بيان رقم (12): ((صَفَر الانتفاضة))
بسم الله الرحمن الرحيم
{يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ .. انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً.. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً} سورة النساء/ 170-173
أيها الشعب العراقي الحرّ الأبي أيها الشرفاء في كل مكان الآن وكما في السابق والمتوقع أن يكون في المستقبل تكميم للأفواه وحبس للكلمة ومصادرة للحريات، وإنتهاك الحرمات، وترويع الأطفال والشيوخ والنساء، وسفك الدماء، وزهق أرواح الأبرياء…
تتكرر المأساة وتتجدد المجازر على يد المحتل الغاصب المغالي الظالم الكافر القبيح، فالجريمة واحدة والفاعل المجرم نفسه، والساكت عنها والمؤيد لها والمتآمر لتحقيقها هم أنفسهم الذين حاكوا تلك المؤامرات ضد أرض وشعب العراق وقادته الحقيقيين الصادقين المجاهدين الممهدين الممثلين للمرجعية العامة والزعامة العليا الصادقة العادلة(السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره (والسيد محمد محمد صادق الصدر) قدس سره(
بعد المؤامرة الشرقية الغربية الكبرى بتصفية الشهيدين جسدياً، وبعد مؤامرتهم الخبيثة للقضاء على الخط الجهادي الإصلاحي والنهج العلمي للصدرين المقدسين ومع تصورهم تحقيق ذلك فإنهم يعملون ويجهدون أنفسهم من أجل القضاء على كل ما يرتبط بالصدرين المقدسين ولو كان الإرتباط صورياً أو اسمياً .
ولكن يأبى الله تعالى العلي القدير إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون وعملاؤهم المنافقون الضالون، فهذه الجماهير المؤمنة وبصورة عفوية تنهض وتنتفض بوجه المستكبرين، وتُفشل مخططاتهم ومؤامراتهم ودسائسهم ومكرهم وخداعهم الإعلامي، فثبت للجميع أن أرض العراق الحبيب وشعبه العزيز هو مع المرجعية العليا الحقيقية للصدرين الشهيدين ومع منهجها القويم ومن يسير في هذا الصراط المستقيم، بل إنّ الجماهير يمكن أن تكون مع كل من ارتبط بذلك المنهج القويم بأي صورة من الارتباط، ولا تكون مع العملاء المنتفعين الأذلاء الوضيعين .
فباسم جماهير الأمة الإسلامية المؤمنة في العراق العزيز وفي كل مكان، نطالب قوات الكفر و الإلحاد والاحتلال ترك أرض الرافدين الطاهرة والرحيل عنها فوراً، ونحمّل قوات الغزو الكافر مسؤولية الجرائم والإنتهاكات الفظيعة الوحشية وكذلك من برّر ويبرر الإحتلال وجرائمهم البشعة، ونطالب بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء من السنة والشيعة ومن جميع الطوائف والأديان .
ونطالب القوات المحتلة الكافرة وكل القوى المرتبطة معها عدم التدخل في شؤون العراق الحبيب وشعبه العزيز، وترك الشعب العراقي الحر الأبي المؤمن الصابر يقرر بنفسه وبحرية مطلقة تحت قيادته الدينية والإجتماعية الصالحة الصادقة المؤمنة المجاهدة من أجل إنقاذ العراق وشعبه المظلوم من كل تسلطات خارجية وداخلية ظالمة مدمرة .
وفي الختام نعزي ونهنئ قائدنا وناصرنا النبي الحبيب المصطفى ومولانا إمام الزمان بمصاب جده الحسين (عليهم الصلاة والسلام) ومصاب السيدين الشهيدين الصدر الأول والثاني، ومصاب الشهداء المؤمنين المخلصين الذين رحلوا إلى الرفيق الأعلى خلال هذه الانتفاضة.
ونعلن الحداد المفتوح على أرواح الشهداء إلى أن يشاء الله تعالى العلي القدير
والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد
السيد الحسني
13/ صفَرَ الانتفاضة / 1425 هـ
4 / 4 / 2004م