اكد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ان الله تعالى والنبي واهل بيته والصحابة والخلفاء لا يحتاجون الى ايمان احد , وكل من يسير في طريق الله ويكون مع الله فهو غني عن ايمان الناس وأتباعهم , في اشارة منه ان الاصل هو حاجة الناس لأتباعهم الحق والتزامهم بمن يمثل الحق والحق , وصاحبه غني عنهم , وكما قال تعالى (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ )
، مضيفا سماحته ” هل علي يحتاج إلى كثرة المتشيعين والشيعة وهل يحتاج أبو بكر وعمر كثرة المتسننين والسنة ؟ ” جاء هذا خلال تفسيرة للايات الشريفات من سورة البقرة
قال العلي العظيم: (بسم الله الرحمن الرحيم الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) … وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)). إذن هذه هي أيام الله، وعندي خروج وإخراج من الظلمات إلى النور، وعندي قبل هذا كان خروج وإخراج من الظلمات إلى النور
وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)
و أكد المرجع الصرخي متسائلا ” هل يحتاج الله سبحانه وتعالى لإيمان زيد أو عمر أو بكر أو خالد أو جعفر أو مهند أو كريم أو س أو ص من الناس، الله غني عنهم، الله غني عن الجميع، فمن كان مع الله، فمن كان في طريق الله هل يحتاج إلى إيمان الناس؟ هل يفتقر إلى إيمان الناس أو هو غني عن الجميع لأنه مع الله سبحانه وتعالى؟ فهل النبي يحتاج إلى إيمان الآخرين، إيمان الصحابة وغير الصحابة؟ هل أهل البيت يحتاجون إلى إيمان الصحابة وإيمان الشيعة وغير الشيعة؟ هل الصحابة يحتاجون إلى إيمان غيرهم؟
واضاف سماحته ” هل الصحابة يحتاجون إلى إيمان الآخرين، إلى إيمان باقي الصحابة، إلى إيمان التابعين، إلى إيمان تابعي التابعين، إلى إيمان الناس التي تعيش في هذا العصر في هذا الزمان؟ هل أئمة المذاهب هل العلماء هل الأولياء يحتاجون إلى إيمان الأتباع إلى إيمان المقلدين، إلى إيمان الناس، إلى كثرة المؤمنين وهم الأئمة الصحابة الأنبياء الأولياء هم مع الله، هم في طريق الله ”
واكد القول ” الله غني عن العالمين، المؤمن السائر في طريق الله غني عن العالمين، فهل يحتاج علي سلام الله على علي إلى كثرة المتشيعين والشيعة؟ هل يحتاج أبو بكر وعمر، هل يحتاج الخلفاء إلى كثرة المتسننين والسنة؟ هل يحتاج علي وأبو بكر وعمر وباقي الصحابة هل يحتاجون إلى كثرة الأتباع، إلى كثرة من يتشيع لهم؟ من كان في طريق الله، من كان مع الله فلا يحتاج إلى الناس، فهو غني عن الناس
واكمل سماحته :-
قال تعالى: وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) يعني أن موسى عليه السلام غني عنكم، لا يحتاج لهذا الإيمان؛ لأنه مع الله، الله غني عنكم فموسى غني عنكم، فمحمد غني عنكم صلى الله على محمد وآل محمد، فأهل البيت في غنى عنكم، الصحابة في غنى عنكم.
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12))
وتحدث المرجع الصرخي عن حال وواقع الرسل بقوله ” إذن وصف لحالة، وصف لواقع، الرسل والكلام عن رسل وعن عنوان عام يشمل الرسل وصيغة الجمع استخدمت في الخطاب القرآني بخصوص الرسل وأيضًا بخصوص الأقوام، قال: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ … جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ، إذن يتحدث عن مجموع الرسل وعن مجموع الأقوام، عن مجموع الممثلين للخط الإلهي وللرسالة الإلهية وعن مجموع الجاحدين والكافرين والمشككين، التفت إلى الخطاب، كأنما الخطاب هو خطاب واحد، تعدد الألفاظ والأساليب، لكن المعنى واحد، جاءتهم رسلهم بالبينات، هذا عنوان هذا معنى واحد، ما هي النتيجة ورد الفعل من كل الأقوام؟ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ، بعد هذا أيضًا كلام واحد ومعنى واحد بالرغم من اختلاف الأزمان والأماكن والألفاظ، يقول: قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى،
وقال المرجع الصرخي” إذن كل الإجابات كانت تتضمن هذا المعنى، تتضمن التأجيل مع الصبر، إذن يوجد صبر ويوجد تأجيل، يوجد انتظار، قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (أيضًا إجابة واحدة) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)
إذن التوكل على الله والسلطان يأتي بإذن الله سبحانه وتعالى، على يد هذا الشخص، أو على يد ذاك الشخص، على يد هذا النبي أو ذاك النبي، هذا الإمام أو ذاك الإمام، هذا الخليفة أو ذاك الخليفة، وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ.
لاحظ سبل عديدة، أنبياء كثر، وأئمة كثر، وأولياء كثر، والطريق واحد، سبل كثيرة لكن كل السبل الصحيحة النقية التقية تؤدي إلى الله سبحانه وتعالى.