أقيمت صلاة الجمعة المباركة في جامع الإمام الباقر (عليه السلام) وسط محافظة البصرة الفيحاء اليوم المصادف الثاني من شباط لسنة 2018م الموافق 14من جمادى الأولى لسنة 1349هــ بإمامة الشيخ حاتم الخفاجي (دام عزه ).
حيث تطرق سماحته في خطبته الأولى ألى حياة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
ونوه سماحته “فحياة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إذاً وإن كانت قصيرة ولم تبلغ أكثر من عشرين سنة، لكنّها مليئة بالدروس والعبر.
وبين الخفاجي” من دروس الزهراء (عليها السلام) حين قالت: “جعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشّرك، والصّلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنّفس ونماء في الرّزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدّين”.
لقد أرادت السيدة الزهراء(عليها السلام) أن تبين من خلال هذه الكلمات أن للعبادات أهدافاً وغايات.. فالفائدة المرجوة منها لا تتحقق فقط بأدائها أو برعاية أجزائها وشرائطها، بل بمدى انعكاسها على حياة الناس وسلوكهم ومواقفهم، فلا معنى لأية عبادة بدون ذلك.
ووضح سماحته “ ومن هنا وانطلاقاً مما جاء في كلام السيدة الزهراء، لا بد أن نضع دائماً نصب أعيننا على الأهداف التي جعلت لأجلها العبادات، بأن نستحضرها قبل أن نؤديها وأن ندقق جيداً بعدها بمدى بلوغنا لهذه الأهداف وتحقيق شروطها.. فلا نكون ممن ورد الحديث عنهم: “رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب”.. “ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج”.
وتطرق السبتي في خطبته الثانية إلى الآداب الإسلاميّة والأحكام الشرعيّة في الشّأن الشخصيّ
قائلًا: لقد ركّزت الآداب الإسلاميّة والأحكام الشرعيّة في الشّأن الشخصيّ كثيراً على احترام الحدود والمساحات والحقوق الشّخصيّة، وعدم التسبّب بأيّ أذى لأيِّ إنسان إلا في إطار الدّفاع عن النّفس… وللأسف، صارت سلوكيّات الأذى هذه الأيّام هي اللّغة السّائدة.
وأضاف الخفاجي” لقد حذّر الإسلام، أيّها الأحبّة، حتّى من الأذى النّفسيّ، فكيف بأذى الجسد والصحّة والمال والرّزق؟! في الحديث الشّريف، كما ورد عن رسول الله(ص): “إذا كنتم ثلاثاً، فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتّى لا يؤذياه”. وهذا قمّة الأدب والتّعايش السّليم بين النّاس، حيث لا وشوشة، ولا لغة خاصّة، ولا إشارات أو غمزات مما يؤذي الحاضرين، حتى النّظرة غير الطّبيعيّة: “من نظر إلى مؤمن نظرةً ليخيفه بها، أخافه الله يوم القيامة”.
وأوضح سماحته ” والذّنب يكبر كلّما كانت النّتائج الّتي تترتّب على الأذى بالغة السّوء، وخصوصاً حين تمتدّ تداعيات هذا الأذى إلى الشّأن العامّ، كمن يؤذي البيئة، أو يحوّل نفاياته إلى بركة شرب أو نهر، أو كما عشنا في الأيّام الماضية مع الّذي يمارس الأذى بالطّريقة الّتي تؤدّي إلى فتنة، كأن يُسيء إلى دين أو طائفة أو إلى مستقبل النّاس وأمنهم، وهذا قمّة الأذى.. إنّ الأمن والأمان هما من حقّ الجميع صغاراً وكباراً، وكلّ من يؤذي أو يعكّر صفو العيش المشترك أو الوحدة واللّحمة بين النّاس، فقد جعل للنّاس جميعاً حقوقاً في رقبته، سواء كانت توتّرات أو قلقاً أو خوفاً، فكيف إذا كانت تتعلّق بالكرامات أو السلامة؟!.
ركعتي صلاة الجمعة