اكد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في المحاضرة الثالثة عشرة من بحث ( السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد ) ان الصحابة الاجلاء استغربوا من حديث شد الرحال مشيرا ًسماحته ان ما رواه مسلم في حديث الحد فيه اضطراب، وقد اورد المحقق الصرخي ما رواه مسلم، في كتاب الحج، عَنْ قَزَعَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا فَأَعْجَبَنِى فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه {وآله} وسلم؟ قَالَ: فَأَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه {وآله} وسلم- مَا لَمْ أَسْمَعْ! قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه {وآله} وسلم- لاَ تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِى هَذَا وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ يَوْمَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا أَوْ زَوْجُهَا.
وعلّق المرجع الصرخي بقوله ” لماذا أعجب قزعة بالحديث؟ فهل هذا يدلّ على غرابة ما سمع حيث أنّه لم يسمعه من قبل، والمفروض أن لا يكون الحديث غريبًا بل يكون مشهورًا وشائعًا ومتواترًا لفظًا أو معنى أو لفظًا ومعنى، حيث القصد والتواجد والمكوث اليوميّ للصحابة والمسلمين في المسجدين الحرام والنبوي فكيف لم يسمعوا ولم تشتهر بينهم رواية شدّ الرحال؟!!”
واضاف ” إنّ الرواية تحدّثت عن حديث سمعه قزعة فأعجب به بينما نجد الرواية قد انتهت بذكر حديثين، حيث أضاف حديث سفر المرأة فهل إضافة هذا العنصر للحديث يحتمل أن يراد منه التشويش على الفكر وعدم التركيز على العنصر الآخر وهو شدّ الرحال، بل يكون مقبولًا ضمنًا وبقوة قبول العنصر المضاف وعلى كل حال فإنّ الاختلاف بين صدر الرواية وذيلها يمكن أن يدلّ على الاضطراب في الرواية ”