بيان رقم – 41 –
(( آثارنا تربطنا بأرضنا ))
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الحسني (دام ظله)..
سيدي، يوجد كنز من الآثار القديمة أستطيع أنا وبعض الأفراد استخراج ذلك الكنز علماً أنَّ هؤلاء الأشخاص من غير مقلديكم فهل تأذن لي سيدي باستخراج ذلك الكنز وإنّي مستعد على ما يترتَّب عليَّ من حقّ شرعي تجاه ذلك الكنز.
بسمه تعالى:
الوجود والحقيقة والحياة هي الآخرة، أمّا الدنيا فغرور ومتاع وزوال وفناء، والسويّ والقويم والعاقل والتقيّ هو من يعمل لآخرته، فيجعل ويوظّف دنياه كلّ دنياه لآخرته ولقراره وبقائه وثوابه وجنته التي أعدّها الله تعالى له ولكلّ مؤمن متقي.
أقول هذا لعلمي بالمردود المالي المادّي الدنيوي من العمل في هذا المجال، لكن يبقى الجانب بل الجوانب المعنوية النفسية والفكرية والاجتماعية والروحية والشرعية، فالآثار القديمة يجب صيانتها والحفاظ عليها لأنّها تربطنا وتشدّنا لأرضنا وعراقنا الحبيب وشعبه العزيز، والمفروض أنّها توحّدنا لوحدتنا القديمة الأزلية على أرض الرافدين التي تكشفها وتعبّر عنها الآثار القديمة، فهي فخرنا وعزّنا لأنّها تضيف عنصر وأساس قوة لنا ولأرضنا فيصح أنْ نقول بل الواقع يُثبت: إنَّ العراق أصل ومنبع الحضارات وأرض الأنبياء وشعب الأوصياء والأولياء الصالحين الأخيار، نعم، عراقنا عراق الحضارة والنبوّة والإمامة والولاية الصالحة العادلة، ولولا الاحتلال وقبله الدكتاتورية ولولا الفساد والمفسدين ولولا العملاء والمنتفعين لاستُثمرت الآثار والمناطق الأثرية على أفضل وأنجح استثمار ولأصبحت ثروة وطنية كبرى كالنفط والزراعة، لكن أين النفط وأين الزراعة بل أين الإنسان العراقي؟!! وبالتأكيد تقول أيضًا: أين الآثار والسياحة والتراث الديني والوطني والقومي وغيرها أين هي؟!! عزيزي لهذه الأسباب وغيرها فإنّي لا أُجيز التعامل بذلك، والله العالم الحاكم القوي العزيز.
السيد الحسني
12 ربيع الأول 1428هـ
31 / 3 / 2007م