المركز الاعلامي / 14 تشرين الاول 2016.استغرب المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) من محاولة البخاري لنسخ حديث بدء الوحي في صحيحه وفي كتب (بدأ الوحي، التفسير والتعبير) متسائلا سماحته “هل هذه القضية مقصودة أم غير مقصودة؟ نفس الرواية، نفس الرواة، نفس الراوي، نفس الكتاب يذكر مرة في بدء الوحي، ومرة في التفسير، ومرة في التعبير”
وذكر سماحته ما رواه عَنْ ابْنِ شِهَابٍ في كتاب بدء الوحي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ {وآله} وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، وَكَانَ يَخْلُو {فكان يلحق} بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ {فتزوده} لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ …… الحديث
واضاف سماحته حديث آخر لأبن شهاب في صحيح البخاري في كتاب التفسير، عن عروة بن الزبير، أخبره أنّ عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. البخاري، التفسير، سورة العلق.
وقال المرجع الصرخي” يظهر لكل قارئ ومستمع أنّ الحديث مبتور، فما علاقة فتور الوحي عندما يقول: أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي. وهنا يقول: ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ما علاقة وفاة ورقة وفتور الوحي وحزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ حزن على فتور الوحي وما علاقة فتور الوحي وحزن النبي بوفاة ورقة حتى يأتي أو يكون السياق بهذه الصورة؟ أو هل حزن النبي على وفاة ورقة أو على فتور الوحي؟ أو هل حزن على فتور الوحي وما علاقة هذا بوفاة ورقة؟ ”
وأردف القول” يظهر لكل قارئ ومستمع أنّ الحديث مبتور، فما علاقة فتور الوحي بموت ورقة وعدم نصره نصرًا مؤزرًا لرسول الله عليه وآله الصلاة والسلام؟ فإخراج قومه له عليه وآله الصلاة والسلام حصل بعد سنين طوال، ثم ما علاقة ذاك بحزن النبي الأمين عليه وآله الصلاة والتسليم؟ ويتضح الجواب من خلال الاطلاع على الرواية التي يرويها البخاري نفسه في كتاب التعبير ”
وواصل سماحته التحقيق مؤكدا ان الحديث فيه بتر وقطع ” يقول: وإن يدركني يومك حيًا أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي. وفتر الوحي مع وفاة ورقة دون أن ينصر النبي نصرًا مؤزرًا، ما علاقة فتور الوحي وحزن النبي مع وفاة ورقة وعدم نصره نصرًا مؤزرًا للنبي، علمًا بأنّ وفاة ورقة سبق قضية العداء من قريش ومحاربة قريش للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإخراج قريش للنبي من مكة. بينهما سنين طوال فما علاقة هذا بهذا؟ إذًا يوجد بتر، يوجد قطع، يوجد نقص في الرواية ”
وكعادته في اثراء التحقيق بالادلة والبراهين حيث ذكر المرجع الصرخي نفس الحديث مذكور في صحيح البخاري / كتاب التعبير، قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: … ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال،…..
وقال سماحته مفسرا ( يتردى من رؤوس شواهق الجبال)” يعني هذا الحزن وصل إلى أن النبي حاول أن يرمي نفسه، أن يتردى من رؤوس شواهق الجبال، عدة مرات، مرارًا كثيرة أراد الانتحار، قطع الوحي فأراد أن ينتحر، عدة مرات أراد الانتحار من شواهق الجبال، هذه الإضافة ”
وتابع المرجع الصرخي القول ” …. فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدّى له جبريل، فقال يا محمد: إنّك رسول الله حقًا، فيسكن لذلك جأشه وتقرّ نفسه، فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي، غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك، قال ابن عباس: (فالق الإصباح) ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل ”
وناقش سماحته طريقة البخاري في نسخ الرواية في الكتب الثلاث في صحيحة بقوله ” كانت الرواية الأولى في صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، والرواية الثانية في كتاب التفسير، والرواية الثالثة في التعبير، أتت فيها الزيادة، الزيادة عن أي شيء تتحدث؟ الزيادة تتحدث عن محاولة النبي عليه الصلاة والسلام الانتحار عدة مرات من شواهق الجبال. لماذا؟ لفتور الوحي عنه، انقطاع الوحي عنه. فالزيادة التي تتحدث عن فتور الوحي، عن انقطاع الوحي ومحاولة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الانتحار عدة مرات، أين ذكرها البخاري؟ أين هو المكان والمقام المناسب لذكر فتور الوحي، انقطاع الوحي؟ هل المكان المناسب في التعبير، في تفسير الرؤى؟ هل في التعبير؟ هل في الرؤى؟ هل في تفسير الأحلام أو في تفسير القرآن أو في بدء الوحي؟ ”
واردف القول مستغربا ” ما هو المناسب لذكر الوحي وفتور الوحي؟ هل في بدء الوحي أو في التفسير أو في التعبير؟ الجواب بسيط، أبسط إنسان حتى لو لم يمتلك أي شيء من العلم وأي شيء من الفهم، حتى الطفل عندما يقرأ يقول: فتور الوحي، انقطاع الوحي، هل يناسب أن يذكر في بدء الوحي أو في التفسير أو في التعبير؟ طبعًا فتور الوحي، انقطاع الوحي، يذكر في بدء الوحي، في كتاب بدء الوحي، لكن البخاري لم يذكر هذا في بدء الوحي، بل لا في بدء الوحي ولا في التفسير، لأنّه ممكن أن تكون الآية، السورة تتناول الوحي، لكنه أين ذكر هذا؟ ذكره في أبعد مقام وهو التعبير، هل هذه القضية مقصودة أم غير مقصودة؟ نفس الرواية، نفس الرواة، نفس الراوي، نفس الكتاب يذكر مرة في بدء الوحي، ومرة في التفسير، ومرة في التعبير. الفقرة المقطع الخاص بالوحي لا يذكر في الوحي وإنما يذكر في التعبير ”
جاء هذا في المحاضرة السادسة عشرة من بحث (السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) التي القاها عبر البث المباشر في الانترنت بتاريخ 12 محرم 1438هـ .