ومما نقله المرجع :
في مجموع الفتاوى سُئل ابن تيمية، هل المدينة من الشام؟
فأجابَ: {{مدينة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحجاز باتفاق أهل العلم، ولم يقل أحد من المسلمين و لا غيرهم إنّ المدينة النبوية من الشام، وإنّما يقول هذا جاهلٌ بحدِّ الشام والحجاز، جاهل بما قاله الفقهاء و أهل اللغة و غيرهم، ولكن يُقال المدينة شامية، ومكّة يمانية: أي المدينة أقرب إلى الشام، ومكّة أقرب إلى اليمن، وليست مكّة من اليمن ولا المدينة من الشام،
وقد أمر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في مرض موته: أن يَخرُجَ(يُخرَج) اليهودُ والنَّصارى من جزيرة العرب، وهي الحِجاز، فأخرجَهم عمر(رض) مِنَ المدينة وخيبر ويَنبُع واليَمامَة ومخاليف هذه البلاد، ولم يُخرِجْهم من الشام، بل لما فَتَحَ الشام أقرَّ اليهودَ والنصارى بالأردن وفلسطين وغيرِهِما، كما أقرَّهُم بدمشق وغيرِها}}مجموع الفتاوى28: ابن تيمية
وعلق عليه السيد الصرخي :
أقول: على منهج ابن تيمية في منع وتحريم وتجريم التأويل، فإنّ المدينة تكون من بلاد الشام!! لكن يا تُرى لماذا يصير ابن تيمية جهميًّا أصليا في الكثير من المرّات فيسلك منهج التأويل ومنه هذا المورد، فأوَّلَ{المدينة شامية} إلى {المدينة أقرب إلى الشام}؟! فهل هي مقتضيات السياسة أو مقتضيات الإستكبارِ والمغالطةِ وحَشْوِ الكلام؟!!
كما اكد المرجع مغالطات التيمية وابتعادهم عن التشخيص الحقيقي لكل مكان وجهة كما في تسمية العراق وهو لم يكن موجودا بحسب ما يستدل به من روايات بل كان تحت سطوة وسلطة بلاد فارس ولم يكن بلدا اسلاميا حينها فلا ضرورة تثبت على ما يحاول المدلسة ائمة التيمية ومنهم الشيخ الألباني في ابعاد الوصف الذي جاء في الرواية بوصف النبي صلى الله عليه واله وسلم حول نجد وان منها يخرج قرن الشيطان ليدفع بذلك مايحمل من حديث على محمد بن عبد الوهاب فلجأ الألباني الى التدليس بالروايات واعتبر ان نجدا هي العراق انذاك في محاولة غريبة من نوعها لا تختلف عن قولهم في سطحية الأرض وثبوتها وحركة الشمس !!!
مع ان روايات عديده في الصحيحين لم يرد فيها عبارة ان نجد هي العراق بل يذكر العراق في روايات المواقيت بشكل مستقل عن نجد فيما تشير بعض الروايات على ان العراق انذاك اساسا لم يكن موجودا بحسب الرواية بل ان من ذلك يثبت ان العراق كان تحت بلاد فارس ويشمل بالوثنية والمجوسية ؟!
حيث قال المرجع الصرخي :
لمّا كان العراق موجودًا قبل البعثة النبوية الشريفة(صلى الله على رسولنا المبعوث وعلى آله وسلّم)، وكان العراق تحت سلطان كِسرى الفرس، فإنّه لا يكون معنى لقول الصحابي ابن عمر(رض) { لم يكن عراق يومئذ}، إلّا كون العراق ليس من البلاد الإسلاميّة وأنّ أَهلَهُ ليسوا مسلمين، ومن هنا لا نتصوّر أبدًا أن يتحدّثَ ويسألَ الصحابة بل ويطلبوا الدعاء من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) للعراق وأهل العراق أسوةً بمكة والمدينة والشام، فيُستَبعَد ما ورَدَ { فقال رجل يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وفي عراقنا؟}!!!، وأكثر من ذلك فإنّ العراق في ذلك الزمان كان وثنيًّا مجوسيًّا موطنا للسحر والشعوذة والفتن والآثام فهو تجسيد لقَرْن الشيطان بل للشيطان فلا يُناسب أن يُقال عنه إنّه منه يخرج قَرْن الشيطان، بل لا يكون أي نبوءة في الكلام المنسوب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّ الفتن والشيطان وقرن الشيطان متحقّقة فعلًا في العراق، فلا تبقى مناسبة للقول{بها الزلازل والفتن، وفيها يَطلُع قَرْن الشيطان}!!!
1ـ البخاري: الإعتصام بالكتاب: ..عَنِ ابْنِ عُمَرَ(رض) قال: {{وَقَّتَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قَرْناً لأَهْلِ نَجْدٍ، وَالْجُحْفَةَ لأَهْلِ الشَّأْمِ، وَذَا الْحُلَيْفَةِ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ(ابن عمر): سَمِعْتُ هَذَا مِنَ النَّبِىِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وَبَلَغَنِى أَنَّ النَّبِىَّ (صلى الله عليه وآله وسلم)قَالَ :«وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمُ»، وَذُكِرَ الْعِرَاقُ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ عِرَاقٌ يَوْمَئِذٍ}}.
اثبت ذلك السيد الصرخي خلال المحاضرة 18 من بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري 19 جمادي الاولى 1438 هــ / 17 – 2 – 2017 في أسطورة (35): الفتنة.. رأس الكفر.. قرن الشيطان!!!: الكلام في جهات :
الجهة الأولى …
الجهة الثانية …
الجهة الثالثة: لم يكن عراق.. كانت تبوك ولم يكن شام!!
أولًا: مكّة والمدينة كانتا تحت سلطة المسلمين والرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم)، فَمِن الطبيعي أن يذكرهما النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في دعائه لهما بلحاظ الأرض وبركات الأرض وعطائها وبلحاظ ساكنيها وعدم صدور الفتن منهم ووقوعهم فيها، فيقول(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) {اللهم بارك لنا في مكَّتِنا، اللهم بارك لنا في مدينَتِنا}
ثانيًا: أـ قد ثبت أنّ تبوك كانت تحت سلطان المسلمين وحُكمِ النبي الصادق الأمين(عليه وعلى آله الصلاة والتسليم) وكانت
تبوك من أرض الشام، فبلحاظها يكون من الطبيعي جدًّا أن يصدر دعاء بالبركة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول{ اللهم بارك لنا في شامِنا}: ففي صحيح مسلم: كتاب الفضائل: ..مُعَاذ بْن جَبَلٍ، قَالَ: {{خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَكَانَ يَجْمَعُ الصَّلاَةَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا أَخَّرَ الصَّلاَةَ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا ثُمَّ قَالَ(صلى الله عليه وآله وسلم): «إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِىَ النَّهَارُ فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِىَ»، فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلاَنِ وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَىْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله وسلم): «هَلْ مَسَسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا»، قَالاَ نَعَمْ، (( هذه عبارة نقلتها كما هي مع التحفّظ عليها، وهي تحتاج إمّا تأويل أو رفض، وقد ذكرنا سابقًا في بحث السبّ أنّ اللعن والزجر أيضًا يدخل تحت عنوان السبّ العام)) فَسَبَّهُمَا النَّبِىُّ(صلى الله عليه وآله وسلم): وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ!!! ((التفت جيدًا: عندما يكون الخليفة الأموي، الخليفة السفياني من نهجه وسلوكه وطبيعته وأخلاقه أن يراقب الناس من الشقوق كما فعل الحكم أو يستخدم الفحش والكلام البذيء فضلًا عن باقي أنواع السبّ، فبالتأكيد يوجد الكثير من وعاظ السلاطين من الذين يعتبرون من أمثال هذا من أولياء الأمر أو من الأئمّة الاثني عشر فحتمًا سيدسّون في الأحاديث أحاديثَ فيها أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تصرّف بتصرّفات تشبه تصرّفات هذا الفاسق أو هذا الضال))، ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعَيْنِ قَلِيلاً قَلِيلاً حَتَّى اجْتَمَعَ فِى شَىْءٍ، وَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) فِيهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ(غَزِيرٍ) حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ ثُمَّ قَالَ(صلى الله عليه وآله وسلم):«يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَا هُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا»}} (( لاحظ، هذه الأرض التي باركها الله تعالى. وهنا إشارة للمارقة لجماعة الأمرد: توجد عشرات ومئات الشواهد تدلّ على أسطورية وخرافة ما يقولون، التفت، قال مسلم: وَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) فِيهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ(غَزِيرٍ) حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ. ليست فقط هذه الثمرة وهو جريان الماء المنهمر بل ترتب على فعل الرسول أكثر من هذا فقَالَ(صلى الله عليه وآله وسلم):«يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَا هُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا» فما هو السبب؟ لماذا جرت العين بماء منهمر ولماذا سيرى الناس المكان مملوءا جنانا؟ السبب هو حصول فعل واحد لا أكثر وهو ( المسّ) ماء مسّ جسد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أيّها المارقة لا يوجد تأويل هنا؛ فلم يحصل دعاء حتّى تقول نحتاج إلى النبي والنبي يدعو فتتحقق الاستجابة، فهنا لا يوجد دعاء ولا وضوء وإنّما غسل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يديه ووجهه وأعاد الماء، فهذه هي بركة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) هذه هي بركة جسد النبي، هذه هي بركة يد ووجه النبي سلام الله عليك يا رسول الله ))
أقول: لأنّ تبوك من أرض الشام ولأنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال عن تبوك: {قَدْ مُلِئَ جِنَانًا}، فإنّ ذلك يناسب أن يدعوَ لها بالبركة وبعنوان الشام، فقال(صلى الله عليه وآله وسلم){اللهم بارك لنا في شامِنا}، إضافة لكون تبوك من أرض الشام.
ب ـ تكون المسألة أكثر ثبوتًا ووضوحًا بلحاظ تيماء التي تقع بين المدينة المنوّرة وتبوك، وتيماء أقرب للمدينة، وتقع تيماء جنوب شرق تبوك وتبعد عنها بحوالي 265 كم، حيث ثبت كون تيماء من أرض الشام وليست من أرض الجزيرة، وذلك بلحاظ ما فعله الخليفة الثاني عمر(رض) لما أجلى اليهود من الجزيرة إلى تيماء وأريحاء، فبالأولويّة القطعيّة تكون تبوك من أرض الشام:
1ـ مسلم: الجهاد والسِيَر: ..أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: {{أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) يَقُولُ«لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لاَ أَدَعَ إِلَّا مُسْلِمًا»}}
2ـ ..عَنِ ابْنِ عُمَرَ(رض) قَالَ: {{أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ(رض) أَجْلَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) لَمَّا ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ (أَهْلِ خَيْبَرَ) أَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، وَكَانَتِ الأَرْضُ حِينَ ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وَلِلْمُسْلِمِينَ، وَأَرَادَ(صلى الله عليه وآله وسلم) إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، فَسَأَلَتِ الْيَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) لِيُقِرَّهُمْ أَنْ يَتْرُكَهُمْ بِهَا أَنْ يَكْفُوا عَمَلَهَا وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم):« نُقِرُّكُمْ بِهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا »، فَقَرُّوا بِهَا(فَأُقِرُّوا) حَتَّى أَجْلاَهُمْ عُمَرُ(فِى إِمَارَتِهِ) إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَاءَ(أَرِيحَا)}}البخاري: المزارعة // البخاري: فرض الخمس// مسلم: المساقاة
3ـ البخاري: الشروط: {{..عَنِ ابْنِ عُمَرَ(رض) قَالَ: لَمَّا فَدَعَ أَهْلُ خَيْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَامَ عُمَرُ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) كَانَ عَامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَقَالَ(صلى الله عليه وآله وسلم):« نُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللَّهُ»، وَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى مَالِهِ هُنَاكَ فَعُدِىَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَفُدِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ، وَلَيْسَ لَنَا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرُهُمْ، هُمْ عَدُوُّنَا وَتُهْمَتُنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ إِجْلاَءَهُمْ، فَلَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ أَتَاهُ أَحَدُ بَنِى أَبِي الْحُقَيْقِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتُخْرِجُنَا وَقَدْ أَقَرَّنَا مُحَمَّدٌ(صلى الله عليه وآله وسلم) وَعَامَلَنَا عَلَى الأَمْوَالِ، وَشَرَطَ ذَلِكَ لَنَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: أَظَنَنْتَ أَنِّي نَسِيتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله وسلم):«كَيْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ خَيْبَرَ تَعْدُو بِكَ قَلُوصُكَ، لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ ؟»، فَقَالَ: كَانَتْ هَذِهِ هُزَيْلَةً مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ(صلى الله عليه وآله وسلم)، قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، فَأَجْلاَهُمْ عُمَرُ وَأَعْطَاهُمْ قِيمَةَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ الثَّمَرِ مَالًا وَإِبِلًا وَعُرُوضًا، مِنْ أَقْتَابٍ وَحِبَالٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ}}.
4ـ سنن أبي داوُد : 3034 قَالَ أَبُو دَاوُد قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ أَخْبَرَكَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: {عُمَرُ(رض) أَجْلَى أَهْلَ نَجْرَانَ وَلَمْ يُجْلَوْا مِنْ تَيْمَاءَ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ فَأَمَّا الْوَادِي فإنّي أرى إنّما لم يُجْلَ مَنْ فيها من اليهود أنّهم لم يَرَوْها من أرض العرب}سنن أبي داود3// المهذب في اختصار السنن الكبير7
5ـ في مجموع الفتاوى سُئل ابن تيمية، هل المدينة من الشام؟
فأجابَ: {{مدينة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحجاز باتفاق أهل العلم، ولم يقل أحد من المسلمين و لا غيرهم إنّ المدينة النبوية من الشام، وإنّما يقول هذا جاهلٌ بحدِّ الشام والحجاز، جاهل بما قاله الفقهاء و أهل اللغة و غيرهم، ولكن يُقال المدينة شامية، ومكّة يمانية: أي المدينة أقرب إلى الشام، ومكّة أقرب إلى اليمن، وليست مكّة من اليمن ولا المدينة من الشام،
وقد أمر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في مرض موته: أن يَخرُجَ(يُخرَج) اليهودُ والنَّصارى من جزيرة العرب، وهي الحِجاز، فأخرجَهم عمر(رض) مِنَ المدينة وخيبر ويَنبُع واليَمامَة ومخاليف هذه البلاد، ولم يُخرِجْهم من الشام، بل لما فَتَحَ الشام أقرَّ اليهودَ والنصارى بالأردن وفلسطين وغيرِهِما، كما أقرَّهُم بدمشق وغيرِها}}مجموع الفتاوى28: ابن تيمية
أقول: على منهج ابن تيمية في منع وتحريم وتجريم التأويل، فإنّ المدينة تكون من بلاد الشام!! لكن يا تُرى لماذا يصير ابن تيمية جهميًّا أصليا في الكثير من المرّات فيسلك منهج التأويل ومنه هذا المورد، فأوَّلَ{المدينة شامية} إلى {المدينة أقرب إلى الشام}؟! فهل هي مقتضيات السياسة أو مقتضيات الإستكبارِ والمغالطةِ وحَشْوِ الكلام؟!!
ثالثًا: لمّا كان العراق موجودًا قبل البعثة النبوية الشريفة(صلى الله على رسولنا المبعوث وعلى آله وسلّم)، وكان العراق تحت سلطان كِسرى الفرس، فإنّه لا يكون معنى لقول الصحابي ابن عمر(رض) { لم يكن عراق يومئذ}، إلّا كون العراق ليس من البلاد الإسلاميّة وأنّ أَهلَهُ ليسوا مسلمين، ومن هنا لا نتصوّر أبدًا أن يتحدّثَ ويسألَ الصحابة بل ويطلبوا الدعاء من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) للعراق وأهل العراق أسوةً بمكة والمدينة والشام، فيُستَبعَد ما ورَدَ { فقال رجل يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وفي عراقنا؟}!!!، وأكثر من ذلك فإنّ العراق في ذلك الزمان كان وثنيًّا مجوسيًّا موطنا للسحر والشعوذة والفتن والآثام فهو تجسيد لقَرْن الشيطان بل للشيطان فلا يُناسب أن يُقال عنه إنّه منه يخرج قَرْن الشيطان، بل لا يكون أي نبوءة في الكلام المنسوب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّ الفتن والشيطان وقرن الشيطان متحقّقة فعلًا في العراق، فلا تبقى مناسبة للقول{بها الزلازل والفتن، وفيها يَطلُع قَرْن الشيطان}!!!
1ـ البخاري: الإعتصام بالكتاب: ..عَنِ ابْنِ عُمَرَ(رض) قال: {{وَقَّتَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قَرْناً لأَهْلِ نَجْدٍ، وَالْجُحْفَةَ لأَهْلِ الشَّأْمِ، وَذَا الْحُلَيْفَةِ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ(ابن عمر): سَمِعْتُ هَذَا مِنَ النَّبِىِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وَبَلَغَنِى أَنَّ النَّبِىَّ (صلى الله عليه وآله وسلم)قَالَ :«وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمُ»، وَذُكِرَ الْعِرَاقُ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ عِرَاقٌ يَوْمَئِذٍ}}.