أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة السيد عباس السبتي – دام توفيقه – وذلك في جامع الإمام الباقر – عليه السلام – الواقع وسط محافظة البصرة يوم الجمعة 15 من ذي القعدة 1440 هـجرية الموافق 19 تموز 2019 ميلادية.
حيث بين سماحته :ما بعد أخوتي فقد مرت علينا قبل أيام قلائل ذكرى ولادة ثامن أئمة الهدى -عليهم السلام -الإمام على ابن موسى الرضا -عليه السلام- وحياة هذا الإمام -عليه السلام- كحياة جده الكريم -صلى الله عليه واله وسلم- وإبائه الطاهرين -عليهم الصلاة والتسليم- حافلة بالعبر والدروس والعلم والعمل والأخلاق والتقوى والجد والمثابرة والسعي الواقعي لنيل رضا الله تعالى من خلال إيصال شريعته السمحاء التي ألقيت على عاتقهم مستغلين كل الظروف المناسبة وما تسمح به الفترة التي عاشوا فيها مستخدمين أساليبهم الأخلاقية والشرعية في رعاية النظام الاجتماعي من اجل حياطه الإسلام من الانحراف والمحافظة على القواعد الإسلامية عموما والقواعد الملتحقة بهم على الخصوص من الوقوع في شراك المنحرفين
واضاف سماحته انه لما التقى بجمع من شيعته ومحبيه وأهل العلم في طريقه إلى خرسان واعظ الناس وقال لهم (( إن اللَّه سبحانه وتعالى يقول : لا إله إلا اللَّه حصني فمن دخل حصني وجبت له الجنة، ثم قال عليه السّلام : بشرطها وشروطها وأنا من شروطها )) يعني إن التوحيد الحقيقي والامتثال الحقيقي وقبول العمال وصدق الولاية إنما يكون من خلال النزول عند طاعة من افترض الله طاعته في كل زمان وانأ المفترض الطاعة في هذا الزمان لذلك قال لهم وانأ من شروطها أي إنما تكون كلمة لا اله إلا الله حصن لمن قال عندما يكون قد امن بمن نصبه الله حجة على العباد
فيما اكد السبتي – دام توفيقه – وعندما حاول المأمون العباسي أن يتآمر على هذه الولاية الإلهية الحقة ويجعلها عرضة للاتهام من قبل القواعد الشعبية الموالية لأهل البيت عليهم السلام عندما جعل من الإمام الرضا عليه السلام وليا للعهد نجد أن الإمام -عليه السلام- استطاع بما أته الله من حكمة أن يفشل ذلك المخطط عندما قبل بتلك الولاية بشرط أن لا يعزل ولا ينصب ولا يصدر أي فرمان لصالح حكومة المؤمن فعرف الناس إن الإمام عليه السلام رافض لهذه الولاية لأنها غير شرعية وغير حقيقة ولا تمثل رسالة ومنهج الأنبياء على نبينا واله وعليهم الصلاة ولان المؤمن أراد من هذا التنصيب أن يحمل الإمام الرضا -عليه السلام- فشل حكومته وكل ما يجري فيها من ظلم وفساد وانحراف عن الخط الإسلامي وهذا الانجاز الذي قام به الإمام المفترض الطاعة يعتبر أمر مفصلي في الحفاظ على هيبة ونقاء الولاية الإلهية من ينسب لها الانحراف والفساد
ونوه سماحته: ونحن إخوتي وأخواتي نلمس هذه الروح وهذا النفس الرسالي وهذه المواقف والانجازات العظيمة التي تصون الشرع المقدس من الانحراف وتزيل عن الدين الحنيف ونهجه الإنساني الرحيم في مرجعية المحقق الأستاذ السيد الصرخي الحسني- دام ظله الشريف – من المواقف المشرف الواضح بوجه النظام الصدامي عندما رفض كل العروض التي قدمت له من قبل سلطة ذلك النظام ومواقفه التي لا نظير لها في رفض سلطة الاحتلال الامريكي وكل ما ترشح عنها من فساد وافسد حتى قام المحتل الكافر بمداهمة منزله وقتل أنصاره وكل ذلك ليثبت إن الإسلام الأصيل لا ينحني إمام اي سلطة مهما كان حجم غطرستها وتكبرها وليكون دام ظله بمثابة النقطة البيضاء وسط ذلك السواد الدامس الذي خر ذليلًا على موائد الاحتلال
ركعتا صلاة الجمعة