أكد سماحة المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني خلال محاضرته الثالثة من مبحث ” السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ” والتي القاءها مساء يوم الجمعة الموافق 11 رمضان 1437 هـ 17/ 6/ 2016
على ان الساسة ومن يرتبط بهم من المدلسين والمفترين حرفوا الحقائق والوقائع واعطوها بعدا طائفيا سياسيا فبدل ان ينقلوا حقائق ووقائع لجوء الكثير من الشيعة الى الحكومات التي كانت تمثل الجانب السني لما فيها من امن وأمان نسبي لهم للحفاظ على انفسهم وعائلاتهم من بطش قادة وحكومات وجماعات شيعية اخرى كالزيدية مثلا تجدهم يصورون للناس على ان كل الاحداث كانت طائفية وبين الشيعة والسنة ..
وهذا ما يتبين خلال قراءة المرجع الصرخي للرويات الكاشفة عن مثل هكذا مواقف
مستدلا سماحته بهذه الرواية
قال ابن بابويه : أخبرنا ابو الحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي الخطيب رحمه الله ، قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار ، وكانا من الشيعة الإمامية ، قالا : وكان أبوانا إماميين ، وكان الزيدية هم الغالبون في استرآباد ، وكنا في إمارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي إلى الحق إمام الزيدية ، وكان كثير الإصغاء إلى الزيدية ، فخشيناهم على أنفسنا ، فخرجنا بأهالينا إلى حضرة الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن محمد أبا القائم عليهم السلام …
الشيعي ابو يعقوب يوسف والشيعي ابو الحسن علي ابناء الشيعة الامامية هربا من الشيعة الزيدية، هربا من الدولة الزيدية، هربا من مملكة الزيدية الى دولة السنة الى دولة العباسيين الى سامراء، هربا بانفسهما بعوائلهما ، خافا حتى على العائلة ، خشيا على الاطفال والنساء من الزيدية فالتجئوا الى العباسيين الى سمراء الى الامام العسكري (عليه السلام)
وعلق سماحته على الرواية منبها بقوله :
أريد الإشارة والتنبيه للباحثين ولكل المسلمين : إنَّ الواقع يختلف عن السياسة وأقوال وأفعال أهل السياسة والتابعين لهم وتَدْليساتِهم وأكاذيبِهم وافتراءاتِهم ، فالواقع كما تشير إليه الرواية في أنّ الشيعة الإمامية يهربون من بطش الشيعة الزيدية ويلتجئون الى الأمان النسبي قرب الإمام العسكري “عليه السلام” الذي يعيش تحت سلطة الخلافة العباسية السنّية ونفس الحقيقة نجدها في هروبِ الشيعة الإمامية من بطش الشيعة الفاطمية في مصر والمغرب العربي وهروبِهم الى الشام حيث الأمان النسبي في ظل الحكومات السنية في الشام
وأضاف سماحة المرجع قائلا :
لاحظ التحريف في التاريخ، شيعي امامي يهرب من دولة الزيدية هو والعيال والاطفال لا يأمن على نفسه ولا على نساءه ولا على عرضه ولا على اطفاله، يهرب من دولة شيعية وزيدية الى دولة سنية عباسية.
وواصل سماحته التعليق على الرواية بقوله :
” وكلما رجعنا في الزمان اكثر وكاثر فأننا نجد ان الصراع الطائفي لا حقيقة له بل هي قضية مفتعلة من مبتكرات وافاعيل الحكام والسلطات الفاسدة بدءا من العصر الاموي مرورا بالعباسي والى يومنا الحاضر … ”
وألفت سماحته على انه سيتناول مثل هكذا حالات ومواقف تاريخية خصوصا فيما يتعلق بزمن الخلافة الراشدة وأن كل ما كان يصدر من احكام خالية من الدوافع الطائفية التي يحاول ساسة اليوم المرجعيات وارباب المنابر الطائفيين يصورونها ويحقنون فيها اذهان الناس بعنوان نصرة المذهب حيث قال سماحته :
” اذا شاء الله تعالى ستكون لنا وقفة مع احداث الخلافة الراشدة لبيان ان ما وقعت من اخطاء وتجاوزات فإنها شملت وعمت ووقعت على الجميع وانها ترجع الى اجراءات الحاكم لتثبيت السلطة والدولة وفق تشخيصه للمصلحة التي يصيب ويخطأ فيها ولم تكن بدافع طائفي كما يصوره ائمة الضلالة المرتزقة المستأكلون واتباعهم الجهلة الناعقون فلا وجود للدوافع الطائفية في تلك الفترة وانما استحدثت الطائفية وأُصلّ لها واخذت طابعها القانوني الرسمي من قبل الامويين لتثبيت دولتهم واركان حكمهم وسلطتهم فصارت الطائفية تدميرية ضرورة سياسية سلطوية لتثبيت الحاكم والابقاء على دولته والسكوت على انحرافه وظلمه يومنا الحاضر وفسروا الاحداث السابقة على اساس ما ابتدعوه من طائفية ضالة قاتلة تدميرية”
وتأتي هذه المحاضرات ضمن سلسلة تحقيق موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي ” والتي يلقيها المرجع الصرخي الحسني “دام ظله المبارك ” اسبوعيا مساء كل جمعة ويتناول فيها المرجع الوقائع والاحداث التاريخية والقضايا المعتقدية ومدى أرتباطها بالواقع المعاصر والفتن والصراعات والضلال والانحراف الذي نخر وينخر في جسد الامة العربية والاسلامية نتيجة لانقياد المجتمعات لفقهاء السوء في اخر الزمان ومن يرتبط بهم من سياسيين انتهازيين .