المركز الإعلامي – إعلام الحمزة الغربي
افتتحَ خطيب جُمعة الحمزة الغربي السيد أحمد الحسيني خُطبة صلاة الجُمعة المُباركـة بذكرِ آيات مِن سورةِ هود : بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ « وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨٤) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٨٥) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ(٨٦) » أوضح الحسيني : إنَّ هذهِ الآيات جاءت بقصّةِ شُعَيب -عليهِ السلام- مع قومِـه في حـركتِه الإصلاحيةِ كالأمر بحُسنِ المعاملةِ في الوزنِ والمكيالِ وفي الميزان ، أضاف الخطيب : إنَّ أسبابِ نُزولِ هذه السورة المباركةِ فهي قد نزلتْ من أجلِ التخفيفِ عن رَوعِ النبيِّ -صلّى الله عليه وآلِه وسلّم- وَ تسليتِه، وقد تناولتِ السورةُ العديد من الموضوعات ، منهــا: إن -الربحَ- الذي هو بقيّةٌ إلهيّةٌ هداكمُ اللهُ إليها من طريقِ فطرتِكم هو خيرٌ لكم من المالِ الذي تقتنونه من طريقِ التطفيفِ ونقصِ المكيالِ والميزانِ إن كُنتُم مؤمنين ، وَ ذكرتِ السورةُ بعضًا من قصصِ الأنبياء، وحالَهم مع أقوامِهم، ومن ذلك: قصةُ نوحٍ وقصةُ هود وصالحِ وإبراهيمَ وشُعيبَ -عليهِم الصلاةُ والسلامُ- وأمرتِ المؤمنين بالتوكُّلِ على اللهِ في جميعِ أحوالِهم وَ أن لَا يبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا يعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ, وإنَّ بَقِيَّةَ اللَّهِ خَيْرٌ لَهمْ إِنْ كانوا مُؤْمِنِينَ ، كانَ ذلك في جامع الفتح المُبيـن ، مدينة الحمزة الغربي ، اليوم الجمعة ٢٣ من شهر شَوَّال ١٤٤٢هجرية الموافق الرابع من شهر حزيران ٢٠٢١ ميلادية ،
وأضافَ الخطيب : إنَّ سورةَ هود سورةٌ مكيّة وَ من أبرزِ الدلائلِ على ذلك: إنها تتناولُ قضايا القرآنِ المكّيِّ نفسِها مثلُ: إثباتُ قضيّتَي البعثِ والجزاء، وقد بيّنتْ حالَ الناسِ في الشدّةِ وحالَهم في الرخاء، وبيّنتْ حالَ كلٍّ منَ المؤمنين والكافرين ، إذًا -بقيةُ الله- مصطلحٌ قرآنيٌّ وردَ في سورةِ هود، وقد اختلفَ المفسّرون في تفسيرِهم لمصطلحِ (بقية الله) على أقوال، منها طاعةُ الله، أو وصيةُ الله، أو مراقبةُ الله، أو حظُّكم من ربِّكم خيرٌ لكم، أو رزقُ اللهِ خيرٌ لكم، بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ، وقد ورد تفسيرُ هذا المصطلحِ في العديدِ من الرواياتِ المرويّةِ عن أئمّةِ أهلِ البيتِ -عليهم السلام- فوردَ في تفسيرِه إنّ المرادَ به وُجودُ الإمامِ المهديِّ -عليهِ السلام- أو بعضُ الأئمّةِ الآخرين ،
وأوضحَ : إنّ الخطابَ للقومِ وَ للمجتمعِ وتبيين الأحكامِ الشرعيةِ وَ الإرشاداتِ وَ التوجيهاتِ وَ الخطاباتِ الشرعيةِ وَ الالتزامُ الأخلاقيُّ يترتبُ أثرُه الحسنُ على المجتمعِ حتى لو كان المجتمعُ كافرًا وَ غيرَ مؤمن ، وَ تابـع الخطيب قائـلًا : أنّ الخطابَ في الآية موجَّهٌ أوّلًا وَ بالذاتِ للمؤمنين ثم يكونُ شاملًا لغيرِهم أيضًا وَ ممّن سيؤمـنُ لاحقًا ،
وَ إختتم الحسني خطبته قائلًا : إنَّ المُصلحين وَ على مر التأريخ يواجههم المنحرفين وَ المستكبرين وَ المستخفّين بالسُخريّةِ وَ المعاندة وَ الاستكبـار وَ الاستخفاف وَ هذا هو طريق المُصلحيـن دائمًا يواجه بأساليبِ المُعاندة بدون دليل وَ اطلاع و معرفة لذلك نجدُ اليومَ مَن يرفُضُ النقاشَ العلميَّ وَ معرفةَ الحقيقة يُعاندُ وَ يحرض على القتل وَ حرق المساجد وَ يستخفُّ بالعلمِ وَ قولِ الحقِّ وَ مِن هذه اساليبـهم هو تحريض الشيرازيّة على حرقِ مسجد الفتح المبين في محافظة بابل وَ هذا هو منهج متأصل عندهم.