سيدنا المفدّى:
يُرجى من سماحتكم التعليق على أو إصدار فتوى بخصوص المرحلة الراهنة التي يـمرّ بها البلد، ولكم منّا نحن مقلديكم كلّ الإخلاص والوفاء ودمتم للإسلام والمسلمين عزًا وذخرًا:
أولًا: صدر من المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) عن طريق مكتبه الخاص في النجف و العديد من مكاتبه ووكلائه الشرعيين في المحافظات وعلى سبيل المثال وكيله في كربلاء المقدسة ووكيله في الناصريـة، مـا يشير إلى:
1- إنَّ سماحة السيد السيستاني (دام ظله) لا يُجيز لوكلائه ولمن يُحسب على مرجعيته من رجال الدين الترشيح للانتخابات.
2- إنَّ سماحته لا يؤيّد أي قائمة انتخابية.
3- إنَّ سماحته (دام ظله) لا يُجيز لوكلائه ومن يُحسب على مرجعيته تأييد أي قائمة انتخابية.
ثانيًا: وترشّح عن تلك الجهات الشرعية التابعة للمرجعية العليا والممثلة لها من خلال المقروء والمسموع أنَّ موقف سماحة المرجع الأعلى (دام ظله) يرجع إلى أنَّ سماحته غير راضٍ عن عمل الحكومة وعمل الجمعية الوطنية التي انبثقت منها الحكومة، من ناحية الجانب الأمني والجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي، وكذلك الجانب السياسي حيث إبقاء الاحتلال والمحتلين وتأسيس أواصر التجزئة والتفريق والتقسيم وتعميق الخلافات والنزاعات العِرقية والقومية والمذهبية المؤدّية إلى زيادة وتعميق تردّي الأوضاع الأمنية وزيادة ومضاعفة سفك دماء الأبرياء من أبناء الشعب العراقي المظلوم، وهذا كلّه مخالف لمراد وتوجّهات سماحته (دام ظله).
ثالثًا: سماحة السيد الحسني (أدام الله ظلَّكم) بعد إبلاغكم بكلّ ما ذكرناه أعلاه والذي يـمثّل بعض ما صدر من جهة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله) يُرجى من سماحتكم توضيح وتفسير لما صدر؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسمه تعالى:
إذا تمّ ما ذكرتم وما أرسلتم،
فإنَّ موقف المرجعية (أدامها الله) يُعتبر تشخيصًا دقيقًا وصحيحًا وتامًا لقضية خارجية وواقعية،
وإنّنا نُحيّي هذا الموقف الواضح والشجاع ونشدّ ونؤكّد عليه ونسأل الله تعالى العلي القدير التوفيق والتسديد والثبات للمرجعية (أدامها الله) ولنا جميعًا.
وعليه نُلزِم جميع المكلفين الأخذ بجدّ وموضوعية بهذا الموقف المبارك وترتيب الآثار عليه.
ويجب شرعًا وأخلاقًا وأدبًا وتأريخًا على جميع المكلفين العراقيين (من الشيعة والسُّنة، ومن العرب والكرد، ومن المسلمين وغيرهم، ومن النساء والرجال) ممَّن وجب عليه أو أوجب على نفسه المشاركة في الانتخابات القادمة أن يختاروا وينتخبوا من يعتقد ظاهرًا وباطنًا صدقًا وعدلًا بحبّ العراق وشعب العراق والولاء له، ويعمل جهده من أجل وحدة العراق وشعبه وحقن دمائه أو المساهمة في إيقاف أو تقليل جريان نهر بل أنهار الدماء التي تسفك على أرض الأنبياء وشعب الأوصياء.
هذا بغضّ النظر عن اعتقاد الشخص المرشَّح والمنتَخَب الديني والمذهبي والقومي والعرقي ونحوها. والله تعالى الموفّق والمسدّد.
الحسني
2 ذي القعدة 1426هـ
3 / 12 / 2005م