المركز الإعلامي – إعلام الشعب
ألقى فضيلة الشيخ الأستاذ علي العبودي (دام توفيقه) خطبتي صلاة الجمعة في مسجد الصادق الامين (صلى الله عليه و آله و سلم) وسط العاصمة الحبيبة بغداد في مدينة الشعب يوم الجمعة 29 من محرم الحرام 1439هـ الموافق 20 من تشرين الأول 2017 م، وقد تطرق العبودي إلى دور آل بيت الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) في الحفاظ و بناء وتجديد العقيدة الإسلامية المحمدية الأصيلة بعد وفاة سيد الكائنات حيث خص الإمام السجاد (عليه السلام) في خطبته وكان هو محور موضوعه الأساس حيث كان الإمام السجاد (عليه السلام) هو بمثابة بل هو صمام أمان وميزان عدالة و المنهاج القويم للأمة الإسلامية بعد أن فاضت كربلاء المقدسة بدماء الأطهار في مصيبة عاشوراء الدم والشهادة و مقتل سبط النبي الأقدس سيد شباب أهل الجنة الأمام الحسين الشهيد (عليه السلام) وكيف أن الإمام السجاد تحمل أعباء ثورة الإصلاح و القيادة الراشدة.
وأشار الأستاذ العبودي إلى الدور البارز للإعلام المأجور الذي أتخذه بني أمية أداة ماضية لتضليل الحقيقة في الجسد الإسلامي من خلال بثهم الدعاية بخروج الإمام الحسين (عليه السلام) عن دين جده ومخالفته لخليفة عصره المارق المعاقر للخمور الملاعب للقردة يزيد أبن معاوية أبن ابي سفيان عليهم لعائن الله و كيف كان سهم السجاد نافذ في مدعى الأمويين مهدمًا كل صروح مكرهم وخداعهم وكشف زيفهم و تضليلهم للحقائق من خلال رده للشبهات وكشف الأقنعة التي يختبأ خلفها الحاقدين بعد توضيح وتبيان نهج الثورة الحسينية و الهدف المرسوم لأجلها و غايتها السامية التي كانت تصب في تقويم وتصحيح سير المسلمين الذي ذهب بهم الأمويين لحافة الهاوية و الهلاك .
وقد سلط الاستاذ العبودي الاضواء على موقف الإمام السجاد أمام الحاكم الظالم الطاغي و في عقر أمارته وكيف كان الشوكة التي لا مقطع لها في عين الظالمين ذاكرًا خطبته الشهيرة التي كانت شعاع حرق نتانة بني أمية و الضربة الإعلامية المدمرة لحكمهم ودك مضاجعهم وفيها فضيحتهم والتي أبتداء بها السجاد (عليه السلام) معرفًا نفسه أمام الملاء لقطع حجج المتملصين حيث قال فيها ((أيُّها الناس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلْنا بسبع، أُعطينا: العلمَ والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين. وفُضِّلْنا: بأنّ منّا النبيَّ المختار محمّداً، ومنّا الصدِّيق، ومنّا الطيّار، ومنّا أسد الله وأسد رسوله، ومنّا سبطا هذه الأمّة (الحسن والحسين). مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني أنبأتُه بحسبي ونسبي … أنا ابن قتيل كربلاء انا ابن محزوز الرأس من القفا انا ابن العطشان حتى قضى انا ابن طريح كربلاء انا ابن راسه على السنان يهدى انا ابن من اهله من العراق الى الشام تسبى)).
كما وعرج فضيلة العبودي على دور الإمام السجاد في نشر الفكر و الوعي و الأخلاق المحمدية الإسلامية الأصيلة و مقارعة الطغاة من خلال مقالاته المعروفة و أدعيته المشهورة العاملة على تجذير وتأصيل هذا النهج المقدس في قلوب المؤمنين فتسمت مدرسته و خطت بمفاهيم و ضوابط أبرزه
1-تركيز ثورة الاِمام الحسين عليه السلام في ضمائر الناس لأنه خرج لطلب الاِصلاح في أُمّة جدّه، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، داعياً لتحكيم دين الله وبهذا يكون الامام قد فضح الشرعية المزيفة التي تقنّع بها الحكم الاَموي، وكشف زيف شعاراته الاِسلامية العريضة ومزاعم انتمائه للنبي والوحي والرسالة الاِسلامية، وبالتالي يوضح معالم الاِسلام المحمدي الاَصيل والفرق بينه وبين الاِسلام المدّعى الملفّع بتلكم الشعارات.
2-بناء القاعدة الجماهيرية الشعبية، المؤهّلة لحفظ الرسالة وحدودها بعيداً عن الزيف والتزييف وسياسة تسطيح الوعي التي غطّت مساحات عريضة من الجمهور المسلم-
3-تعميق مفهوم الاِمامة والولاية في الجماعة الخاصة بعد أن اهتزّت لدى العامّة تحت ضغط الاِعلام المزيف وأبواقه المأجورة
4- العمل بمنهاج دقيق وتكتيك خاص يراعى فيها جبروت السلطة الحاكمة التي كانت تحسب على الاِمام عليه السلام حركاته وسكناته ،
وقد أتسمت خطبة الاستاذ العبودي الثانية بتشبيه الشهداء الابرار أصحاب العقيدة و المبدأ بأصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) المخلصين الذين عجز عن وصفهم التاريخ و سقطت كل مفاهيم العشق و الوفاء تحت اقدامهم و كيف انهم كانوا المصداق الحقيقي للمسلم العامل العابد المؤمن الزاهد المجاهد المطيع لله ورسوله وجوههم تشع بنور التواضع و الخشوع لله (جل وعلا) المصحوب بنصرة الحق و دفع ظلم الظالمين عنه.
حياة الإمام السجاد (عليه السلام) و آل بيته الأطهار كانت و لا زالت نهجًا قويمًا و نورًا يستضيء به من يشاء من عباد الرحمن المؤمنين.