أبطل المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ما يزعمه ابن تيمية وائمته وما يؤسسون له من قياس الأمور والتقييم للحق والصدق والكون معه وفيه على اساس المعارك والغزوات والفتوحات الاسلامية ، بينما تجد الانبياء والرسل يتعرضون للأستخفاف والتشريد دون ان تكون لهم سطوة وسلطة وقوة عسكرية الا ان ذلك لا علاقة له بما يمثلونه من حق وصدق في رسالتهم الألهية وخير مثال على ذلك نبينا ابراهيم (عليه السلام) وهو ابو الانبياء والائمة (سلام الله عليهم ) الا انه لايمتلك اي خلافة وسلطة عدا ما يمثله من حق وامامة وخلافة ربانية .. فلاعلاقة للفتوحات الاسلامية بما يراد اثباته من احقية ومصداقية والتزام بالتشريعات الألهية لهذا القائد او ذاك او هذا الرمز او ذاك كما هو الحال بالنسبة لصلاح الدين الايوبي ، كما ذًكر السيد الصرخي بطبيعة البشرية نحو التسلط والمال والجاه بقوله : ولا يخفى على كلّ العقلاء الطبيعة البشريّة في عدم الاكتفاء لا بسلطة ولا مال ولا بجبل من ذهب ولا بجبلين، بل سيبتغي ثالثًا ورابعًا وكلّ الجبال، فدافِعُ الغزو وتوسعة الملك والسلطة طبيعة بشريّة ثابتة قطعًا ويدل عليها واقع الحال عند الحكام في مشارق الأرض ومغاربها وفي جميع الأديان والملل والنحل وحتّى عند المجتمعات القروية والبدائية وفي كلّ الأزمان، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّه لا يوجد عصمة عندهم.
و لفت سماحته النظر الى سياسة الخليفة عمر (رض ) وشدته تجاه الولاة ومنهم معاوية الذي كان يخاف من الخليفة الثاني ويطيعه اكثر من خادم الخليفة يرفأ وذلك مما يساعد على الحفاظ على المال العام وعدم استغلال السلطة لما في طبيعة البشرية بالميل نحو المال قائلا : ولهذا كان الخليفة الثاني عمر شديدًا جدًا في متابعة ومحاسبة الولاة ولا يتأخر في محاسبة ومعاقبة المقصر منهم الى المستوى الذي خاف منه حتى معاوية فصار أطوع له من خادمه يرفأ، فأين هؤلاء القادة والملوك والسلاطين من الخليفة عمر وحكومته؟!
اشار لذلك المرجع في معرض تحقيقة بالسيرة الموجزة عن حكم الدولة الفاطمية والايوبيين وفقا لما نقله ابن الاثير في الكامل .. خلال محاضرته الـ 23 من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي القاها مساء السبت – 5 جمادي الاخرة 1438 هــ الموافق 4- 3 – 2017 مــ.
و قد استعرض المرجع ما يتعلق بالدولة الفاطمية وسلطة الايوبيين وفق ما جاء في الكامل لأبن الأثير:
ثم قال(ابن الأثير): {{فَرَحَلَ(صلاح الدين) عَنِ الشَّوْبَكِ عَائِدًا إِلَى مِصْرَ، وَلَمْ يَأْخُذْهُ مِنَ الْفِرِنْجِ، وَكَتَبَ إِلَى نُورِ الدِّينِ يَعْتَذِرُ بِاخْتِلَالِ الْبِلَادِ الْمِصْرِيَّةِ لِأُمُورٍ بَلَغَتْهُ عَنْ بَعْضِ شِيعَتِهِ الْعَلَوِيِّينَ، وَأَنَّهُمْ عَازِمُونَ عَلَى الْوُثُوبِ بِهَا، فَإِنَّهُ يَخَافُ عَلَيْهَا مِنَ الْبُعْدِ عَنْهَا أَنْ يَقُومَ أَهْلُهَا عَلَى مَنْ تَخَلَّفَ بِهَا، فَيُخْرِجُوهُمْ وَتَعُودُ مُمْتَنِعَةً، وَأَطَالَ الِاعْتِذَارَ، فَلَمْ يَقْبَلْهَا نُورُ الدِّينِ مِنْهُ، وَتَغَيَّرَ عَلَيْهِ وَعَزَمَ عَلَى الدُّخُولِ إِلَى مِصْرَ وَإِخْرَاجِهِ عَنْهَا، وَظَهَرَ ذَلِكَ}}((انتبه فابن الأثير دقيق في العبارة، فهو يرجح أو يستظهر أنّ رجوع صلاح الدين أو اعتذاره بعذر غير مقبول جعل النور الدين يتغير عليه)).
و علّق سماحته قائلاً:
[[1ـ بكلّ تأكيد لا يقبل نور الدين الاعتذار وكل عاقل لا يقبل الاعتذار .2ـ وهنا أود الإشارة الى ما نذكره دائمًا من بطلان ما يزعمه ابن تيميّة وأئمته ويؤسّسون له وعليه من قياس الأمور على المعارك والغزوات والانتصارات والفتوحات، فلا ملازمة بين ذلك وبين الحق والكون على الحق والصدق على الحق والثبات على الحق.
3ـ فسيرةُ الأنبياء وواقعُ حالهم يشهدُ لهم بالإمامة، بالرغم من تمكّن الأعداء منهم والاستخفاف بهم وسبّهم ولعنهم والافتراء عليهم واتّهامهم بشتّى التُهَمِ واستضعافهم وتطريدهم وتشريدهم وتقتيلهم.
4ـ وسيّدنا إبراهيم الرسول النبيّ الإمام الأمّة لم يملك ولم يتسلّط ولم تنعقد له خلافة، وهو الإمام أبو الأئمّة والرُسُل والأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم وعلى خاتمهم وعلى أهل بيته).
5ـ وها هو صلاح الدين القائد الإسلامي البطل الشجاع الفاتح خرج بنفسه ومن ذاته للغزْوِ وتحرير بلاد الإسلام والمسلمين ومقدّساتهم وتطهيرها من الفرِنج، لكنّه سرعان ما تراجع عن عزمه بعد خروج نور الدين بجيشه ليؤازره في الغزْوِ وفتْح البلدان؛ لاحتماله أنّ سلطانه وملكه سيكون مهددًا بالانتصار على الفرِنج، والتهديد المحتمل يأتي من نور الدين، قائدِه الأصلي، والمنعم عليه وعلى أهلِهِ، ومولاه ومولاهم، وولي أمرِه واَمرِهم.
6ـ ولا يخفى على كلّ العقلاء الطبيعة البشريّة في عدم الاكتفاء لا بسلطة ولا مال ولا بجبل من ذهب ولا بجبلين، بل سيبتغي ثالثًا ورابعًا وكلّ الجبال، فدافِعُ الغزو وتوسعة الملك والسلطة طبيعة بشريّة ثابتة قطعًا ويدل عليها واقع الحال عند الحكام في مشارق الأرض ومغاربها وفي جميع الأديان والملل والنحل وحتّى عند المجتمعات القروية والبدائية وفي كلّ الأزمان، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّه لا يوجد عصمة عندهم.
7ـ ولهذا كان الخليفة الثاني عمر شديدًا جدًا في متابعة ومحاسبة الولاة ولا يتأخر في محاسبة ومعاقبة المقصر منهم الى المستوى الذي خاف منه حتى معاوية فصار أطوع له من خادمه يرفأ، فأين هؤلاء القادة والملوك والسلاطين من الخليفة عمر وحكومته؟!!]]