المركز الإعلامي / إعلام الحلة
أكد خطيب جمعة الحلة سماحة حسين السلامي اليوم التاسع من ذي الحجة 1438هـ الموافق 1/ أيلول/ 2017م في مسجد وحسينية شهداء المبدأ والعقيدة ,إن الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام) كان من أبرز رجال الفكر، ومن ألمع أئمة المسلمين، فقد كان الرائد والقائد للحركة الثقافية والعلمية التي عملت على تنمية العقل العربي والإسلامي وأضاءت الجوانب الكثيرة من التشريعات الإسلامية الواعية التي تمثل الإبداع والأصالة والتطور في عالم التشريع.
وقال ” مرت علينا ذكرى استشهاد الإمام محمد بن علي الباقر (عليه وعلى آبائه آلاف التحايا والسلام) حيث لا ينبغي أن تمر علينا مثل هذه المناسبة دون أن نتعرض لها ولو بشئ من الإيجاز فإننا مهما قلنا أو فعلنا لا نصل إلى مقدار ذرة من عظمة أئمتنا (سلام الله عليهم) ولا سيما عظمة الإمام الباقر(عليه السلام) التي كانت حديث الخاصة والعامة، فحيثما دار الحديث عن رفعة الهاشميين فينظر إليه على أنّه الوريث الأوحد لكل تلك القدسية والشجاعة والعظمة، لقد كان (سلام الله عليه) اصدق الناس لهجة وأنضرهم وجهاً وأكرمهم خلقا. وليس من نافلة القول، ولا من الغلو في شيء.
وأضاف ” فقد كان هذا الإمام العظيم باقرعلوم الأولين والآخرين أثرى شخصية في سعة علومه ومعارفه، وقد كان بإجماع المؤرخين ممن خطط لهذه الأمة مسيرتها الثقافية الواعية وقد ذاع ذلك بين الناس، وضُربت به الأمثال، يقول السيد الرفاعي: (( وكانت مدة إمامته يختلف إليه الخاص والعام، يأخذون عنه معالم دينهم حتى صار في الناس تضرب به الأمثال » . ومن غزارة علمه كانت له (عليه السلام) وقفات علمية وحوارية مع فرق وشخصيات دينية كالمعتزلة والمرجئة ومع عمر الناصر ونافع الأزرق وهما من أعلام الخوارج وغيرهم مما جعل نجمه يعلو في سماء العلم والمعرفة, فصار (عليه السلام) من أهم المراكز العليا للوعي الثقافي والعلمي بين المسلمين وكانت داره جامعة للعلوم والمعارف، فتتلمذ على يده كبار فقهاء المسلمين وعلمائهم مما يعتبر عاملا جوهريا في ازدهار الحركة العلمية وتطور الفكر الإسلامي في عالم الإبداع والإنتاج.
وأضاف أيضًا” ومن أبرز أقواله: قوله (عليه السلام) لجابر بن يزيد الجعفي: يا جابر !.. أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟!.. فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة ، والبرّ بالوالدين، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس، إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر: فقلت: يا بن رسول الله!.. ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة، فقال (عليه السلام) : يا جابر!.. لا تذهبنّ بك المذاهب، حَسْب الرجل أن يقول:أحب علياً وأتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً ؟.. فلو قال: إني أحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) – فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من علي (عليه السلام) – ثم لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عزّ وجلّ وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته.
وأشار”ولقد سارت مرجعية السيد الأستاذ المحقق الصرخي الأبوية السير الجاد على ذات المسلك ونفس الاتجاه الذي أشار إليه باقر العلوم (عليه السلام) من خلال تكريس وإثراء الجانب العلمي لتُطلق بعد ذاك مرجعيتنا المباركة مشروعها التاريخي العظيم ألا وهو: المحاضرات التاريخية والعقائدية والمحاضرات الأصولية والبحوث المتنوعة في جميع المعارف والمشارف و تأسيس مشروع الجامعة الجعفرية الإسلامية لتكون امتدادا حقيقياً لذلك النهج الممتلئ بالدرر والجواهر الذي وللأسف مخبوءٌ تحت رماد الجهل والإهمال والتضييع، وهذا الطمس للتراث الحقيقي لأهل البيت عليهم السلام إما مقصود عن دراسة وتخطيط, وإما أن يكون القائمين المتسترين بستار تمثيل وقيادة الإسلام والتشيع غير قادرين وغير عارفين وغير ملمين بهذه العلوم المحمدية أصلاً, ولذلك نلحظ ونرى حركية ونشاط وهمة المرجعية الرسالية المتمثلة بالمرجع المحقق السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في تكريس وإرجاع روح وحقيقة فكر وخلق وعلم الإسلام الأصيل والذي كان منهله الأبرز باقر العلوم وولده الأمام جعفر الصادق (عليهما السلام) … فالسلام على باقر علوم الأولين والآخرين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
وعرج قائلا: لابد من إعادة قراءة التاريخ بصورة مغايره لما قرأه أهل الفتن والضلالة الذين حرفوا الكثير من الأحداث وجعلوها أو سيروها وفق أهوائهم وملذاتهم ورغباتهم الانهزامية، الشركية ،الطائفية وفق مبدأ فرق تسد ، وبالتأكيد هناك من السذج الأغبياء الذين لا عقل ولا دين لهم يصدقون بتفاهات مدعي الدين والمدافعين عن الشريعة ،ومن ضمن هؤلاء وقادتهم هم حكام وسادة وزعماء الفكر التيمي المتمثل بالخط الأموي او العباسي سابقاً والداعشي التيمي في الوقت الحاضر والذين هم عبارة عن زناة وشاربي الخمر واهل البدع قادوا الدول الإسلامية نحو الانحراف وجعلوا منها مرتعاً لجيوش التتر والمغول وغيرهم كما بين ذلك الأستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) في تحقيقه بتاريخ زعماء الخط التيمي وهنا اذكر بعض الكلام من المحاضرة رقم 48 من وقفات مع ابن تيمية الجسمي الأسطوري (( 7ـ قال ابن العِبري/ (251): {{في سنة خمس وثلاثين وستمائة (635هـ): وفيها غزا التّتار العراق، ووصلوا إلى تُخُوم بغداد إلى موضع يسمّى زنكاباذ وإلى سُرّمَرّأى، فخرج إليهم مجاهد الدين الدويدار وشرف الدين إقبال الشرابيّ في عساكرهما، فلَقَوا المغول وهزموهم، وخافوا مِن عودهم، فنصبوا المَنجَنيقات على سور بغداد، وفي آخر هذه السنة (635هـ) عاد التّاتار إلى بلد بغداد، ووصلوا إلى خانقين، فلقيَهم جيوش بغداد، فانكسروا، وعادوا منهزمين إلى بغداد بعد أنْ قُتِل منهم خلق كثير، وغنِم المغول غنيمة عظيمة وعادوا}}.
مضيفًا” وقد سجل السيد الأستاذ عدة تعليقات على ذلك نوردها بعض منها [تعليق: أـ الدويدار والشرابي بأنفسِهما وتحت قيادتهما حصلتْ مواجهتان عسكريتان مع المغول على تُخُوم وحدود بغداد، المعركة الأولى حصلتْ عند سامراء، وقد انتصر فيها جيش بغداد، وبعدَ أشهرٍ وقعتِ المعركة الثانية في خانقين، وقد انكسر فيها جيش بغداد، فعادوا منهزمين إلى بغداد، إضافة لذلك فقد نقلنا لكم مِن عدة مصادر أنّ المغول تحرّكوا لغزو بغداد في زمن خلافة المستعصم نفسه في سنة (643هـ)، فكيف يدّعي منهج ابن تيمية أنّ هؤلاء القادة يَجْهَلون قوة وخطر المغول ويَجْهَلون طَمَعَهم ببغداد؟!! أو أنّهم قادة سفهاء أغبياء جهّال يعلمون بخطر المغول وطمعهم ببغداد وخلافتها لكنّهم لم يستعدِّوا للمواجهة لها، بل سرّحوا العساكر، ففقدتْ بغداد القوة العسكرية للمواجهة؟!!.
ركعتا صلاة الجمعة