوم الموافق الخامس من ذي الحجة 1439هـ 17 آب 2018م
وقال ” تمر علينا ذكرى استشهاد الأمام محمد الباقر (عليه السلام) في وبهذه المناسبة الأليمة نعزي صاحب العصر والزمان ( عجل الله فرجه الشريف) وسهل مخرجه وجعلنا من أنصاره وأعوانه بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ونعزي المحقق الأستاذ الصرخي الحسني دام ظله الوارف. في عهد الإمام الباقر(عليه السلام) دامتْ العلوم وتنفستْ عَبَقْ الرسالة لأن مقام الإمامة استحقاق الإلهي ،حيث جعله الله تعالى الإمام (عليه السلام) حجة بالغة على ارضه وخلقه وجعل فيه العلم والحكمة وفصل الخطاب فَمَلك العلوم والمعارف، ففاقت موهبه العلمية جميع العلماء الذين عاصروه وكان مثلهم الأعلى حتى قالوا فيك عالم لم نر مثله.
وأضاف” فظلت اشراقات ومناقب الإمام الباقر (عليه السلام) وفضائله التي جمعت الكمالات الإنسانية في النهج والسلوك من صدق وبذل والإنفاق في سبيل الله تعالى مصداقاً حقيقياً لظاهر الجود للخاصة والعامة، ليكون أهلًا لإمامة الأمة.
وبين” إن إمامنا الباقر (عليه السلام) جهاد التيارات المنحرفة يوعظهم ويرشدهم ويصحح أفكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم، وكان يناظرهم ومن مناظراته مع النصارى بحضور هشام بن عبد الملك كما قدم (عليه السلام) أهم مشروع هو تعريب النقود والدواوين في الدولة العربية الإسلامية في عهد عبد الملك بن مروان وهنا برز دوره (عليه السلام) وأن سك النقود الإسلامية تلك القضية التي منحت الاقتصاد الإسلامي استقلاليته وجعلته يتبوأ مدار الاقتصاد العالمي في ذلك الوقت فهل يا ترى اقتصاديا يحرر الاقتصاد الإسلامي من التبعية في الوقت الراهن؟!
مشيرًا” وقد سار السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) على ما سار عليه إمامنا الباقر (عليه السلام) في مسيرته المرجعية الرسالية الصادقة هو منهج العلم والاعتدال الفكري حيث تصدى للفكر الداعشي وأئمته الخوارج، بنتاجه العلمي الفريد وفكره المعتدل، كما أعطى الكثير من النصائح والإرشادات التي تنير درب هذه الأمة وتجعلها في بر الأمان.
وعرج على شعيرة الحجة قائلا: الحج يعتبر أثقل التكاليف التي تناط بالعبد ويصنفوه أهل الدين بأنه أصعب العبادات البدنية وأفضلها، وعبادة ينعدم بفقدها الدين ويساوى تاركها متعمدا اليهود والنصارى في الخسران المبين ، والحج فرضه الله سبحانه على المسلم المستطيع بقوله: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا..).
ركعتا صلاة الجمعة