أثبت المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ان اهل البيت “عليهم السلام ” هم الشجرة الطيبة التي ذكرت في القرآن الكريم ضمن عدة معاني وتطبيقات محتملة ذكرها المفسرون فمنهم من يقول بأنها المؤمن او قلب المؤمن او انها النخلة او شجرة بالجنة .. مما يعني عدم وجود ما يمنع من اضافة احتمال اخر بأن يقال ان المقصود فيها اهل بيت النبي ” عليه وعليهم الصلاة والسلام ” ولو كان الاحتمال وارد عن طريق ائمة اهل البيت فيضاف ضمن هذه الاحتمالات التي ذكرت .قال سبحانه وتعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ , أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27))
حيث علق سماحة المرجع على النص القرآني قائلا :
( ظاهر المعنى أنّ الشجرة تعطي ثمارها للآخرين وليس لنفسها، فهي خير وبركة وعطاء لمن يقصدها ويطلب منها ويأخذ منها , إذن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، هذه الكلمة الطيبة التي هي كالشجرة الطيبة وهذه الشجرة أصلهما ثابت وفرعهما في السماء، إذن الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، والشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، والصفة الأخرى أن هذه الشجرة أو الكلمة تؤتي أكلها كل حين …
وأضاف المرجع الصرخي مبينا ان زنادقة آخر الزمان استغلوا معاني الكلمة الطيبة للفتك بالناس !! :
( ومن الواضح أنّ المعاني المحتملة للكلمة الطيبة موجودة، لكن لا يمكن تصور إتيانها للاُكل بالكيفية التي ذكرناها، بل واقع الحال يُثبت خلاف ذلك من حيثُ استغلالُها في التسلّط، والظلم، والقبح، والفساد، والقتل، وسفك الدماء، كما فعلها أهل النفاق والزندقة، فادّعوا الإسلام، ورفعوا كلمة لا إله إلّا الله، شعار الإسلام، فتسلّطوا بها على رقاب المسلمين والمستضعفين، فأوقعوا فيهم أقصى وأقسى أنواع الظلم والفساد والإفساد، فصارت وَبالًا ونَقمة على الناس . )
وتعليقا ًعلى تفسير ابن كثير [قال ابن كثير] {{ والظاهر من السياق أنّ المؤمن مثله كمثل شجرة، لا يزال يوجد منها ثمرة في كل وقت، من صيف أو شتاء أو ليل أو نهار، كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح آناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين، { بإذن ربها} أي كاملًا حسنًا كثيرًا طيبًا مباركًا…}}
قال المرجع الصرخي الحسني مشيرا الى ان عمل المؤمن لا يشبّه بالثمرة !! : ( أولًا : تفسير وتأويل وتشبيه ابن كثير غير تام، فلا يتم تشبيه عمل المؤمن بالثمرة، لأنّ الشجرة تعطي وتمنح الثمرة للآخرين، فالخير والفائدة والمنفعة تكون للآخرين، أمّا في صعود عمل المؤمن، فإنّ المنفعة المرجوّة منه تعود لنفس المؤمن وليس لغيره، فمن المستبعد جدًا تصور عودة الفائدة والمنفعة من الثمرة لنفس الشجرة، فلابد أن يكون ما يصدر مِن المؤمن مِن ثمار فيها منفعة وخير للآخرين. )
وأضاف السيد الصرخي مطالبا ً ابن كثير ببيان الشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كلّ حين!!! حيث قال : ( كيف تؤتي الشجرة أكلها كل حين؟!! وهل يوجد على وجه الأرض شجرة تعطي ثمارها في كل الفصول، والشهور، والأيام، والساعات، بل والدقائق، واللحظات، في كل الأزمان، وفي كل بلد ومكان؟!! )
وأضاف المرجع الصرخي الحسني عدة معاني الى الشجرة الطيبة دون تكفير واباحة دم كما يفعل الدواعش مارقة أخر الزمان :
( ذكروا عدة معاني للشجرة الطيبة منها: النخلة، جوز الهند، كل شجرة تثمر تعطي ثمرًا طيبًا، شجرة في الجنة، قلب المؤمن، المؤمن، كما ذكروا عدة معاني للكلمة الطيبة منها: الكلمة الحسنة، الطاعة والعبادة لله، الشكر والثناء لله، لا إله إلّا الله، القرآن، الإيمان، سنضيف لذلك معاني محتملة أخرى وللمتلقي الحرية والاختيار في القبول أو عدمه دون تكفير وإباحة دم وعِرض ومال. )
كما وأكد المرجع الصرخي ان الشجرة الطيبة هم اهل البيت عليهم السلام لما ورد في تفسير العيّاشي: عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً}، هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيّه (صلىَّ الله عليه وآله وسلم)، ولمن عاداهم هو قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}}.
حيث ان الامام الصادق عليه السلام سئل عن الشجرة في الآية: فقال (عليه السلام): {{رسول الله (صلىَّ الله عليه وآله وسلم) أصلها، وأمير المؤمنين (عليه السلام) فرعها، والأئمّة ذريّتهما أغصانها، وعلم الأئمّة ثمرتها…}}.