المركز الإعلامي – إعلام البصرة
أكد الأستاذ عمار البو بصيري : إن الثابت عند المسلمين جميعًا المؤكد عليه من الله تعالى إن رسول الله _صلى الله عليه وآله _ لاينطق عن الهوى وإن الله أوصانا أن نأخذ كل ما أتى به الرسول، وأن ننتهي بما ينهى عنه, فأصبح ثابتًا عقلًا وشرعًا وأخلاقًا أن ما جاء به النبي ليس من عنده وإنما من عند الله وهو مأمورا بتبليغه الولاية على المسلمين وقيادة الرسائل السماوية قد صرّح الله في كتابه أنها مجعولة من الله
وذلك في خطبتي صلاة الجمعة المباركة التي ألقاها في جامع الإمام الباقر – عليه السلام – الواقع وسط مدينة البصرة اليوم الجمعة ١٩ من شهر ذي الحجة ١٤٤٢هجرية الموافق ٣٠ من شهر تموز لعام ٢٠٢١ميلادية،
بين الأستاذ البوبصيري : أن الخلافة والإمامة هي جعل من الله وعلى الناس الإمتثال، لأن لهم فيها الخير والصلاح, قوله تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، يعني إنّي خالق في الأرض خليفة. جعل تكويني، خلق إلهي، لاحظ قضية التأكيد هنا على الجعل التكويني وهو الإمامة، فلم يقل إني جاعل في الأرض آدم أو خالق في الأرض إنسان أو بشر وجاعل آدم خليفة، وإنّما الخطاب والجعل والخلق بالمباشرة توجه إلى جعل وخلق الإمام، خلق الخليفة، وضمنًا طبعًا الخليفة آدم سلام الله عليه ))
وأشار الأستاذ عمار : وحادثة غدير خم قد تجلَّت فيها إرادة السماء ومَن تختار للولاية بعد النبي الأكرم_-صلى الله عليه وآله_ وهي يوم تنصيب الإمام علي عليه السلام وليا للمسلمين من بعد النبي, فبعد إتمام حجّة الوداع من قبل نبي الرحمة وتوجهه للمدينة المنور, نزلت الآية الكريمة التي تقول: (يا أيّها الرّسُولُ بَلِّغْ مـا اُنزِلَ إليكَ مِنْ رَبِّكَ وَإنْ لَم تَفعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ( سورة المائدة ، 67 ) فكان الخطاب موجّه للنبي وإنذار له, فإنه إن لم يبلغ فإن رسالته لم يكتمل تبليغها, وعلى هذا الأساس جمع النبي الناس في يوم الثامن عشر من ذي الحجة وأعلن خطابه الذي نقله وصحَّحه أكابر علماء المسلمين. وهناك آلاف الروايات والأحاديث المعتبرة التي تُثبت ذلك ،
وأوضح الخطيب : قال القرطبي عند تفسير قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع “. قيل إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لما بلغه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (رض): “من كنت مولاه فعلي مولاه” ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك. . . إلى قوله: ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا، أفهذا شئ منك أم من الله ؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): والله الذي لا إله إلا هو، ما هو إلا من الله، فولى الحارث، وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء، وائتنا بعذاب أليم، فو الله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت: (سأل سائل )
وأكمل” وهنا لا بد من الإشارة الى أننا لا نتكلم من منطلق طائفي أو مذهبي أبدًا وإنما هو لأجل تثبيته كحادثة تأريخية من ناحية، ورد على المشككين من ناحية ثانية. وعلى الخوارج المارقة الذين يشنون الحملات حيث التشويه والتدليس ضد هذه الشخصية الإسلامية العظيمة التي أوصى بها النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- في أكثر من موقف ومحفل والتي حادثة الغدير أوضحها وأخيرا وليس اخرا ننقل لكم قول السيد الأستاذ (نحن نعتقد بأحقية علي (سلام الله عليه) نتيقن بها ولا نتنازل عن هذا لأننا نعتقد ونتيقن به ومع هذا نحترم رأي المقابل، مع هذا نتعامل مع المقابل تعامل الأخوة والمسامحة والأخلاق والإسلام والرسالة والمصالح العامة والأخلاق الإلهية يجمعنا الدين يجمعنا التوحيد تجمعنا النبوة تجمعنا الرسالة يجمعنا عنوان الإمامة تجمعنا الصلاة الصوم الزكاة الحج تجمعنا الأخلاق تجمعنا القومية العروبة تجمعنا الإنسانية يجمعنا عنوان الشرقية يجمعنا عنوان البشر والإنسان تجمعنا الأخوة والدم والرحم، إذن النقاش الفكري ,الخلاف الفكري ,الخلاف العقدي العقائدي ,الخلاف التاريخي هذا شيء, والتعامل والسلوك والمصداقية والأخلاق والرحمة والتعاطف والدين والإسلام والمصلحة هذا شيء آخر.