الشيخ البديري : يمتاز الدين الإسلامي بأنَّه دينُ الحيوية والفاعلية والاستمرارية ومواكبة ما يطرأ على الحياة من تغيرات ومستجدات وأحداث ووضع الأحكام الشرعية والحلول الناجعة للتعاطي معها لأنَّه صادرٌ من الله العليم الحكيم المحيط تقدَّست أسماؤه الذي جعل أحكام الإسلام تنطبق في كل زمانٍ ومكانٍ، ولذلك قال الإمام الصادق- عليه السلام- (ما مِنْ حادثةٍ إلا ولها حُكم)، فهو دينٌ مُتجدٌ في أصله وليس بساكن أو جامد أو أُختِزِلَت أحكامه وتشريعاته وأفكاره وخطاباته في حقبةٍ زمنيةٍ محدَّدةٍ.
رسالة تربية وتوعية وتنوير العقول للكل بدون استثناء وهذا هو هدف النبي المصطفى _صلى الله عليه واله وسلم_ والائمة الاطهار _سلام الله عليهم اجمعين_ فتحملوا ما تحملوه من اجل هداية الناس وانقاذهم من الشرك والضلال وعانوا ما عانوه من اجل ذلك حيث الظلم والاضطهاد والاقصاء والزج في السجون المظلمة والقتل والتشريد ودس السم كل هذا من جل الهدف الاسمى وهو اظاهر الدين واعلى كلمة الله وجعلها هي العلياء وان تتنعم المعمورة برحمة الاسلام.
والا ولو تمعنا قليلا في معاناة الامام المغيب اروحنا لمقدمه الفداء مهدي الامم _عليه السلام_ الذي يعيش الغربة والحيف والظلم والبعد كل ذلك من اجل ان يأذن له العلي القدير وتحين تلك الساعة التي يظهر فيها لتعلو كلمة الحق المبين , وان ائمتنا الاطهار _سلام الله عليهم _رغم ان مهمتهم كانت واحدة الا وهي هداية الناس وتبين احكام الله للناس الا انهم تعددت ادوارهم حسب المرحلة والظروف المحيطة بهم فلذا نرى كلا له اسلوبه وطريقته فمثلا امير المؤمنين علي _عليه السلام_ رغم احقيته بالخلافة ومع اقرار الامة له بذلك ومبايعته في يوم الغدير لكنه عندما اصبح الانشقاق فقد كظم غيضه وتحمل ما تحمله من اجل الحفاظ على كيان الامة وهيبة الاسلام ولم يتنازل عن حقه الشرعي والديني والاخلاقي وكذا امامنا الحسن _عليه السلام_ وبعده الحسين_ عليه السلام_ عندما رأى الامة تعيش حالة انهزام وتمكن اهل النفاق منها وهيمن المارقة على مقدرات الامة فكانت انتفاضته مع قلة الناصر هي لتحريك الامة عن هذا السبات واخراجها من النوم العميق الي تعيشه فكان دمه الطاهر الضريبة لذلك فهذه الامور وغيرها وهذه الادوار المتعدد للقادة الميامين هي لغاية وهدف وهو الاسلام فعلى المفكر والعالم ورجل الدين الي يسير على نهجهم المبارك ان يحذو حذوهم وان يجد الحلول الناجعة الموضوعية لمتطلبات المرحلة والنهوض بالمجتمع والسعي لتخليصه من ما هو فيه فلذا نرى سماحة المعلم الاستاذ الصرخي الحسني يجد الصيغ والطرق العصرية لإيصال فكر الاسلام ودين اجداده الى اهل الشرق والغرب ويهذب هذه الرسالة المحمدية الاصيلة وايصال هذا الفكر النير الى الجميع بأسلوب يؤثر بالمقابل يجذب نتباه المقابل يتناسب مع فكره فلذا كانت فكرة انشاد القصائد الحسينية والمهدوية بأسلوب الراب لكن راب مهدوي هادف غايته انتشال الشباب من الضياع من الآفات المحيطة بالمجتمعات من خمور ومخدرات وافلام إباحية تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي هي بيد الجميع وبدون استثناء فكان الراب احد الوسائل والطرق لنشر الاسلام وهداية الامم والتأثير بالغير لا كما يزعم الغير بدون وعي ودون تفكر وتمعن بالأمور وبدول دليل وحجة وبرهان
لذلك فإنَّ القيادة الإسلامية المتمثلة بالمرجع الأعلم الذي يمثل امتدادً لخط الإمامة في زمن الغيبة الكبرى بين يديها تراثًا ضخمًا حيويًّا متكاملًا من النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة المُطهرة وما تمتاز به تلك القيادة من كفاءةٍ علميةٍ وقراءةٍ دقيقةٍ للواقع يمثل زادً ومؤونةً ومادةً وأدواتً لها في عملية استنباط الأحكام الشرعية وتحديد الوظيفة العملية وتشخيص المصلحة العامة ووضع الحلول الجذرية الناجعة لكل الوقائع والأحداث والمستجدات والمشاكل والأزمات والتحديات وتوظيف الأمور لصالح المجتمعات.
خطيب جمعة آل بدير : الإسلام المحمدي الأصيل هو رسالة رحمة وصلاح وإصلاح للجميع.
المركز الإعلامي – إعلام آل بدير
تطرق سماحة الشيخ ناظم البديري – دام عزه – في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في مسجد وحسينية حسين العصر 23 من شهر جمادى الآخرة 1440 هجرية الموافق الأول من آذار 2019 ميلادية .عن الاسلام المحمدي الأصيل هو رسالة رحمة وصلاح وإصلاح للجميع يمتاز الدين الإسلامي بأنَّه دينُ الحيوية والفاعلية والاستمرارية ومواكبة ما يطرأ على الحياة من تغيرات ومستجدات وأحداث ووضع الأحكام الشرعية والحلول الناجعة للتعاطي معها لأنَّه صادرٌ من الله العليم الحكيم.