ذكر الشيخ الشيباوي ” دام توفيقه ” في خطبتي صلاة الجمعة التي اقيمت في 17 مارس – اذار 2017 م، والموافق 18 جمادى الاخرة 1438 هـ، في المكتب الشرعي لسماحة المرجع الديني العراقي اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني ” دام ظله الوارف ” في مدينة عفك، ذكر ان صلاح الدين الايوبي حاول بكل الطرق استمالة الناس لحبه للسلطة والجاه ومن تلك الطرق بذل الاموال في جذبهم.
واضاف مقتبساً كلام سماحة السيد الحسني:
اسْتَمَالَ صَلَاحُ الدِّينِ قُلُوبَ النَّاسِ، وَبَذَلَ الْأَمْوَالَ، فَمَالُوا إِلَيْهِ، وَأَحَبُّوهُ، وَضَعُفَ أَمْرُ الْعَاضِدِ، ((بمعنى أنّ صلاحَ الدين في هذا الأمرِ استخدمَ وسارَ في طريق العاضد، والعاضدُ الخليفةُ الفاطمي وهذا هو أسلوبُ المتسلّطين والفاسدينَ والسرّاق.
… فانَّهُ يسرقُ كلَّ الأموالِ و كلَّ خزينةِ الدولة وبعد هذا يُعطيكَ على نحوِ التصدّقِ ويكونُ هو صاحب الفضلِ والعطاءِ، وهو السارق الأوّل، فهذا ما كان يميّزُ سلاطينَ الدولةِ الفاطميّة.
ونوه الخطيب الى ان ولاءُ المصريينَ انقسم بين صلاحِ الدين والخليفة الفاطمي، ومع وجودِ السلطة ومرورِ الزمن ومع وجود الجانبِ الإعلامي إضافةً إلى الجانب الديني مع إبرازِ القضية المذهبية والطائفية طبعًا يكون الأمر والقوّة والسطوة والعلو لصلاح الدين فيكون الولاء له أكبر عددًا وأعمق قلبًا وفكرًا.
وتطرق الى كلام المرجع الصرخي بتعليقه على هذا الفعل قائلا :
تميّزَ الحكم الفاطمي بالعلم والعلماء واستقدام وإغراء العلماء للمجيء ومن كلّ المذاهب والطوائف من فلاسفة وأطباء وحُكماء وأهلِ فلك وغيرِهم. ولكن الذي حصلَ كان جلدُ الكتابِ يُخلع وتُصنع منه النعلُ أو تغطّى به!!!.
وتسائل الخطيب قائلا:
ان في دساتير الدول وقوانينِها من ليس عندهُ جنسيةُ البلد لا يكون في منصب سيادي فكيف قبلَ الخلفاءُ الفاطميون وهم من أهل العلمِ والفلسفةِ بصلاح الدين وهو ليس بعربي؟ مبديا استغرابه قائلا : فلا يوجد إلّا ما ذكرناه بأنّه آثر على نفسه وسلطته وعلى أهله ومذهبه في مقابل الحفاظ على بيضه الإسلام بالرغم من كلّ سلبياته فقبل بالتسلط الأيوبي الزنكي العباسي على دولته على أن لا يدخل الفرنجة إلى بلاد الإسلام، فمن يأتي بمثل هذا الموقف؟ وهذا الأمر يسجّل للخليفة الفاطمي، فنحن نجد من يتعامل مع الشيطان وأسياد الشيطان مع إبليس ومع مَنْ هو ألعن من إبليس مِنْ أجلِ الحفاظِ على الكرسي والمنصبِ والفائدة والمنافعِ الشخصيّة.