أقيمت صلاة الجمعة المباركة في جامع الإمام الباقر (عليه السلام) وسط محافظة البصرة الفيحاء اليوم المصادف الثاني من آذار لسنة 2018 م الموافق 13 من شهر جمادي الآخرة لسنة 1439هــ بإمامة سماحة الشيخ حاتم الخفاجي ( دام عزه )
تطرق الشيخ الخفاجي في خطبته الأولى إلى الطاعة التي يجب أن تحتوي على امتثال الأوامر والانتهاء عن النواهي التي يؤمن بها المسلم تجاه عقيدته بقوله ” فعلينا جميعا وأنا أولكم أن نعلم ونتيقن إن مجرد التصريح من الشخص أنه مسلم أو مؤمن دون ترجمة واقعية على مسرح الحياة ودون تطبيق واقعي لكل ما يصدر من الجهة التي تمثل الحق فإنه محض وهم وكذبة لا تتجاوز فهم صاحبها لأن الإيمان عقيدة يترجمها العمل والتطبيق لمقتضيات ذلك الإيمان لنعلم إن الإسلام دين عمل ومعطيات واسعة فلابد أن تكون هناك جهود جبارة خلاقة عند من التحق به كي يطبق على أرض الواقع كي تنعم البشرية بمعطيات الأطروحة السماوية التي فيها الخير والصلاح والإصلاح لكل أفراد بني الإنسان خصوصاً في هذا الوقت حيث تمكنت زمر الإرهاب والتكفير والتطرف وبمعونة أعداء الإسلام أن تنقل صورة قاتمة مشوشة ظلامية ”
وأضاف سماحته ” إن الطاعة هي المصححة للأعمال وهي السبيل لنشر العدل والإسلام والسلام في ربوع المعمورة وبدون الطاعة لمن افترض الله طاعته لا يمكن التقدم ولو خطوة نحو نشر مفاهيم الإسلام خصوصا إن أعداء الإسلام والسلام قد هيمنوا على مراكز القرار الإعلامي والسلطوي ونحن كما عبر المحقق الأستاذ دام ظله لانملك غير القضية العلمية والإمكانات الإعلامية المحدودة ولكن هذا لا يعني أن نقف متفرجين ونحن نرى التكفير والتطرف والإلحاد يشوه صورة الإسلام الأصيل فإذا لم تكن هناك طاعة لأمر الجهة الشرعية وما يصدر من إرشادات وتوجيهات مباركة كيف يمكن لمسيرة الإصلاح والتربية أن تصل للمجتمع وكيف يمكن للمرجع أن يحقق مرادات الشرع المقدس في الواقع الخارجي ما لم يكن هناك رجال مُجدين يحملون على عاتقهم إيصال أهداف الممثل الحقيقي لخط النبي واله الأطهار عليهم الصلاة والتسليم
فيما أشار الخفاجي إلى ضرورة الاهتمام بشريحة الفقراء والمعوزين ودفع الحقوق الشرعية فقال ” ندعوا الجميع إلى محاسبة النفس و إخراج الحقوق لان البخل بهذه الأموال وإمساكها فيه خسران للدنيا والآخرة حسب إشارة صاحب العصر والزمان عليه السلام لذلك أعاذنا الله تعالى وإياكم من ذلك
كما إن الله تعالى قد أمر المسلمين أن يجعلوا نصيبا في أموالهم ينفقونه على الفقراء والمساكين …. فالله تعالى يجعل للفقراء حق في أموال الأغنياء وهذا نظام يجب على المؤمن أن يسير عليه والفائدة تعود على الطرفين على الفقير وعلى الغني ، فالغني بإعطائه جزء من أمواله سوف يرضى الله تعالى عليه وتنموا أمواله وتُحفظ بإذن الله تعالى ، أما الفقير فانه سيتمكن من سد رمقه والعيش بكرامة وعزة نفس بدون اللجوء إلى ما حرم الله عليه وبالتالي سنشاهد مجتمعا يتمناه كل إنسان ”
ومن الجدير بالذكر إن خطب الجمعة التي تتبناها مرجعية السيد الأستاذ دام ظله تلامس الواقع الحالي وما يمر به البلد وما يتعرض له الشعب على مختلف القضايا الاجتماعية وتنوعها .