بيان رقم – 80 –
جنود ومدربون وشركات أمنيّة وجوه لاحتلال غاشم
سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (ادامكم الله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسأل البعض عن الهدف من الإعلان والتصريح والتحشيد لقضية رفض الاحتلال وإنهائه:
……… لماذا يتمّ تناوله أصلا؟ حيث أنَّ الكثير يدّعي أنَّه لا فائدة من هذا الموقف لأنَّ الاحتلال ينتهي بصورة طبيعية وفعلية نهاية هذا العام.. وإنَّ العراق يحتاج إلى المدربين من أجل إعداد الجيش والشرطة بصورة مناسبة لحماية العراق وحفظ أمنه وأمان شعبه.. وإنَّ قضيّة المدرّبين قضيّة عاديّة تجري في كلّ الدول التي تشتري مُعدّات وأسلحة من دول أخرى كأميركا وغيرها … ونحوها من ادِّعاءات وأقوال.
يرجى من سماحتكم بيان الموقف السليم والسديد إزاء ما يحدث في الساحة العراقية جزاكم الله خير الجزاء.
2 – 10 – 2011
بسمه تعالى:
العجب كل العجب ليس من المنتفعين والانتهازيين والعملاء بل ممَّن يدّعي العلم والفهم والوطنية والحنكة السياسية والقراءة الموضوعية والاطّلاع الواسع الشامل للمجتمع ومجريات الأمور، ولا أدري لماذا يقع كل هؤلاء في الفخ بل في فخاخ قوى الاستكبار والاحتلال الغاشم ومن ارتبط معهم من أشخاص وجهات وإمكانيات إعلامية مأجورة فاقدة للمهنية ولأدنى درجات الشرف المهني .. فكيف يترك الشعب العراقي المظلوم في هذا التيه الكبير والظلام الفكري الثقافي المطبق بحيث تأخذه أمواج الفتن والخدع والمكر والنفاق يميناً وشمالاً بل يُخدَع ويُفتَن بأوهن الأمور وأتفهها حتى صار أوضح مصاديق الاستخفاف الفرعوني والإطاعة الذليلة المهينة الجاهلة الظلامية فأين أنتم يا عقلاء القوم أين القضاة والمحامون أين أساتذة الجامعات وطلابها أين الأطباء والمهندسون أين الأدباء والمثقفون أين الإعلاميون والمعلمون أين أهل السياسة والمجتمع الوطنيون أين رجال الدين أهل النزاهة والورع الصادقون أين العراقيون أين العراقيون أين العراقيون …؟؟!! ولكن طالما قلنا وحكينا ونادينا وناشدنا ونصحنا وأرشدنا وتوسّلنا ولكن أين المجيب .. {وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ .. وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} الأعراف79.. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم …ولكن مع كل ذاك الجحود والإعراض والإنكار وعدم الإجابة وعدم النصح فإنّي مع الاضطرار أكون مُلزَما بالحديث والتذكير عسى أنْ تكون الذكرى نافعة، وعلى كل حال فهي معذرة إلى الله تعالى ولعلّهم يتّقون … ومن هنا سأذكر في النقاط التالية وباختصار عدة تساؤلات وأمور واضحة وبديهية لا تفوت الإنسان السويّ:
1– في البداية علينا أنْ نذكّر أنفسنا والجميع أنَّ تخفيض عدد القوات المحتلة هو رغبة شديدة وأكيدة اضطرّ إليها المحتل بعد الضربات المتتالية من المقاومة الوطنية التي عملت وتعمل من العراق وفي العراق ومن أجل العراق، التي لم ترتبط بأي مخطط ومصالح خارجية لدول مجاورة تتنافس وتتصارع من أجل سلب ونهب وتدمير العراق، وكذلك الضربات التي تتعرّض لها من القوى التي ارتبطت بمخطَّطات وأوامر من دول جوار وغيرها تتقاطع وتتعارض مصالحها فيما بينها أو مع المحتل الأميركي … والأهمّ في الأمر هو الرفض الجماهيري الشعبي الفكري والعملي الذي نزع كل شرعية للمحتل وأعوانه والمتعاملين معه وهذا الرفض الناشيء بجهود وتضحيات العراقيين الشرفاء الوطنيين الأصلاء الأخيار الذين سحبوا البساط من تحت كل مَن أسَّس للاحتلال ومهَّد له وأيَّده وتعاون معه في السرّ والعَلَن فذهبت أطروحات وخداعات وتغريرات استقبال المحتلين بالورود وأنَّها قوات تحرير أو قوات ائتلاف أو قوات تحالف أو قوات صديقة أو فتاوى بوجوب تسليم السلاح للمحتلين أو السكوت على كل الجرائم والقبائح والظلم والقبح والفساد الصادر من المحتلين وأعوانهم .. ومن هنا تولَّدت الحاجة والرغبة والاضطرار الذليل المُشين عند الأميركان المحتلين لتقليل عديد قواتهم المعتدية الغاشمة وأعلنوا هذا بكل وضوح وصراحة فسحبوا جزءاً من قواتهم سابقا والآن سيسحبون جزءاً آخر والإبقاء على العدد الذي يحفظ لهم مصالحهم في العراق بأقلِّ الخسائر الممكنة، فلا ننخدع بالمخادعين والمغرَّر بهم بأنَّ المحتلّ سيسحب قواته في نهاية العام وأنَّه سيبقى عدد قليل منهم أو سيبقى المدربون، ونحوه من كلام، فالانسحاب وتقليل الأعداد ليس إلّا بالاضطرار والإكراه ولكنه ليس انهزاماً كلّيا بل هو لتقليل الخسائر مع الحفاظ على المصالح والمنافع.
2- إلى كل من انخدع وينخدع ويُستهزأ به ويُستخف بعقله في كل مرة فيشغلونه بالقشور أو الفتات أو الأمور الجانبية الثانوية أو الفرعية، وآخرها خدعة وأكذوبة وأضحوكة الحصانة للقوات الأميركية!!!! بمعنى أنَّ المتصدي والمتحدث والمتفلسف والمخادع أو المنخدع في قضية عدم الحصانة الكاملة للقوات الأميركية وكأنه فتح فتحا عظيما مبيّنا بدعوته هذه وكأنّه وطني محض بل كأنه هو أصل وكل الشجاعة والوطنية … ولكن فاتك أيها الوطني المحرّر القائد الضرورة أنَّ ما تقوم به هو التسليم الكلي المطبق المذلّ المهين ببقاء قوات الاحتلال، أيْ أنَّ الاحتلال وبقاء قواته لا إشكال فيه ولا مشكلة فيه وليس عندك أيّ اعتراض عليه … وفقط وفقط وفقط مشكلتك وقضيتك المركزية ونضالك الطويل المرير هو فقط من أجل الحصانة، فهل لهم حصانة مائة بالمائة أو اقل من ذلك أو لا حصانة لهم؟؟!!! وسؤالي ليس لك ولكن لمن يصدّق وينخدع بأمثالك؛ أقول – وكما يقال إنَّ فرض المُحال ليس بمُحال – فإنَّه لو تمّ المحال أيْ تمّ إقرار عدم الحصانة لقوات الاحتلال التي ستبقى في العراق … فهل إنَّ قوات الاحتلال والظلم والفساد ستتحوّل وتنقلب وتصير قوات تحرير وعدل وشرف وأخلاق؟؟؟ سبحان الله! مالكم كيف تحكمون!
3- عودة للمخادعين والمنخدعين والمغرَّر بهم والمستخَفّ بهم بقضية الحصانة وعدم الحصانة للمدربين المحتلين … أقول لو سلّمْنا مع هؤلاء بإمكان تحقيق شرط عدم الحصانة للمدربين (المحتلين) فيبقى السؤال، هل سيتمكن هؤلاء من جعل الشروط والضوابط والمقدِّمات والقوانين المتعلِّقة بمحاسبة ومقاضاة ومحاكمة الأميركان المدربين (المحتلين) ممكنة ومحتمَلة الوقوع؟ أو إنَّ هذا ضرب من الخيال وإنَّه مستحيل التطبيق كما نبّهْنا وحذّرْنا وأشرنا إلى خديعة ومكر الولاية القضائية في الاتفاقية الأمنية السابقة…؟ والواقع أثبت لكم جميعا مئات وآلاف الخروقات والجرائم في العراق من قبل قوات الاحتلال بعد توقيع الاتفاقية الأمنية ولحدّ الآن فأيّ جندي محتلّ قُدّم للقضاء العراقي؟ بل مَن منهم سُجّلت عليه دعوى وتُهمة واستُدعي للتحقيق؟؟!!! ومن هنا يتّضح ويتجلّى لكلّ عاقل وكل إنسان أنَّ طرح قضية الحصانة هي خدعة وفخ ومكر ونفاق لخداع الجُهّال وإلهاء الناس وصرْفهم عن أصل القضية وخطورتها، فالتفتوا أيها العقلاء أيها العراقيون أيها البشر!!! وراجعوا وتأكدوا وتيقّنوا ممّا قلناه قبل أكثر من سنتين بخصوص الاتفاقية الأمنيّة وخاصة ما يتعلّق بالولاية القضائية … قال تعالى
{فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى ويتجنبها الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} [الأعلى: 9 – 12] ………
[[…. 20 / ربيع أول/1430….بيان رقم -70- موقف العقل والشرع الصواب … من .. اتفاقية الانسحاب …………..
[[ المادة الثانية عشرة / الولاية القضائية ………
1- للعراق الحق الأولي لممارسة الولاية القضائية على أفراد قوات الولايات المتحدة وأفراد العنصر المدني بشأن الجنايات الجسيمة المتعمدة وطبقاً للفقرة (8) حين ترتكب تلك الجرائم خارج المنشآت والساحات المتفق عليها وخارج حالة الواجب ]]]].
والآن يمكن أنْ نتيقَّن إنَّ إثارة هذه القضية وتصعيدها في الإعلام الذي لا ينفكّ أنْ يكون تابعاً وعميلاً لهذه الجهة أو تلك …. فبالرغم من تنافر وتناقض الجهات لكن الجميع سار في الاتجاه الذي خطّط له الاحتلال من أجل الإشغال عمّا هو أخطر وأهول وأفتك، ومع كل ما قيل وذُكر وسُجّل من نقاش وحوار …. ورفض وقبول من طرف الاحتلال وغيره …. أقول: مع كل ذلك فالنتيجة واحدة، هي هي،
وما حصل فقط وفقط هو تلاعب في الألفاظ، فيكون مكشوفاً ومعروفاً ومتيقناً مع أدنى تفكير والتفات، فالنتيجة واحدة وهي: لا سلطة فوق سلطة الاحتلال …
إذن لنسمح لأنفسنا بقليل من التفكير والالتفات إلى تلك العبارة والواردة في الاتفاقية، فماذا نجد؟ وما هي الشروط التي يجب تحققها كي يمكن للعراق والعراقيين ممارسة الولاية القضائية على المحتلين؟ وهل يُحتمَل ولو الاحتمال الضعيف جداً كالواحد بالمائة أو الواحد بالألف أو الواحد بالمليون ……… أنْ تتوفر وتتحقَّق تلك الشروط؟
والجواب واضح وجليّ لا يخفى على كل عاقل سوي، وهو: كلا وكلا وألف كلا … لا يوجد أي احتمال لتحقّق الشروط فلا يبقى أي معنى لورود وذِكر الولاية والسلطة القضائية في هذه الفقرة من هذه المادة، ولا ذِكرها في أي مادة من مواد الاتفاقية، لأنَّها لا تطبيق لها أصلاً في واقع الحال ….. وأرجو أن يكون القاريء النبيه قد التفت إلى الشروط وشخّصها وهي ترجع إلى أربعة شروط:-
1- أنْ تكون الجِناية جَسيمة ((ولم يذكر معنى الجسيمة)).
2- أنْ تكون الجِناية مُتعمَّدة ((ولم يذكر معنى العَمد وحدوده ومن يشخّصه)).
3-أنْ تكون الجِناية خارج المنشآت والساحات المتَّفق عليها ((وهذا يشمل كل اتفاق حتى لو كان حين الجناية بل حتى بعدها)).
4- أنْ تكون الجناية خارج حالة الواجب.
لاحظ أنَّ كل شرط من الشروط فيه باب وأبواب…. للنقاش والتفسير والتأويلات….
وفرض المُحال ليس بمُحال…. فلنفرض أنّه حصل الاتفاق على تفسير وتأويل وتطبيق وتحقُّق الشروط الثلاثة الأولى، أيْ نفرض ثبوت أنَّ الجناية جَسيمة متعمَّدة وخارج المنشآت والساحات المتَّفق عليها….
لكن يبقى الشرط الرابع لا يمكن تصوّره وفرضه حتى على نحو الفرض المُحال في هذا المقام والمقال، لأنَّه من السالبة بانتفاء موضوعها، حيث أنَّ جنود الاحتلال وكل الاحتلال لم يقطع تلك المسافات ويعبر البحار من أجل اللعب واللهو والتنزُّه والسياحة والاستجمام، بل هم يقولون ويعتقدون وأكثرهم يصدّقون أنّهم خرجوا ويخرجون في واجب على كل حال، بل هو عندهم واجب وطني وأخلاقي وديني مقدّس …… وهل قرأ أحدكم أو سمع في يوم من الأيام أنَّ أحد الذين قُتلوا من قوات الاحتلال لم يُلفّ نعشه بعلم دولة الاحتلال ولم يُعتبر من شهداء الواجب والوطن والأخلاق؟!
فهم دائماً في واجب لأنهم على الأقل يدّعون أنهم يدافعون عن وطنهم وشعبهم وأمنهم الوطني……….
وعلى هذا الأساس فإنَّ جرائم وقبائح كجرائم معتقل أبي غريب تُرتَكب وتُرتَكب ولا عقاب لأنهم في الواجب …. وقبائح انتهاك الأعراض ستتكرّر وتُكرّر بدون أي حساب لأنهم في الواجب، وكذا كل قبيح وفساد يرتكبه الاحتلال ويعتدي به على القرآن والمقدَّسات والأرواح في العراق وعلى شعب العراق سوف لا ينالهم أي حساب ولا عقاب لأنَّه لا ولاية ولا سلطة قضائية عراقية عليهم لأنَّهم في الواجب فينتفي الشرط الرابع من شروط ولاية القضاء..!!!
فأي كلام عن سلطة قضائية على قوات أمريكا والاحتلال؟!!…………
20/ربيع أول/1430)))))))).
4– إتماما للمعنى السابق وإحكاما له، فإنَّ قول البعض أنَّ ما يتبقّى من قوات هي للتدريب وهذه مسألة طبيعية وعادية تحصل في باقي الدول عندما تشتري أسلحة ومعدات من أميركا او غيرها… أعلّق عليه بأنَّ كلامي ليس لمَن يَصدر منه هذا الكلام ولكن لمن يصدِّق وينخدع به.. أيها العاقل أيها الإنسان ابحث في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها ابحث لي عن دولة أو أي جهة أخرى حتى لو لم تكن دولة اشترت سلاحًا ومعدات عسكرية من أميركا ولاحظ هل أنَّه حصل معها نفس ما يحصل في العراق ومع العراق، فهل تصدر أيّ تصريحات وتنبيهات وتحذيرات من أعضاء في المجالس الأميركية أو في الحكومة الأميركية تخوّف شعب تلك الدولة وتتوعّدهم الويل والثبور فيما لو رفضوا بقاء قواتهم (أو مدربيهم كما يقول البعض)؟ … وهل حصل معها أنْ تأتي وتذهب الوفود الأميركية الرسمية وغير الرسمية لكي تحثّ وتحذّر وتخوّف وتهدّد تلك الدولة وشعبها وتضغط عليهم من أجل إتمام الصفقات والاتفاقات لإبقاء القوات المحتلة (المدربين)؟
5– وعودة على تكالب واهتمام الأميركان بقضية بقاء القوات (المدربين) وتصريحاتهم النارية التحذيرية المتكرّرة وزياراتهم الكثيرة للعراق من أجل هذه القضية، فإذا كانت القضية قضية مدربين وهي محدودة وطبيعية ومعتادة فلماذا هذه العَجَلة والإصرار والضغط من أجل إبرام اتفاقية قبل الانسحاب الكلي؟؟ فلتنسحب كل قوات الاحتلال وليُثبتوا ولو لمرة واحدة فقط وفقط أنَّهم صادقون في مُدَّعاهم، ولو ليوم واحد فلتنسحب كل القوات المحتلة من أرض العراق ولو ليوم واحد فقط وفقط وفي هذا اليوم ليتم الاتفاق على المعدات والسلاح والمدربين وليأتوا في اليوم الثاني… ومن باب شر البلية ما يضحك أقول: حتى نخفّف عنكم ولا نُتعبكم ولا نُتعب ولا نُزعج البعض الذي وصفكم من أوّل الأمر بقوات تحرير أو ائتلاف أو تحالف أو قوات صديقة فإكراماً لهؤلاء أصحابكم أقول: يكفينا لإثبات مصداقيتكم أنْ تخرجوا كلكم ليوم واحد خارج حدود العراق ولو ببضعة أمتار خارج الحدود العراقية وابقوا هناك ليوم واحد وعودوا للعراق وادخلوا الحدود في اليوم الثاني بعد إتمام الصفقات والاتفاقات للمعدات والأسلحة والمدربين.
6– استفهام آخر، هل كل اتفاقات الأميركان مع باقي الدول يجري فيها نفس ما يجري الآن في العراق ممّا ذكرناه سابقاً من تكثير زيارات وتصريحات أميركية وتكرارها وزيادة الضغوط والتحذيرات والتهديدات؟ وإضافة لذلك فهل صفقات الأسلحة والمعدّات والمدرّبون لتلك الدول يتزامن معها أيضاً زيادة ومضاعَفة عمليات القتل والإجرام والترويع والإرهاب والحقن القَبَلي والطائفي بحقّ شعب تلك الدولة من أجل الضغط لقبول الصفقات والمدربين؟؟؟!!!
ومن هنا أقول لأهلنا في كربلاء والأنبار: لا ينظر بعضكم لبعض نظرة قَبَلية عصبية جاهلية بل ليكن كل نظرنا وتوجّهنا إلى أصل ومنبع وأساس القُبح والفساد والإرهاب المتمثّل بالاحتلال، ولنعمل على إنهاء وجوده حقيقة وتحت أيّ مسمى كان.
7– إنَّه إنْ كانت القضية طبيعية وعادية تحصل في كل الدول: عندما تشتري معدات وسلاحاً تأتي بالمدربين معهم .. والسؤال هو: أليس المفروض أنَّ المدربين يأتون مع المعدات والسلاح أو بعدها وليس قبلها؟؟؟ فأين الأسلحة والمعدّات المُشتراة حتى نقول هؤلاء للتدريب؟؟ وإذا كانت مُشتراة من السابق أو هي نفس الأسلحة الخارجة عن الخدمة التالفة التي فرضتها على العراق قوات الاحتلال عندما سحبت بعض قواتها سابقا، فالسؤال هنا: لماذا لم يتمّ التعاقد سابقاً مع مدربين ولماذا لم يتمّ التدريب طول هذه المدّة ولَكان انتهت هذه القضية وتمّ تجهيز قوات عسكرية عراقية قادرة على دفع الكثير من الأضرار والأخطار التي يتعرّض لها العراق وشعبه فلماذا هذا التأخير في التجهيز والتدريب ولمصلحة من؟؟
8– ولنرجع إلى خديعة المدربين، فلنسأل أنفسنا: إنَّ القوات المسلحة عموما تتألف من قوات = برية + وبحرية + وجوية …. وكل قوة من هذه القوات فيها أصناف أو تشكيلات كثيرة وإذا أخذنا في الحساب قوات الداخلية وغيرها من قوات أمنية واستخباراتية ونحوها فإنَّ الأصناف أو التشكيلات ستكون بأعداد كبيرة، وهذه كلها تحتاج إلى التجهيز والإعداد والتدريب، وإذا أضفنا للحساب أنَّ أسلحة ومعدات نفس الصنف العسكري فيها أنواع مختلفة وكل نوع فيه أنواع أو زُمَر وُمنتَجات مختلفة إضافة إلى تفريعات وتقسيمات يعرفها أهل الاختصاص، فينتج عندنا أعداد كبيرة جداً وكل منها يحتاج لعدد من المدربين، فكم نتصوّر سيكون عدد المدربين …؟ ولا ينتهي الأمر إلى هنا بل يوجد زيادة ومضاعفات للعدد من حيث أنَّ كل واحد من هؤلاء يحتاج إلى عناية صحية وغذائية وإدارية وخدمية وغيرها فيتضاعف العدد … وهذا العدد الكبير سيحتاج إلى حماية عسكرية فهنا تتضاعف الأعداد مجدداً .. وهذه القوات بمجموعها تحتاج إلى قوة استخباراتية تستقي وتجمع لها الأخبار والمعلومات فتدرسها وتحلّلها وتُرتِّب عليها النتائج التي يُراد منها حماية تلك القوات مع المدربين ومنع الاعتداء عليهم قبل حدوثه أو تتبُّع خيوط وأدلة أيّ اعتداء يحصل لكشف منفّذيه ومن يقف وراءهم … وإذا أضفنا للحساب أماكن التدريب التي سيتم فيها التدريب والتي هي جَزْماً ارض عراقية فستحتاج إلى حماية، وبما أنَّ قواتنا غير مكتملة التجهيز حسب الفرض والواقع المفروض من الاحتلال فستكون الحماية من قبل قوات الاحتلال أنفسهم فتضاعف العدد أكثر وأكثر … ومع ملاحظة الاعتداءات بالصواريخ وقذائف المدفعية على تلك القواعد أو أماكن التدريب فإنَّهم سيحتاجون إلى قوة جوية ورادارات وغيرها لصدّ أو منع مثل تلك الهجمات … وإذا أضفنا للحساب أنَّه كم يحتاج العراق من قوات عسكرية عراقية من جيش وشرطة وغيرهم لكي يتمكن من حماية نفسه من اعتداءات دول الجوار فستكون القضية قابلة للتساوم والتنافس والتصارع والتناطح الكبير فكل طرف سيكبر ويعظم حجم خطورة الدولة التي هي في صراع مع الدولة الأخرى التي تموّله وتدعمه وتسيطر عليه، ونفس الشيء في الطرف الثاني والثالث، وهكذا فالنتيجة أنَّ كل دول الجوار عبارة عن أعداء ووحوش كاسرة وقوى غاشمة معتدية تريد احتلال العراق وتمزيقه، إذن سنحتاج إلى عدد من القوات العراقية يفوق عدد الشعب العراقي وسنحتاج إلى ما لا نهاية من السنين حتى يكتمل تدريب هذه القوات العراقية غير المنتهية العدد …. إذن الآن مَن يعرف منكم يا عقلاء يا بشر كم سنحتاج من مدربين محتلين و متى سينتهي الاحتلال (أو كادر التدريب الأميركي) ومَن يصرف عليهم الأموال؟!!! وفوق كل هذا وذاك فهل يتصور أحدكم كم سيتضاعف العدد عندما ستكون تلك القوات المحتلة المشار إليها في حاجة إلى شركات أمنيّة توفّر لها الحماية الأمنية؟؟!! فمِن المدربين رجعنا لقوات احتلال عسكرية وإلى قوات وشركات أمنيّة .. فهل يوجد نهاية لهذا التسلط والظلم والقبح والفساد؟!!!
9– إتمامًا لما سبق فالسؤال هو: إنْ كانت القضية طبيعية ومعتادة وتحصل في كل الدول فلماذا صارت القضية من أساسات وأصول وزاد ومَؤونة الصراعات السياسية المحتدمة في العراق حتى صارت كل جهة سياسية ترمي كرة إبقاء القوات في سلّة الأخر بل إنَّ الانتهازيةصارت واضحة وفاحشة في هذه القضية وصار بقاء القوات طرفا رئيسا وأساسيا في المساومات ..؟ فهذه الجهة السياسية النفعية الانتهازية تساوم الأخرى فتقول لها أعطيني المنصب الفلاني وأنا سأوافق على بقاء القوات أو أصوّت معك لصالح بقاء القوات … فإذا كانت طبيعية فلماذا هذه المساومات الفاشلة الدنيئة على حساب العراق وشعبه وثرواته وتراثه وحاضره ومستقبله وأمنه وأمانه …؟ إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
10- أيها الإنسان الغيور أيها الحر الأبيّ، بعد أنْ أقرَّ الاحتلال بنفسه وعلى لسان كل مسؤوليه أنَّه أخطا في احتلاله العراق، وأنَّ الاحتلال ترتَّب عليه كل فاسد وفساد وقبح وانتهاك حرمات، وبعد أنْ تيقَّنّا جميعا أنَّه لا عهود ولا مواثيق لكل محتل واحتلال، وبعد أنْ تيقنا جميعا كذب كل ما يُدّعى ويُقال وليس ببعيد ما قدَّمناه لكم من نصح وإرشاد بخصوص خدعة الاتفاقية الأمنية وقد أثبتَت الأيّام صِدق ما قلناه، فها هم السياسيون والمسؤولون أنفسهم يُقرّون ويعترفون بالاعتداءات والاحتلالات والانتهاكات لأراضي العراق ومياهه وأجوائه من دول الجوار كبيرها وصغيرها دون أنْ تحرّك ساكناً قوات الاحتلال التي يُفترَض أنْ تكون مُلزَمة بمنع ذلك وفق تلك الاتفاقية الأمنيّة العرجاء الجوفاء، فلماذا نبقى نجرّب ونجرّب ونجرّب نفس الفاسد والفساد؟ لنحرّر أنفسنا من قبضة هذا الاحتلال الأميركي القبيح الواضح الجلي كي نتفرغ ونتعاون لإنهاء باقي الاحتلالات وما ترتّب ويترتّب عليها من فساد وإفساد.
11– إتمامًا لمضمون النقطة السابقة وبعد أنْ تبيّن انتفاء أيّ فائدة أو مصلحة في بقاء الاحتلال بأيّ شكل وأيّ مُسمَّى كان، بل ترتّب عليه كل ضرر وفساد .. فلماذا إذن نجعل أمن وأمان العراق والعراقيين ودمائهم وأرواحهم وكرامتهم وإنسانيتهم رهينة في أيدي الاحتلال ومنافسيه من دول وقوى إرهاب فيكون العراق ساحة الصراع وشعبه رهائن وضحايا بين خطف وقتل وسرقة وهتك وفتك وإرهاب، فكم من العراقيين وغير العراقيين قد غُرّر بهم تحت عنوان مقاتلة الاحتلال فعاثوا في أرض العراق فساداً تحت هذا العنوان، وفي الحقيقة والصواب أنَّهم عملوا ويعملون بدعم وأمر وتوجيه لمصالح مخابرات وسلطات دول أخرى لا يهمّها العراق ولا شعب العراق .. إذن لنقطع حبل الِفَتن الشيطاني الذي أهلك العباد والبلاد، فلنجتمع ونتوحَّد جميعا تحت لواء وراية وهدف طرد الاحتلال الأميركي وإنهائه إلى الأبد، ولنقطع حبل التغرير والخداع والفساد والفِتَن والشيطان .. وبعد ذلك نتفرَّغ لإنهاء كل احتلال وفاسد وفساد.
12– إلى من يريد الاتّعاظ فليعلم يقيناً أنَّ كل القوى السياسية الموجودة في السلطة ومتعلَّقاتها، وربما يوجد استثناء .. أقول: كلها مهما قالت وصرّحت وادّعت .. فهي في الحقيقة وبكل إصرار راغبة ومؤيِّدة وداعمة لبقاء الاحتلال ..كما وافقت على الاتفاقية الأمنيّة سابقا وقبلها موافقتهم على الاحتلال وحكومته ودستوره .. والسؤال هنا أين السرّ في صراعهم واختلافهم في كل شيء الا قضية الاحتلال وبقائه؟؟ وبعد أنْ تبيَّن أنَّه لا فائدة متصوَّرة أصلاً في بقاء الاحتلال بل ترتّب كل الضرر في بقائه فإنَّه لا يبقى في المقام الا احتمال واحد فقط وفقط: إنَّ بقاء هذه القوات هو لمصلحة ومنفعة خاصة بهذه الأطراف فقط وفقط، فمصالحهم الخاصة وامتيازاتهم المالية والسلطوية والوجاهتية التي يتّفقون عليها دائماً فإنَّها تبقى مع بقاء الاحتلال وتنتفي كلياً مع انتفاء الاحتلال … فلماذا إذن نرضى بهذه المفسدة الكبرى والمنكر الفاحش ونسكت عليه فنكون مسؤولين أمام الله تعالى العلي القدير ..؟
13– من هنا لنعلن كلنا صراحة وبأعلى أصواتنا وفي كل محفل وزمان أنَّنا نرفض الاحتلال، ونرفض بقاء الاحتلال وقواته تحت أيّ عنوان كان، ونرفض فساد الاحتلال وإفساده كما نرفض كل فاسد وفساد .. وعلينا أنْ نشقّ أكفاننا الظلامية ونخرج من سباتنا ونعود إلى إنسانيتنا ورُشدنا بعد أنْ سبقتنا الشعوب الأخرى فاستلهمت روح الثورة الحقة من سبط النبي المصطفى سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام فرفعت شعار كربلاء وثورتها العظيمة وبلهجات مختلفة ولسان حالها يقول: هيهات منّا الذلّة .. كما سبقتنا هذه الشعوب الشقيقة العزيزة فاستلهمت روح الثورة الجماهيرية السلمية التضحوية العارمة التي أسّس لها سيدنا الأستاذ قدس سره فحرّر الأجساد والأفكار من قبضة المتسلطين والمستكبرين والمحتلين فرفع شعار التحرر والتحرير ورفض الانتهازيين والمستبدين والاحتلال والمحتلين … وفي نفس النهج سار أساتذتنا و علماؤنا العاملون المجاهدون من كل الطوائف والقوميات وعلى طول التاريخ العربي الإسلامي …. . إذن لنلتحق بباقي الشعوب ولنتأسَّ بقول ومنهج مجاهدينا العلماء وقائدهم الإمام الحسين الشهيد عليه وعلى جده الصلاة والتسليم.
..وليسجّل لنا التاريخ وتشهد لنا الأجيال، على الأقل إنَّنا شجبنا ورفضنا بأضعف الإيمان بما هو مقدور ومتيسّر .. فلنقل ونكرّر …. كلا كلا استعمار .. كلا كلا استكبار .. كلا كلا احتلال .. كلا كلا أمريكا …كلا كلا للباطل.
الصرخي الحسني
7 من ذي القعدة 1432هـ
5 / 10 / 2011م