“عندما حضرت أنا عند الأستاذ وكل إنسان من حقه أن يحضر كما حضر غيري عند الأساتذة وتفوق الطالب على الأستاذ، يعني ليس بشرط عندما يقول فلان هذا أستاذي يعني يكون الأستاذ هو أفضل هو أعلم هو أرجح، ليس بالضرورة، باستثناء المعصومين الجميع حضر عند الأساتذة وتعلم من الأساتذة وعبر التاريخ يوجد أشخاص لهم خصوصية لهم علمية لهم أفضلية لهم قدسية أفضل من أساتذتهم أفضل من غيرهم، ومن الغير أيضا الأساتذة.
فعندما يأتي شخص مثلي وأنا المسكين المغلوب على أمري، عندما يُنفى من الوجود العلمي كما نُفي غيري كما نُفي السيد الصدر الثاني كما نُفي السيد الصدر الأول من العلم ومن جادة العلم ومن كسب العلم ومن طلب العلم، يُنفى نهائيا من الوجود إذا قدر عليه ينفى من الوجود ينتهي كما انتهى الآخرون وكما حاولوا معنا وإذا لم يقدروا على هذا أو يسبقوا هذا الشيء ويهيئوا الظروف إلى أن ينفوا هذا الشخص من المجتمع يسقطوا هذا الشخص من المجتمع ويبدأ الإسقاط أين؟ في المحفل الماسوني العلمي في المحفل العلمي الحوزوي ينفى هناك، فينفى أن يكون السيد الصدر الأول طالبا أو يكون متفوقا أو يكون من طلبة البحث الخارج أو يكون مجتهدا ونفس الشيء فُعل وفعّل مع الصدر الثاني (قدست نفسه الزكية) فهذا الذي حصل مع الصدر الثاني، لأنه أجبر على البقاء في البيت لسنين طوال ونسيت الناس ولم تعرف الناس السيد الصدر لأنه انعزل وعُزل لسنين طوال وعندما يريد أن يأتي بشيء بأطروحة بعلم بدعوى لابد أن تكون له خلفية، أين الخلفية؟ من يدعو له؟ لا يوجد من يدعو له، أين أهل الخبرة؟ لا يوجد أهل الخبرة.
وواصل المرجع الصرخي حديثه حول اسباب وفوائد ذلك الحضور لاي طالب بقوله “فهنا عليه أن يثبت أنه أين كان؟ عند من درس؟ من الذي يشهد له؟ ليثبت أولا أنه طالب من طلبة العلم ليثبت انه في الحوزة ليثبت أولا أنه طالب عند الأستاذ الفلاني وبعد هذا يثبت انه كان أستاذا، يثبت أنه كان في البحث الخارج أو من طلبة البحث الخارج ويثبت أنه كان عند الأستاذ الفلاني عند المرجع الفلاني عند المجتهد الفلاني.
وهذا ما مر علينا، هذا ما وقع علينا لنثبت أولا نحن من طلبة الحوزة، من أين تأتي بمن يشهد لك بأنك من طلبة الحوزة؟! من طلبة العلوم الدينية، ومن يأتي يشهد لك بأنك كنت طالبا عند الأساتذة ومن يشهد لك أنك كنت طالبا من طلبة البحث الخارج؟! ومع جهل الناس ومع البهيمية المستحكمة في المجتمع ومع الظلامية في الفكر والسلوك والأخلاق ومع الجهل المطبق ومع الاعتماد على أئمة الضلالة والأصنام الإنسية طبعا الناس تأخذ الكلام على نحو التسليم ومن المسلمات، فعندما نستذكر الماضي هذه القصص التي يجب أن تحكى، فما مر على السيد الصدر الثاني (قدست نفسه الزكية) لم يكن يريد أن يمر عليّ فعندما عرضت قضية الحضور عند الأستاذ المرجع فاستشرت السيد الصدر (رحمة الله عليه) وكنت احضر عنده الدروس في البحوث الخارج، فقه وأصول وقبل ذلك كان الكفاية، فقال لي بهذا المعنى: “أنا أريد أن تحضر وهذا الحضور سيفيدك في المستقبل، قال لأنه ستحتاج في المستقبل الى أن تثبت لهم انك كنت طالبا انك كنت في البحث الخارج انك حضرت البحث الخارج لأن هذه الحقيقة في المجتمع يكون لها التأثير فلابد أن تسلك هذا الطريق وهذا التدرج حتى المعاناة تكون أقل” وفعلا بناء على هذه النصيحة وهذا التوجيه حضرت الى أن وصلت الى مرحلة بأني لا استطيع أن أبقى فتركت الدرس بعد سنتين لكن قبل أن اترك الدرس عندما حضرت بعد مرور أيام، لا تتعدى فترة طويلة، أيضا استشرت السيد الصدر الثاني (قدست نفسه الزكية) على ترك الدرس فنصحني أرشدني ألزمني بأن أبقى أداوم على الحضور بنفس ما ذكره سابقا، فقلت له أنه لا يصلح، الطرح والمادة والأسلوب والأستاذ قلت له لا يصلح أن يكون أستاذا يكون مدرسا لدرس اللمعة الدمشقية، عندنا في التسلسل الحوزوي مرحلة السطوح تبدأ باللمعة قبل هذا المراحل الابتدائية الأولية يعطى فيها رسالة عملية ومما كان يعطى الشرائع وهو عبارة عن رسالة عملية تمثل العهود السابقة قبل مئات السنين. فأنا قلت له لا يرتقي أن يدرس اللمعة ولا أنصح أي طالب أن يحضر عنده إذا كان يدرس اللمعة فكيف البحث الخارج؟! فلا يوجد أي ثمرة ولا يوجد أي فائدة. قال “لا أنا أقول لك أنه لا يصلح أن يدرس الشرائع (وهو هذا الدرس قلنا الذي يوازي الرسالة العملية) لكن مع هذا أنت تحتاج الحضور حتى تثبت نفسك في ذلك الدرس، تثبت وجودك في ذلك الدرس يشاهدك الكثير أنك حضرت البحث، عندما يأتي اليوم الذي تريد أن تدعي شيئا يوجد من يشهد لك بهذا أو من ينكر هذا يكون مسؤولا أمام الله سبحانه وتعالى ليس له عذر في هذا” وفعلا بقيت على هذا الدوام وبعد سنتين تركت الدرس.
فعندما يكون العالِم بهذا المستوى الضحل من المعلومة ماذا تتوقع منه عندما يتصدى للفتوى؟! ماذا تتوقع منه؟ هذه القضية الأولى، هذا لله وللتاريخ.