المركز الإعلامي – إعلام البصرة
بدأ سماحة الشيخ حيدر المالكي ” دام عزه ” خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام الباقر ” عليه السلام ” اليوم 24 من شهر ربيع الثاني لسنة 1439 هــ الموافق 12 كانون الثاني لسنة 2018 م متحدثًا عن معنى السعادة التي يتطلع الإنسان للوصول إليها حيث قال
” كل إنسان في هذه الحياة يبحث عن السعادة، ولكن الناس يختلفون فيما بينهم في التعلق بأسبابها، وأسبابها كثيرة، لذا فلا غرابة أن يتسابق الناس في هذه الدنيا بسعة الدور وتحسين مرافقها، طلبًا للراحة فيها والسعادة بها. ولكن يا عباد الله ليس كل ملك بيتًا واسعًا حسن المرافق يكون سعيدًا، وذلك أن هذا البيت معرض للكوارث والأخطار، مهدد بالزوال والفناء، هذا فضلًا عما يلحق صاحب البيت من الأكدار والمنغصات، إنه بيت وإن حصلت فيه السعادة فهي محدودة”
وأضاف سماحته ” إنما السعادة الحقة أيها المؤمنون هي لذلك الإنسان الذي يُبنى له بيت في الجنة، ذلك البيت الذي يسعد صاحبه ولا يشقى أبدًا، ذلك البيت الذي يحيا فيه صاحبه ولا يموت أبدا، ذلك البيت الذي يصح فيه صاحبه ولا يسقم أبدًا. إنه بيت لا يتعرض للكوارث والأخطار، إنه بيت لا يحتاج إلى ترميم أو تحسين إعمار “…
فيما استعرض المالكي أهمية بناء المساجد والاهتمام بها باعتبارها مراكزا إسلامية لتربية المجتمع ونشر الإسلام ” إن بناء المساجد يا عباد الله مما تحرص عليه هذه الأمة أمة محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) طلبًا للثواب من ربها، واقتداءً بهدي نبيها (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فإنه عليه الصلاة والسلام، أسس مسجد قباء حين قدم مهاجرًا من مكة، ولما وصل المدينة شرع في بناء مسجده بيديه الشريفتين، وقد عمل معه صحابته من المهاجرين والأنصار بأيديهم، وكان هذا هو نهج الصالحين ودرب الطائعين من الأمة بعده، فهنيئًا لمن وفق بناء المسجد، هنيئًا له ببناء بيت له في الجنة “
وأشار الخطيب إلى كلام سماحة المرجع الأستاذ (دام ظله ) حول أداء العبادة في المساجد والارتباط بها حيث قال سماحة المرجع ” إذا ذهب المصلي الى المسجد فليحضر في باله ويتفكر في عظمة وقدرة وجلال صاحب هذه البيوت والمساجد وهو الله الواحد القهار، فإذا وصل الى أبواب المساجد، فليكن مندهشاً متحيراً مرتعداً خاضعاً مستكيناً ذليلاً ولا يكون باب المسجد والمسجد أقل عظمة ورهبة من أبواب وبيوت الملوك والسلاطين، وعند حضور الجماعة استحضر في ذهنك وتفكر وتدبر في إنك تريد إظهار الإسلام والدين وجعل حجة الله تعالى تامة وظاهرة على الجميع وكذلك استحضر أن صلاة الجماعة تمثل التكافل والتعاون والبر والتقوى والزجر عن كثير من المعاصي “
من الجدير بالذكر إن مرجعية السيد الأستاذ (دام ظله ) كان لها دور فاعل وكبير ببناء المساجد والحسينيات والالتزام بأداء العبادات فيها وإحياء مناسبات آل البيت عليهم السلام .