حيث قال سماحة المرجع الصرخي في أثبات زيارة القبور مستدلا بروايتين في صحيح مسلم :
” في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- – كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وآله وسلم- – يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ “السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (يخرج أين؟ إلى البقيع، يذهب أين؟ إلى القبور إلى المقبرة) وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ”. صحيح المسلم/ الجنائز.
” وقال مسلم أيضًا: قَالَتْ عَائِشَةُ أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنِّى وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-. قُلْنَا بَلَى. قَالَ قَالَتْ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِيَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلاَّ أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ « مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً ». قَالَتْ قُلْتُ لاَ شَيْءَ. قَالَ « لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ». قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ « فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِى رَأَيْتُ أَمَامِي ». قُلْتُ نَعَمْ. فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَ « أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ». قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ. قَالَ « فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِىَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ».
وعلق سماحة المرجع الصرخي قائلا : (إنّ ربك يأمرك أن تأتي إلى أين؟ إلى المقبرة، تزور القبور تزور المقبرة)
قَالَتْ : قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « قُولِي السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلاَحِقُونَ ». صحيح مسلم/ الجنائز. ”
وعلق سماحة المرجع الصرخي حول الرواتين وما ورد فيها من فعل للنبي صلى الله عليه واله وسلم قائلا : ( أيضًا نحن نقول: السلام على أهل الديار المؤمنين من أعزائنا، من أبنائنا، من أخواننا، من الأخيار، من المظلومين، من المستضعفين، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.)
وقد سجل سماحة المرجع الصرخي تحليلا ً موضوعيا ً حول الرواية وما ورد فيها من حادثة بين النبي صلى الله عليه واله وسلم والسيدة عائشة : ” فقط أريد أن أسجل شيئًا هنا، الرواية رُويت عن السيّدة عائشة فيها الكثير من الكلام، والنقاش، وفقه الرواية هذا شيء ليس محل الكلام، لكن يوجد خصوصيّات في الرواية لا يعلم بها إلّا السيّدة عائشة، لم تُسمع هذه من النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، يعلم بها النبي وتعلم بها أم المؤمنين عائشة، من الذي أوصل هذه إلينا؟ من الذي حكا هذه؟ وممكن أن تسجّل على السيّدة عائشة، ممكن أن تؤخذ على السيّدة عائشة، بأيّ دليل؟ بدليل أنّ النبي قد تعامل معها على هذا الأساس، ماذا قالت؟ قالت: فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي. بعد هذا أيضًا كلام آخر شديد: أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟ وقبلها أيضًا قال لها: لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ؟ إذًا يوجد فيها تهديد، يوجد فيها نوع من التوبيخ، يوجد فيها شيء غير صحيح، غير تام، شيء أغضب النبي فأدّى به أن يتصرّف غير هذا التصرف. ماذا يدلّ هذا؟ إلى أيّ شيء يشير هذا؟ يشير إلى التصرّف الطبيعي، التفكير الطبيعي، المنهج الطبيعي، السلوك الطبيعي عن السيّدة عائشة وانتهى الأمر. “
وأضاف سماحة المرجع الصرخي الحسني دام ظله : ( يعني تفكير السيّدة عائشة، تفكير الصحابة، تفكير الخليفة الأوّل، تفكير الخليفة الثاني هذه نقاط، هذه ثوابت، هذه قواعد، هذه أصول فيما نريد أن نؤسس له من نظرية، إذًا تصرّف على الطبيعة، بدون مكر، بدون تخطيط، بدون دولة، بدون مافيا، بدون منظمة، بدون كهنوت، بدون مرجعية، بدون عمالة، تصرّف طبيعي، تقول الذي لها والذي عليها، طبعًا (للخصم) تأتي بموارد تستشكل بموارد لكن أنا أتحدث عن سياق عام وما وصل لنا، وقلنا لا يوجد عصمة توجد بعض الأخطاء، بعض التجاوزات، يوجد من دلّس على الصحابة، من دلّس على أمهات المؤمنين هذا أيضًا يؤخذ بنظر الاعتبار، لكن أتحدث عن السياق العام، وهذا السياق العام نجده أيضًا عند أبي بكر رضي الله عنه وما ورد عنه، ونجده عند الخليفة عمر رضي عنه وما ورد عنه، -عندما نتحدّث فنأتي كلما تحصل مناسبة نذكر الشواهد على ما نريد أن نؤسس له- إذًا كان التصرّف طبيعيًا فقالت الذي لها والذي عليها،”
وأشار المرجع الصرخي ان النهج الاموي والسيستاني خلاف هذا التوجه والتفكير الطبيعي للصحابة : ” أمّا لو كان على النهج الأموي، أمّا إذا كان على النهج السيستاني، هل سمعتم كل ما حصل من سفك للدماء مئات الآلاف قُتل من الناس، ملايين الناس هُجرت، هدمت البيوت، انحرفت الناس، النساء، الأطفال، المخدرات، التشبّه بالنساء، التشبّه بالرجال، المثليّون، انعدام الأخلاق تدمير البلاد، المجاعة، الأيتام، الأرامل هل يعترف السيستاني بشيء؟!! هل يعتذر عن شيء؟!! اسمعوا منه، اسمعوا من أصنامه، من عبّاده، من جلاوزته.. هل يعطون شيئًا عنه؟ هل يُنتقد بشيء؟ هل يُنتقص بشي؟ هل يؤخذ على شيء؟ مع كل هذا التدمير، كل ما حصل وكل ما يحصل يعتبر عند السيستاني وجلاوزة السيستاني وحمير السيستاني ومطايا السيستاني بأنّه من الفتوحات، وأنّه من النعم ومن الفضائل على الناس وعلى البشرية!!! حتى في التهجير، حتى عندما تغرق الناس، حتى عندما تذهب إلى بلاد الغرب وتترك الإسلام وتدخل في الديانات الأخرى، وتترك كل الدين وكل الديانات، هذه تعتبر عنده فضيلة!!! هذه مكرمة!!! هذه نعمة على الناس!!! “
كما واكد السيد الصرخي ان هذا النهج هو نفس نهج قادة التكفير الدواعش : “كما هو نهج الدواعش وقادة الدواعش أيضًا هم ماذا يفعلون؟ يتحدّثون عن دولتهم، عن تمدد دولتهم، عن انتصار، عن حقّ، عن قتل الروافض، عن قتل المرتدين، ولا يتحدّثون عن قتل عشرات الآلاف ومئات الآلاف من المسلمين من السنة ممّن يدّعون أنّهم يدافعون عنهم، آلاف وعشرات الآلاف تركوا الدين والتحقوا بالديانات الأخرى، وتديّنوا بديانات أخرى، تركوا الدين وتركوا التوحيد صاروا مع المثليين، انحرف السنّة وانحرف الشيعة بسبب السيستاني وبسبب الدواعش، بسبب السيستاني والنهج السيستاني وبسبب الدواعش والنهج الداعشي التكفيري. ”