المركز الإعلامي – إعلام مكتب الكوت
وصف خطيب جمعة الكوت الأستاذ نبيه المنيهلاوي الإمام الصادق -عليه السلام – بالجامعة التي حوت كل العلوم الإنسانية في مختلف المجالات. جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي ألقاها في مسجد وحسينية نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله وسلم – في مدينة الكوت مركز محافظة واسط اليوم 27 شوال 1441 هـ الموافق 19 حزيران 2020 م بمناسبة ذكرى شهادته – عليه السلام -.
وقال المنيهلاوي: “إن مصطلح (جامعة الإمام الصادق) الذي أطلقه الكثير على فترة الإمام الصادق (عليه السلام) هو مصطلح صحيح جدًا، فقد تنوعت هذه الجامعة في علومها، وهذا يجعلنا نراجع أنفسنا كثيرًا… فأين نحن اليوم من علوم عصرنا؟ الجامعة اليوم إنما يغترف من نمير علمها الجميع، فهي لا تنتمي لجهة أو طائفة أو عرق أو قومية، ومن يطالع التاريخ يجد هذه القضية واضحة في مدرسة وجامعة الإمام (عليه السلام)، فهو لم يكن مذهبيًا في العلم، بل كان يعطي علومه للجميع، ولم يكن يوقف علمه على خاصة تلامذته، وإن كان يريد أن يركز مدرسة أجداده الطاهرين، لكنها مدرسة الإسلام المنفتح على الجميع، لذا كان أئمة المذاهب يدرسون تحت منبره الشريف، فهذا أبو حنيفة النعمان نُقل عنه أنه كان يقول: (لولا السنتان لهلك النعمان)”.
وتابع الخطيب : “لم يكن الإمام (عليه السلام) يحاور أبناء المذاهب الإسلامية فقط، بل انفتح حواره على الآخر بكافة أنواعه حتى شمل الملحدين واللاايرادية، وكانوا يدخلون عليه ولا يجدون حرجًا في أن يكلموه في ما يعتقدون، كان يسمع لهم ثم يجيب ويحاور بعلمية وانفتاح كامل، ولقد صور لنا التأريخ ذلك بدقة، وكان من هؤلاء: عبد الكريم بن أبي العوجاء، وهو من الملاحدة المشهورين الذي اعترف بدسه الأحاديث الكاذبة على أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان ابن أبي العوجاء في بداية أمره موحداً مؤمناً حسن السيرة والسلوك يتردد على مدرسة الحسن البصري، فلما انحرف عن التوحيد، اعتزل حوزة الحسن البصري، وانتهى أمره بالقتل لأنه ملحد، قتله محمد بن سليمان عامل الكوفة من قبل المنصور العباسي”.
وأضاف المنيهلاوي : “والخلاصة كانت جامعة الإمام (عليه السلام) جامعة متكاملة من حيث نوعية العلم وهي إسلامية وأيضًا إنسانية عامة , وعلى هذا المنوال سار السيد الأستاذ في كيفية التعامل مع الاحداث و مواجهتها، أيضاً من خلال فتح الدورات والدروس والامسيات والمجالس التربوية لتعليم وتثقيف قواعده الشعبية ورفع مستوى وعيهم وثقافتهم ليتمكنوا بأنفسهم من استيعاب وفهم وكشف المنحرفين “.