المركز الإعلامي – إعلام البصرة
بين الاستاذ جواد البزوني ( دام توفيقه ) خطيب جمعة البصرة التي ألقاها في جامع الإمام الباقر -عليه السلام- الواقع وسط محافظة البصرة اليوم الجمعة الرابع من شهرذي القعدة 1441 هجرية الموافق 26 من حزيران 2020 ميلادية خلال خطبته ما يحمله الاسلام من روح السلام والمحبة والتعايش السلمي بين بني البشر على اختلافهم وتنوعهم في الثقافات والاتجاهات ” ان من أسمى الصفات وأجلى المعاني التي تميز بها الأسلام هي الدعوة إلى الطمأنينة والمحبة والتعاون بين بني البشر بعيدا عن القتال وحقنا للدماء والأنفس والأرواح فكان هذا التصور خير تجسيد وخير شاهد عندما طبق ذلك المبدأ الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) في صلح الحديبية..
فالصلح هو عقد الوفاق بين المتخاصمين ووضع حد للنزاع طالَ هذا النزاع أم قصر، والصلح مرادف للسلم في غالب الأحيان، ويُعرَّف في الإسلام على أنَّه عقد يؤدي إلى الإصلاح بين اثنين اختلفا على أمر ما، وهو من الأمور التي دعا إليها الإسلام في كثير من النصوص القرآنية”.
وأضاف الخطيب ” وقد صالح رسول الله (صلَّى الله عليه واله وسلّم) المشركين في أكثر من موقف حقنًا للدماء وكان هذا الصلح في السنة السادسة للهجرة في شهر ذي القعدة والسبب أنَّه في هذا الشهر من السنة الهجرية السادسة قرر رسول الله (صلَّى الله عليه واله وسلَّم ) وأصحابه السير والزحف نحو مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، فدعا رسول الله أصحابه للمسير، وسار باتجاه مكة ولم يحملوا معهم إلَّا سلاح المسافر فلم تكن نيتهم نية حرب ولا قتال، بل نية أداء مناسك العمرة فقط، فلبس المسلمون ملابس الإحرام وساروا إلى مكة المكرمة، وعندما وصل المسلمون إلى منطقة تُسمَّى “ذي الحليفة” أحرموا للعمرة بأمر من رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) وعندما صاروا على مقربة من مكة المكرمة جاءهم خبر مفاده أنَّ قريشًا جمعت الرجال وأعدت العدة لقتال المسلمين وصدهم عن مكة خوفا أن يسمع العرب بأنّ محمّداً دخل عنوة إلى مكّة وكسر شوكتها، فبعثوا إليه بوفد يرأسه سهيل بن عمرو بن عبد ودّ العامري، وطلبوا منه أن يرجع في هذه المرّة من حيث أتى على أن يتركوا له مكّة في العام القادم ثلاثة أيّام”.
فيما اشار البزوني الى ما حققه الاسلام من نصر وانتصار فكري كبير خلال صلح الحديبية بفضل الروح السامية التي مثلها النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) وتعامله مع الاحداث وتسامحه حتى مع المشركين ” ومن أهم النتائج التي ترتبت على صلح الحديبية حيث أن هذا الصلح ترتب عليه دخول عدد كبير من قريش في الإسلام،و ظهر الإسلام بشكل كبير، واتجه المسلمون لنشر دعوتهم، حيث أنهم أمنوا جانب قريش، بالإضافة إلى أنهم فرغوا لليهود ومكرهم فكان الصلح نصراً على كل الجوانب.
و أعطى هذا الصلح الوقت الكافي لكي يقوم المسلمون بتجهيز جيوشهم واسلحتهم، حتى يكون على أستعداد لرد أي عدوان وفتح أي مكان.
وأستغل الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) فترة الصلح؛ وذلك بإرسال الرسائل إلى ملوك الفرس، والروم، والقِبط؛ لدعوتهم إلى الإسلام “
ومن الجدير بالذكر ان المرجع السيد الصرخي ( دام ظله ) دعا الى التسامح والوسطية وبث روح العايش السلمي وخلق مبدأ الوسطية الدينية بين افراد المجتمع من خلال ما يطرحه من مؤلفات وبيانات على طول مسيرته الدينية وتوجيهاته الاخلاقية للحفاظ على مجتمع خال من النعرات العنصرية والطائفية.