اثبت المرجع الديني الصرخي الحسني (دام ظله) ان الغاية من الخلافة والأمامة الآلهية للأصلاح وحقن الدماء في تعليق على ما ورد في تفسير ابن كثير تفسير الآية 30 من سورة البقرة , حيث أكد السيد الصرخي ان قول الملائكة عن الغاية من خلق الخليفة ليس على وجه الاعتراض على الله , ولا على وجه الحسد لبني آدم على قد يتوهمه بعض المفسرين !! وانما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة من خلافة الأرض ؟؟
ب ـ ثم قال(ابن كثير): {{إذ لو كان ذلك لما حَسُن(حَسَنَ) قول الملائكة: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} ، فإنهم أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك، ..وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على اللّه، ولا على وجه الحسد لبني آدم كما قد يتوهّمه بعض المفسرين، وقد وصفهم اللّه تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول؛ أي لا يسألونه شيئاً لم يأذن لهم فيه، وههنا لمّا أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقاً، وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها، فقالوا: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} ؟ الآية. وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء، مع أنّ منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء؟ فإن كان المراد عبادتَك فنحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك؛ أي نصلّي لك ولا يصدر منا شيء من ذلك..؟
واضاف المحقق الصرخي الحسني ان الله تعالى يعلم المصلحة من خلق الخليفة : ( قال اللّه تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال:: {إنّي أعلم ما لا تعلمون} ، أي إنّي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمونن أنتم، (فإذا كانت الملائكة التي لا تسبق الله بالقول شخصت التشخيص الخاطئ، استفهمت عم أمر لا تعلم به، فأين العقل؟ أين النورانية؟ أين الصدق؟ أين الواقع من الملائكة؟ أين القول الإلهي من الملائكة؟ وهل يقارن هذا مع بني الإنسان؟!! )
وأكد المرجع الصرخي ان الله تعالى لم يخلق كل جنس الانسان من صنف الفاسدين بل يوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون , حيث قال : (( وفي نفس المورد يشخص بأنه سيحصل الفساد منهم وسفك الدماء، إذن هل يترك للناس والفاسدين ولأكثر الناس التي تحيد عن الحق وتكرهه، هل نترك لهؤلاء أن ينتخبوا الخليفة ويختاروا ويحددوا الإمام؟!! هذه المصلحة الراجحة في الخلق، هل تترك بهذه الصورة، يترك لعموم الناس وجنس الناس المتصفون بالفساد وسفك الدماء؟!! هل يعقل أن الله سبحانه وتعالى أعلم فقط في هذا الأمر، فخلق مجموعة أو ملايين من البشر أكثرهم للحق كارهون، فكيف يجعل لهؤلاء الخصوصية والاختيار للخليفة والإمام؟!!) فإني سأجعل فيهم الأنبياء، واُرسل فيهم الرسل، ويوجد منهم الصدّيقون والشهداء والصالحون، والعُبَّاد والزهاد، والأولياء والأبرار، والمقربون والعلماء العاملون، والخاشعون والمحبّون له تبارك وتعالى المتبعون رسلَه صلوات اللّه وسلامه عليهم . ))
واضاف المحقق الصرخي :
(ونصوص كثيرة تدل على انطباع جنس الإنسان بالانحراف عن الحق والكره للحق ونصب العداء للحق وأهله، قال تعالى: لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون) وهذا خطاب للصحابة قال سبحانه: “وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون” هذا خطاب للصحابة، لمنافقي الصحابة، أين ذهبوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بعد وفاة الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث، بعد رحيل الخليفة الرابع أمير المؤمنين سلام الله عليه، أين ذهب هؤلاء المنافقون؟ هل انتهوا أو انتفوا؟ كلا بل هم موجودون ولهم التأثير والفعل وتوجيه الأمور، إذن هؤلاء يؤدون الصلاة وينفقون ويعطون الزكاة، فهم من المسلمين، ومع وجود إبليس والدجال وشياطين الجن والإنس، وقال تعالى: (أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون) وقال تعالى: (لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون) )
وقيل: ..{ إني أعلم ما لا تعلمون} أي من وجود إبليس بينكم وليس هو كما وصفتم أنفسكم به.
وقيل: بل تضمن قولهم: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبِّح بحمدك ونقدس لك} طلباً منهم أن يسكنوا الأرض بدل بني آدم، فقال اللّه تعالى ذلك: { إني أعلم ما لا تعلمون} من أنّ بقاءكم في السماء أصلح لكم وأليق بكم. ( التفت جيدًا: بمجموع الملائكة أجمعوا على شيء، ليس أهل الحل والعقد من الملائكة وإنّما كل الملائكة- وإبليس ليس من الملائكة- أجمعوا على أمر وتبين أنّ هذا الأمر قد خالف الواقع، فكيف يحصل اجماع من بني البشر على تشخيص المصلحة مقابل التشخيص الإلهي للمصلحة؟! )
[قال ابن كثير]ذكرها الرازي مع غيرها من الأجوبة واللّه أعلم}}
جاء ذلك في المحاضرة (14) من بحث ( الدولة..المارقة…في عصرالظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي 30 ربيع الاول 1438 هـ – 30 – 12 – 2016 م