كشف المرجع الديني السيد الصرخي الحسني جانبا من تصورات وافكار التيمية المارقة الدواعش المغلوطة في التعامل مع الاحداث التاريخية ومنها ما يتعلق بسلطة الأيوبيين وغزواتهم وفتوحاتهم في حربهم ضد الصليبيين لتحرير أراضي مملكة القدس ومما يحاول التيمية اخفاءه من حقائق تاريخية هو وجود الوحشة والخلاف بين صلاح الدين ونور الدين الزنكي مستدلين بمواقف سابقه او لاحقة فيها نوع من الود الا ان ذلك الخلاف يظهر جليا فيما قدمه بعض الخاصة لصلاح الدين اثناء معارك التحرير على اثر توجه نور الدين من الجهة الاخرى التي تربط مصر بالشام فكانت النصيحة لصلاح الدين ان يرجع ويترك المعركة حتى لا تكون السيطرة لنور الدين ويقوم بعزله ..
فأنسحب صلاح الدين خشية على السلطة والسطوة تاركا ما بقي من اراضي !! وأكد المرجع على ان التيمية المارقة انما يلمعون صورة بعض القادة بعناوين الفتوحات كما يحصل مع صلاح الدين الايوبي فهم انما يفعلون ذلك لتصورهم ان صلاح الدين قضى على الدولة الفاطمية وتسبب بقتل الشيعة مع ان الحقيقة ليست كذلك بل ان الدولة الفاطمية اساسا كانت منهارة ومنتهية ولذلك طلب الملك الفاطمي مساندة ومناصرة صلاح الدين له حتى لا يخضع للأحتلال الصليبي كما ان مجازر صلاح الدين بحق السنة كانت اضعاف اضعاف ما أرتكبه بحق الشيعة !!!
جاء ذلك خلال المحاضرة 23 للسيد الصرخي الحسني من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي القاها مساء السبت – 5 جمادي الاخرة 1438 هــ الموافق 4- 3 – 2017 مـ.
و أستعرض المرجع خلال السيرة الموجزة لما يتعلق بالدولة الفاطمية وسلطة الايوبيين وفق ما جاء في الكامل لأبن الأثير
وقال المرجع الصرخي ضمن المورد4 عن ابن الأثير:
أ ـ قال: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ(567هـ) جَرَتْ أُمُورٌ أَوْجَبَتْ أَنْ تَأَثَّرَ نُورُ الدِّينِ مِنْ صَلَاحِ الدِّينِ، وَلَمْ يُظْهِرْ ذَلِكَ، وَكَانَ سَبَبُهُ أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ يُوسُفَ بْنَ أَيُّوبَ سَارَ عَنْ مِصْرَ فِي صَفَرَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ إِلَى بِلَادِ الْفِرِنْجِ غَازِيًا،..
وأوضح السيد الصرخي :
((بلاد الفرنج التي هي عاصمتها القدس في تلك الفترة بعد الحملة الصليبية احتلت العديد من البلدان العربية ومن المناطق العربية الإسلامية وأنشئت مملكة بيت المقدس، فكانت تشمل أجزاء فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة كما يسمى الآن من تسميات حديثة، وباقي أراضي فلسطين، وأيضًا يشمل لبنان أو الكثير من أراضي لبنان، وأجزاء من الأردن ومن سوريا ومن سيناء، وأيضًا كانت لديهم محاولات للزحف نحو باقي الأراضي المصرية وبالذات الساحل المصري، ومن هنا يأتي تحرك الجيوش، يعني عندما نتصور هذه المنطقة تشمل فلسطين ولبنان والأردن وسوريا فهذه مملكة بيت المقدس، فعندما يتحرك الجيش الأيوبي من مصر ويتحرك صلاح الدين فيكون التحرك من الغرب نحو الشرق ونحو الشمال، وعندما يتحرك الجيش الزنكي من الموصل أو حلب يتوجه إلى المملكة أيضًا يكون التحرك من الشمال إلى الجنوب، ويكون التحرك جنوبًا، وفي أماكن يكون التحرك شرقًا، وفي أماكن أخرى يكون التحرك غربًا، حسب حركة الجيش؛ لأنه قلنا: المنطقة واسعة وعندما تتصور تحرك الجيش الزنكي من حلب أو من الموصل ستختلف الاتجاهات)).
وأكمل قراءة نص ما قاله أبن الأثير : وَنَازَلَ حِصْنَ الشَّوْبَكِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَرَكِ يَوْمٌ، وَحَصَرَهُ، وَضَيَّقَ عَلَى مَنْ بِهِ مِنَ الْفِرِنْجِ، وَأَدَامَ الْقِتَالَ، وَطَلَبُوا الْأَمَانَ وَاسْتَمْهَلُوهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ.
فَلَمَّا سَمِعَ نُورُ الدِّينِ بِمَا فَعَلَهُ صَلَاحُ الدِّينِ سَارَ عَنْ دِمَشْقَ قَاصِدًا بِلَادَ الْفِرِنْجِ أَيْضًا لِيَدْخُلَ إِلَيْهَا مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، فَقِيلَ لِصَلَاحِ الدِّينِ: إِنْ دَخَلَ نُورُ الدِّينِ بِلَادَ الْفِرِنْجِ، وَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ: أَنْتَ مِنْ جَانِبٍ وَنُورُ الدِّينِ مِنْ جَانِبٍ، مَلَكَهَا،((أي نور الدين ملكها)) وَمَتَى زَالَ الْفِرِنْجُ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَخَذَ مُلْكَهُمْ لَمْ يَبْقَ بِدِيَارِ مِصْرَ مُقَامٌ مَعَ نُورِ الدِّينِ، وَإِنْ جَاءَ نُورُ الدِّينِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ هَا هُنَا، فَلَا بُدَّ لَكَ مِنَ الِاجْتِمَاعِ بِهِ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ هُوَ الْمُتَحَكِّمُ فِيكَ بِمَا شَاءَ، إِنْ شَاءَ تَرَكَكَ، وَإِنْ شَاءَ عَزَلَكَ، فَقَدْ لَا تَقْدِرُ عَلَى الِامْتِنَاعِ عَلَيْهِ، وَالْمَصْلَحَةُ الرُّجُوعُ إِلَى مِصْرَ}}.
وعلق سماحته لافتاً:
((هذه نصيحة موجهة لصلاح الدين بترك بيت المقدس وتحريرها من الفرنج، ترك فتح البلدان والأراضي الإسلامية وتحرير المسلمين))
وواصل السيد الصرخي تعليقاته:
أقول:
1ـ هل استجاب صلاح الدين للنصيحة، فسحَبَ قواته من المعركة وترَكَ نورَ الدين يواجهُ مصيرَه أو ينسحبُ خائبًا؟!!
2ـ إنها السياسة السلطوية- قاتلها الله- تُبيح كلَّ شيء لصاحبها من أجل البقاء والسلطة والجاه، فهنا صار وجود وبقاء وملك وسلطان صلاح الدين ملازما لوجود الفِرِنج وبقائهم وقوتهم الى الحدّ الذي يعجز فيه نور الدين عن غزوهم وإزاحتهم فلا يتمكن من الفتح وربط سلطان الخلافة بين الشام ومصر فيكون تهديدًا محتملًا لصلاح الدين!! فالحروب والغزوات والفتوحات وتحرير المقدسات ووحدة المسلمين وقوة الإسلام كلها مرتبطة بالحفاظ على مكاسب ومصالح الحاكم الشخصيّة وحكومته وتقوية سلطته وتصفية أعدائه المنافسين له، وإلّا فليحترق ويتدمّر ويُنتهك كل شيء فلا إسلام ولا حياة وكرامة وأمان مسلمين ولا تحرير مقدّسات ولا توحيد بلاد الإسلام.
((وقد تعرّض المسلمون في تلك الفترة عندما غزا الصليبيون البلاد لقد قتلوا ووقعت المجازر والإبادات وقتلوا أكثر من 70 ألف إنسان من المسلمين ومن اليهود، كانت إبادة جماعية ومجزرة بما هي حقيقة المجازر، حتى قيل بأنّه قد أبيد جميع سكان بيت المقدس))
3ـ بعض الجهّال والمرتزقة المنتفعين وخاصّة عبّاد الشاب الأمرد المجسّمة الذين تفرّغوا لتلميع صور الآخرين وإلباسِهم ثوبَ التكامل والعصمة في كلّ شاردة وواردة، وإنكار كلّ غفلة أو هفوة أو خطأ يصدر عنهم أو يحدث في عصرهم ودولتهم، ومنهم من فعل هذا مع صلاح الدين وعصر الأيّوبيّين فحاول يائسًا إنكار أصل حصول الوحشة بين صلاح الدين ونور الدين الزَنكي.
((هذا ما نقله ابن الأثير وقال: يوجد بينهما وحشة، لكن الدواعش يحاولون إخفاء هذا، وما هو السبب؟ لأنهم في وهمهم وفي خيالهم وفي فكر الشاب الأمرد الرب عندهم أنّ صلاح الدين قد أباد الشيعة، قد قتل وأفنى الشيعة، قد أفنى الفاطميين وأفنى المصريين الشيعة، قد أفنى وأباد الملايين، قد سحق الملايين من المصريين من الشيعة، أو ممن كان على المذهب والطائفة الشيعية، وهذه لا حقيقة لها كما بيّنّا سابقًا، فإنّ الدولة الفاطمية كانت منتهية، كانت لا حول لها ولا قوة، كان الخليفة الفاطمي عبارة عن دمية، عبارة عن شكل ومظهر زائف زائل لا يقدم ولا يؤخر، وكل الحكم بيد الوزراء، ولم يكن لصلاح الدين أي فضل للقضاء على الدولة الفاطمية، أما الدولة الفاطمية فكانت منتهية قبل صلاح الدين بعشرات السنين، وما وقع من قتل وإبادات على المسلمين في مصر فهم ليسوا من الشيعة، لا يقارن من قتل من الشيعة في مصر مع من قتل من السنة خلال الحكم الأيوبي، فهذه خرافة افتراها وكذب بها الدواعش أصحاب المنهج التيمي وصدقها من يسير خلفهم من المتعصبين والجهال والمتوحشين والأغبياء وغيرهم)) محتجّـًا بشواهد سابقة ومن سنين سابقة دالة على علاقة طبيعية أو ودية وحميمة بينهما، يريد بها إبطال ما ذكره ابن الأثير عن واقع حال استجدّ في العلاقة بين نور الدين وصلاح الدين!! وهذا هو أسلوب مغالطة تيمية بامتياز تجدونها شائعة في احتجاجاتهم الفارغة، فيرجى الالتفات لهذا، وإلفات الآخرين كي لا يقع أحد في تغريرهم وخداعهم.
إضافة لذلك فإنّ ابن الأثير نفسه أشار في كلامه إلى أنها وحشة باطنة غير ظاهرة وهذا لا ينافي إظهار كلامٍ واَفْعالٍ ومواقف مخالفة للوحشة، وهذا ليس بغريب، بل هو السلوك الشائع في تلك الفترة كما اتّضح لنا من موقف صلاح الدين من المودّة والتعاطف والمدح والثناء للخليفة الفاطمي، ثم الغدر والتنكيل به وبعيالِه، وكما فَعَل صلاح الدين بنور الدين زَنكي وأولاده بعد وفاة زنكي!!]]
((لا توجد مشكلة، يتغير الموقف والقرار والإجراء وردّ الفعل، وأصل القضية لماذا رجع صلاح الدين؟ لأنه لا يثق بزنكي، لماذا نصحوا صلاح الدين بتلك النصيحة؟ لأنهم يعلمون بأن الزنكي غير راضٍ عن صلاح الدين، فحاول المارقة دواعش الفكر التدليس على هذه الحقيقة الواقعة)) .