أسطورة31: رأى ربّه مرّتين..صُوَر الربّ الأرضيّة والسماوية
كان الكلام في خطوات ومقتبسات من كلام ابن تيمية من كتاب بيان تلبيس الجهمية، ج7، والكلام تحت عنوان أبلغ ما يقال، ففرع ابن تيمية الكلام عما ورد عن ابن عباس من أخبار تتضمن: نوره لا يدركه شيء، رأى ربه مرتين، تتضمن تفسير وتأويل إشارات إلى آيات من صورة النجم (ما كذب الفؤاد ما رأى) (ولقد رآه نزلة أخرى)، وقلنا في الخطو الثانية: إن ابن تيمية حاول عبثًا إكمال نظريته التجسيمية الأسطورية الخرافية، فانتهج منهج الجهمية والتجأ إلى التأويلات الفاسدة الفارغة الواهية، وأتى بفتوحات أسطورية جديدة، فزعم أن الرائي رأى أحد جوانب ربّه، أو رأى جزءًا من ربّه، وليس كل الرب، وأعطى مثالًا برواية نقلها بالمباشر أو نقلها عن أحد أئمته أو عن أحد الأعلام ولم يعقب عليه، وإنما أتى به في مقام الشاهد، والاحتجاج على الآخرين، ولم يعقب على هذا ولم ينكره، ولم يحتج على هذا، إذن هو يقرّ بما أتى به.
وأشار بهذا الفتح بأنه رأى جهة من الله أو جزءًا من الله أو جانبًا من الله، كما أن الإنسان يقول: رأيت السماء، وهو لم يرَ كل السماء، ولم يدرك كل السماء، وإنما أدرك جانبًا من السماء، أو جزءًا من السماء، أو وجهًا من السماء، وزعم أنّ رؤيا الفؤاد هي رؤيا عين، كما زعم أنّ رؤيا المنام هي رؤيا عين، وأتى بأمثلة وشواهد تخالف ما يقول، فقال: إنّ رؤيا النوم رؤيا عين، وهنا يقول: رؤيا الفؤاد هي رؤيا عين بالنسبة للأنبياء، فعندما يقول: رأيت ربي بفؤادي يعني رأيت بعيني، وأتى بفتح جديد أيضًا وزعم أنّ صور الرب تقسم إلى قسمين، أو تصنف إلى صنفين، صنف نور ونورانية، وصنف آخر غير النور والنورانية، فإذا الربّ يرتدي اللباس النوراني وكان بصورة النور والنورانيات فهو لا يمكن أن يرى في الدنيا يقينًا وفي الآخرة حسب مباني ابن تيمية يمكن أن يرى حتى بهذه الصور النورانية، أما إذا أتى الرب مرتديًا اللباس غير النوراني وتلبس وتجلى باللباس غير النوراني والنورانية فإنه يرى، وهذه القضية تشبه قضية الجن، فمن يتعامل مع الجن يقول: توجد قبعة اختفاء، فعندما ترتدي قبعة الاختفاء لا يراك أحد، وعندما تكون بدون قبعة الاختفاء يراك الناس، فلا نعلم هل هذه ترجع إلى تلك أو تلك ترجع إلى هذه، هذه تفسيرها عند تيمية وأتباعه، وأشرنا في الخطوة السادسة أن ابن تيمية ليس عنده مشكلة في رؤيا الآخرة، أو رؤيا العين في الآخرة، أما الرؤيا في الدنيا فهل عندك مشكلة أو محذور حقيقي أو استحالة حقيقية؟ لا ليس عنده هذا الشيء، هل عندك دليل حقيقي؟ لا ليس عنده هذا. نراه وكما هو المنهج الالتقاطي والتشويشي والتشويهي عنده، في مقام يدافع إلى مستوى الاستقتال والقتل والتقتيل وسفك الدماء من أجل أن يأتي بأبلغ ما يقال عن رؤيا العين، وفي مقام آخر عندما يجد نفسه محصورًا وليس عنده جواب، يلعن الرؤيا ومن يقول بالرؤيا، ومن يقول بأبلغ ما يقال عن رؤيا العين، لا يوجد دين ولا علم ولا أخلاق ولا مهنية، حسب هوى النفس، وحسب الثأر النفسي وحسب الأنا، ودخلنا في الخطوة السابعة وما زال الكلام في الأسطورة (31) رأى ربه مرتين … صور الرب الأرضية والسماوية
مقتبس من المحاضرة {14} من بحث :
” وقفات مع…. توحيد التيمية الجسمي الأسطوري”
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي للسيد الصرخي الحسني
5 جمادي الاول 1438هـ -3-2-2017م