كشف المحقق الصرخي الحسني ان شيخ الخوارج ابن تيمية يتجرأ على الصحابة الأجلاء , وأكد ان ابن تيمية يصف، بل يتّهم، أجلّاء الصحابة، وحتى الخلفاء منهم، بكثرة الأخطاء والأغلاط وحب المال والتنافس والصراع مِن أجل الإمرة والرئاسة والمنصب، وتسبيب البليّات والبليّات، فوصل الحال إلى أن وقع السيف بين المسلمين، فزهقت أرواح الآلاف !!!
وقد بيّن ذلك في تعليق سماحته على ما ورد في تفسير القرطبي , قال القرطبي: {{وأجمعتْ الصحابة على تقديم الصدِّيق بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة في التعيين، حتى قالت الأنصار: منّا أمير ومنكم أمير، فدفعهم أبو بكر وعمر والمهاجرون عن ذلك، وقالوا لهم: إنّ العرب لا تَدين إلّا لهذا الحي مِن قريش، ورووا لهم الخبر في ذلك، فرجعوا وأطاعوا لقريش، فلو كان فرض الإمام غير واجب لا في قريش ولا في غيرهم، لما ساغت هذه المناظرة والمحاورة عليها، ولقال قائل: إنّها ليست بواجبة لا في قريش ولا في غيرهم، فما لتنازعكم وجه ولا فائدة في أمر ليس بواجب، ثم إنّ الصدّيق (رضي الله عنه) لما حضرته الوفاة عَهِدَ إلى عمر في الإمامة، ولم يقل له أحد هذا أمر غير واجب علينا ولا عليك، فدلّ على وجوبها وأنّها ركن مِن أركان الدين الذي به قوام المسلمين، والحمد لله ربّ العالمين}}.
وقد أكد المحقق الصرخي إنّ اختلاف الصحابة ومناظرتهم ومحاورتهم وتنازعهم لا يدلّ على الوجوب الشرعي وممكن ان يكون الاختلاف والصراع والنزاع راجعًا إلى وجوب عقلي او ترخيص شرعي وغيرها من مفاهيم :
( الكلام في خطوات:
(الأولى): إنّ اختلاف الصحابة ومناظرتهم ومحاورتهم وتنازعهم لا يدلّ على الوجوب الشرعي، فلا ينحصر ذلك بالوجوبب الشرعي النفسي!!! فيمكن أن يكون الاختلاف والصراع والنزاع راجعًا إلى وجوب عقلي، أو إلى استحباب شرعي، أو إلى إباحةة وترخيص شرعي، أو إلى رجحان عقلي أو إلى تنافس شخصي لمنصب وسلطة، أو لوجوب غيري لدفع ضرر ومفسدة أو غيرها…)
وأكد السيد الصرخي ان ابن تيمية يصف الصحابة الاجلاء ويتهمهم بكثرة الاخطاء وحب المال والتنافس والصراع من اجل الإمرة والمنصب :
( فهذا ابن تيمية يصف، بل يتّهم، أجلّاء الصحابة، وحتى الخلفاء منهم، بكثرة الأخطاء والأغلاط وحب المال والتنافس والصراع مِن أجل الإمرة والرئاسة والمنصب، وتسبيب البليّات والبليّات، فوصل الحال إلى أن وقع السيف بين المسلمين، فزهقت أرواح الآلاف )
أ ـ الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي: {{وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علمًا ومعرفة سنة خمس وسبعمائة مِن فلان إلى الشيخ الكبير العالم إمام أهل عصره بزعمه… فهو (ابن تيميّة) سائر زمانه، يسب الأوصاف والذوات، ولم يَقْنَع بِسَبّ الأحياء، حتى حَكَمَ بتكفير الأموات، ولم يَكفِهِ التعرّض على مَن تأخّر مِن صالحي السلف، حتى تعدّى إلى الصدر الأوّل ومَن له أعلى المراتب في الفضل، فيا وَيْحَ مَنْ هؤلاء خَصْمُه يومَ القيامة، وهيهات أن لا ينالَه غضب، وأنّى له بالسلامة وكنتُ ممّن سمِعَه وهو على منبر جامع الحبل بالصالحيّة وقد ذكَرَ عمرَ ابن الخطاب (رضي الله عنه) فقال: إن عُمَر له غلْطات وبَلِيّات وأيّ بليّات؟!! وأخبر عنه بعضُ السلف أنّه ذكَرَ عليَّ بن أبي طالب (رضي الله عنه وعليه السلام) في مجلس آخر فقال: إنّ عليًا (عليه السلام) أخطأ في أكثر مِن ثلاثمائة مكان، فيا ليت شِعري، مِن أين يحصل لك الثواب إذا أخطأ عليّ (عليه السلام) بزعمك (كرّم الله وجهَه وعليه السلام) وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه)…}}
وقد أكد سماحة المرجع الصرخي ان ابن حجر العسقلاني قد ذكر جرأة شيخ المارقة الخارجة على الصحابة الأجلاء!!!
ب- ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة:1، قال: {{إنّ ابنَ تيمية خطّأ عمر بن الخطاب في شيء، وأنّه قال عن عثمان (رضي الله عنه) أنّه كان يحب المال… وخطَّأ أمير المؤمنين عليًا (كرّم الله وجهه وعليه السلام) في سبعة عشر موضعًا خالَفَ فيها نصَّ الكتاب، وأنّ العلماء نسبوه (ابن تيمية) إلى النفاق لقوله هذا في علي (كرم الله وجهه وعليه السلام)، ولقوله أيضًا فيه (في عليّ عليه السلام): إنّه كان مخذولًا، وإنّه قاتل للرئاسة لا للديانة}}.
(الثانية): الإمام مسلم في صحيحه: قَالَ عَلِىٌّ (عليه السلام): {{وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إِلَىَّ أَنْ لاَ يُحِبَّنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضَنِي إِلاَّ مُنَافِقٌ}} مسلم: الإيمان.
وقد علق المحقق الصرخي بعدة نقاط :
1ـ بالرغم مِن صحَّة الحديث ووضوحه في نفاق مبغضي علي (عليه السلام)، نجد الكثير مِن النفوس المريضة، كابن تيمية وأتباعه المارقة، قد خالفتْ الأمر الشرعي، فكشفت عمّا في قلوبها مِن نفاق، فإذا كان الكثير مِن الصحابة قد طُبِعَت قلوبُهم على النِّفاق حسب ما يقولُه ابنُ تيمية ببغضِهم لعليّ (عليه السلام) وقدحِهم به وسبّه وقتاله (عليه السلام)، فهل نتوقّع مِن هؤلاء السكوت وعدم التنافس على الإمرة والرئاسة أو الكفّ عن التحريض وشق صفّ المسلمين؟!!
2ـ إضافة إلى ما نقلناه عن ابن تيمية قبل قليل عن الكثير مِن الصحابة المخالفين للشرع ببغضهم لعليّ (عليه السلام) وسبِّهم له وقتالِه والقدحِ به، فإنّه أشار إلى أنّ الأمر يشمل التابعين وما بعدَهم، بل تحدَّث عن عوائل وطوائف اتّخذت ذلك المنهج الناصبيّ النفاقيّ، فذَكرَ المروانيّة والمعتزلة والخوارج وغيرهم: حيث قال:
أـ في منهاج السنة: {{ولم يكن كذلك علي (عليه السلام)، فإنّ كثيرًا مِن الصحابة والتابعين كانوا يبغضونَه ويسبّونَه ويقاتلونَه… وقد عَلِم قدحُ كثيرٍ مِن الصحابة في علي (عليه السلام)}}
ب ـ وقال شيخ الخوارج والنواصب التيمي في نفس المصدر: {{… أمّا أنتم فمتناقضون، وذلك أنّ النواصب مِن الخوارج وغيرهم الذين يكفّرون عليًّا (عليه السلام) أو يفسِّقونه أو يشكّون في عدالته مِن المعتزلة والمروانية وغيرهم، لو قالوا لكم: ما الدليل على إيمان علي (عليه السلام) وإمامته وعدْلِه، لم تكن لكم حجّة}}!!!