المركز الاعلامي / 18 تشرين الثاني 2016.
اوضح المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ان المسيح ينتظر المهدي (عليه السلام) والحواريين ينتظرون المهدي عليه السلام، الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ينتظر المهدي (عليه السلام)، الصحابة الأخيار صحابة النبي الصحابة الراضون المرضيون ينتظرون المهدي، أهل البيت ينتظرون المهدي (عليه السلام)؛ كي يشهدوا النصر والفتح، كي يشهدوا التمكين وإظهار الدين وإتمام النور، جاء هذا في تفسيره للآيات الكريمات في سورة الصف:-قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) … وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) … يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8))
وقال المرجع الصرخي ” إن الله وعد بأنه سيتم نوره، إذن يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ”
وواصل سماحته القول (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33))
واكد سماحة المرجع الصرخي ” أذن هذا وعد آخر من الله سبحانه وتعالى بأنه سيظهر دينه وكل الدين على باقي الأديان، على باقي الأفكار، على باقي الملل، على باقي النحل، على باقي التوجهات، إذن هذا وعد إلهي وهو إظهار الدين.
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33))
وقال سماحته ” إذن عندي الله متم نوره، والله سبحانه وتعالى سيظهر دينه في آخر المطاف، في آخر الزمان، في آخر الأحوال، في آخر الظروف، في آخر الطور، في نهاية الأطوار.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)
وفي توضيحه للتجارة التي ذكرها الباري تعالى ” إذن ما هي التجارة التي تنجي من العذاب الأليم؟ هي الإيمان بالله وبالرسول والجهاد في سبيل الله بالأموال وبالأنفس؟ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
وواصل المرجع الصرخي ” إذن تجارة تنجيكم من عذاب أليم، ما هي التجارة؟ الإيمان بالله وبالرسول والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، ما هي النتيجة؟ يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، إذن انتهى الأمر انتهت التجارة، انتهى العقد التجاري، بيع وشراء، أخذ وعطاء، إلى هنا انتهى، لكن لاحظ الشاهد القرآني، لاحظ القرآن الشريف، لاحظ المعاني القرآنية، انتقل إلى تجارة أخرى، انتقل إلى حصة تجارية أخرى، انتقل إلى مورد تجاري آخر، انتقل إلى توجيه آخر، انتقل إلى قضية أخرى في مقابل القضية الأولى،
ولفت المرجع الصرخي الى بشارة اخرى عدها سماحته من المعاني السامية الراقية بقوله ” في مقابل التجارة الأولى، يقول سبحانه وتعالى:
(وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)) هذه بشارة أخرى، التفت جيدًا، ما هذه المعاني السامية الراقية الرسالية المتضمنة للوعد وللوعود الإلهية الصادقة، إذن إتمام النور وإظهار الدين ونصر من الله وفتح قريب، عندي إتمام نور، عندي إظهار دين، عندي تجارة تنجي من عذاب أليم، فيها إيمان بالله وبالرسول وفيها جهاد بالأموال والأنفس، مقابل هذه التجارة، عندي تجارة أخرى ، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين”
واردف القول ” التفتوا جيدًا: إذن توجد إشارة وهي قوله: وأخرى تحبونها، مع العلم أن النصر والفتح ممكن أن يتحقق من خلال التجارة الأولى، من خلال التجارة التي تنجي من عذاب أليم، أيضًا فيه جهاد، جهاد بالأموال والأنفس، إذن هنا يتحدث عن جهاد آخر، يتحدث عن نصر آخر، يتحدث عن فتح قريب آخر، يتحدث عن بشرى أخرى.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)) مجموعة آيات من سورة الصف.
وتابع سماحته القول ” إذن يوجد إظهار للدين، يوجد إتمام للنور، يوجد نصر وفتح قريب، أين هو؟ هل تمتع عيسى عليه السلام بهذا؟ هل تمتع أنصار عيسى الحواريون بهذا الإتمام للنور وبإظهار للدين والنصر والفتح القريب؟ هل تمتع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيت الرسول والصحابة الأخيار هل تمتعوا بهذا الإظهار والإتمام للنور وإظهار الدين والفتح والنصر القريب؟ هل تمتع الحواريون وصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل تمتع جميع هؤلاء بالتمكين وحصول النصر والفتح القريب؟ هل عاشوا هذه الحالة؟ هل عاشوا هذا الطور؟ هل عاشوا هذه الفترة؟ هل شهدوا النصر؟ هل شهدوا الفتح؟ هل شهدوا التمكين وإتمام النور وإظهار الدين؟ أين هم من هذا؟ ماذا ننتظر؟ ماذا ينتظرون؟ المسيح ينتظر المهدي عليه السلام، الحواريون ينتظرون المهدي عليه السلام، الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ينتظر المهدي عليه السلام، الصحابة الأخيار صحابة النبي الصحابة الراضون المرضيون ينتظرون المهدي، أهل البيت ينتظرون المهدي عليه السلام؛ كي يشهدوا النصر والفتح، كي يشهدوا التمكين وإظهار الدين وإتمام النور.
وعلق سماحته بالقول :-
أولًا: انتصرت الإرادة والقدرة الإلهية على معسكر الكفر والشياطين الذين أرادوا أن يطفئوا نور الله تعالى.
ثانيًا: بقي الوعد الحق والبشرى بالنصر والفتح وإتمام النور وإظهار الدين الذي ننتظر جميعًا تحققه بإذن الله تعالى.
ثالثًا: بشارة إلهية يبلغها عيسى عليه السلام فيبشر برسول الله أحمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) بل إنها بشارة موسى في التوراة وقد صدقها وأكدها عيسى عليه السلام في الإنجيل.
رابعًا: بشارة موسى التوراتية ثم بشارة عيسى الإنجيلية ثم تأتي البشارة المحمدية القرآنية التي تبشر بالمهدي خاتم الخلفاء الأئمة المصلحين عليه السلام الذي يكون على يديه النصر والفتح القريب، قال تعالى: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) وقد جعل القرآن هذا المعنى في مقابل الجهاد بالأموال والأنفس والذي يحتمل فيه أيضًا نصر وفتح، (هذه التجارة الأولى، التجارة المنجية، أيضًا فيها جهاد بالأموال والأنفس، وفي هذا الجهاد أيضًا يحتمل فيه النصر والفتح) قال تعالى: (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)) لكن هذا الجهاد والنصر يختلف عن النصر والفتح القريب البشرى للمؤمنين الذي يكون في خلافة المهدي الموعود عليه السلام.
خامسًا: البشرى والوعد الإلهي يشمل الحواريين أنصار عيسى عليه السلام حتى يصبح ظاهرين، فلابد من رجوعهم في آخر الزمان لينالوا ما وعدهم الله سبحانه وتعالى، (إذن غيبة عيسى وموت الحواريين، ظهور عيسى ورجعة الحواريين) ويكون ذلك بإمامة وخلافة وقيادة المهدي ووزارة عيسى المسيح عليهم الصلاة والسلام.
جاء هذا خلال المحاضرة الثامنة من بحث (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول) بتاريخ 17 صفر 1438.