المرجع الصرخي : شيخ التيمية المجسم للذات الألهية ضاع وغرق في بحر علوم الرازي ( رضي الله عنه )

كشف المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ” دام ظله ” خلال المحاضرة الـ 12 من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ” والتي القاها مساء يوم الجمعة/ 28 ربيع الثاني 1438هـ – 27/ 1/ 2017م عن ضحالة ومهزلة المستوى الفكري لدى ابن تيمية المجسم والمشبه للذات الألهية وكيفية ضياعه وغرقه في بحر علوم الفخر الرازي رضي الله عنه ، لما فيها من دقة وتفصيل وترتيب وادلة وبيان في الاحتجاج على المجسمة والمشبهة وهو ما تبين في كتابه ( اساس التقديس ) ، واثبت الفخر الرازي تنزيه الله وتقديسه بتأويلات عديدة لمعاني الاخبار التي يحتج بها الكرامية والحنابلة ائمة التيمية في تجسيم وتشبيه الذات الألهية ، في محاولات بائسة وحشوية ومغالطات تافهة من قبل ابن تيمية في كتابه بيان تلبيس الجهمية ليدافع عن توحيده الأسطوري مقابل تنزيه وتقديس الجهمية للذات الألهية .
و حول ما ذكره الفخر الرازي في تفسير الاخبار التي يحتج بها التيمية على ان لله صور جسمانية بغض النظر عن صحة الرواية من عدمها ، كما في الخبر الخامس (ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {رأيت ربي في أحسن صورة، فوضع يدَه بين كَتِفَي …
واعلم: أنّ قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: {رأيت ربي في أحسن صورة} قد تقدّم تأويلُه.
وأمّا قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: {وضع يده بين كَتِفي}، ففيه وجهان[{وضَعَ يَدَهُ} فيه وَجهان]:
الأوّل: المراد منه، المبالغة في الاهتمام بحاله، والاعتناء بشأنه، يقال: لفلان يد في هذه الصنعة، أي هو كامل فيها.
الثاني: أن يكون المراد من اليد النعمة، يقال: لفلان يد بيضاء، ويقال: إنّ أيادي فلان كثيرة.
قال المرجع الصرخي :
(( لاحظ: هو يذكر ما يأتي في ذهنه من محتملات، أنت عندك احتمالات أخرى، احتمال ثالث ورابع وخامس وسادس.. وعاشر، لا توجد أيّ مشكلة هنا، المهم أنت تخرج من القدح والهتك بالتنزيه والتقديس وانتهى الأمر، أمّا ما تحتمله بعد هذا فما أكثر المفسّرين والتفسيرات والأقوال من هنا وهناك ))
وأضاف السيد الصرخي :
(الآن الرازي في مقام الاتيان بمحتملات التأويل، فهو يذكر محتملين أو أكثر وأنت تأتي بثالث أو رابع أو أكثر فهل توجد مشكلة؟ فلا يمكن أن تقول: لا يُراد هذا المعنى وإنّما يُراد هذا المعنى، فهذا ليس برد، لأنّك ما زلت في مجال وطور التأويل، إذن أنت ما زلت مع أهل التنزيه والتقديس وليس عندنا مشكلة في هذا الأمر وهذا لا يعتبر رد، بدليل أنّ الرازي نفسه يأتي بمحتملات كثيرة للتأويل وليس عندنا مشكلة )
وواصل قائلا :
((المعاني التي يؤوّل إليها ( المعاني المجازية) كثيرة جدًا ولا يمكن حصرها يا تيمية، لكنّك جاهل في اللغة والعرف، فتأتي بتأويل آخر وتقول إذن تأويلك هذا باطل!!! خرافة وأسطورة!!!))

كانت تلك التنبيهات والتعليقات من قبل المرجع الصرخي في معرض نقله لما ذكره الفخر الرازي في :

الخبر الخامس: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {رأيت ربي في أحسن صورة، فوضع يدَه بين كَتِفَي، فوجدت بردَها بين ثديي، فعلِمت ما بين السماء والأرض، ثم قال: يا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، قلت: لبيك وسعديك، قال(تعالى): فيمَ يختصِم الملأ الأعلى؟ فقلت: يا رب، لا أدري، فقال في أداء الكفّارات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على الكراهات وانتظار الصلاة بعد الصلاة}
واعلم: أنّ قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: {رأيت ربي في أحسن صورة} قد تقدّم تأويلُه.
وأمّا قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: {وضع يده بين كَتِفي}، ففيه وجهان[{وضَعَ يَدَهُ} فيه وَجهان]:
الأوّل: المراد منه، المبالغة في الاهتمام بحاله، والاعتناء بشأنه، يقال: لفلان يد في هذه الصنعة، أي هو كامل فيها.

الثاني: أن يكون المراد من اليد النعمة، يقال: لفلان يد بيضاء، ويقال: إنّ أيادي فلان كثيرة.

(( لاحظ: هو يذكر ما يأتي في ذهنه من محتملات، أنت عندك احتمالات أخرى، احتمال ثالث ورابع وخامس وسادس.. وعاشر، لا توجد أيّ مشكلة هنا، المهم أنت تخرج من القدح والهتك بالتنزيه والتقديس وانتهى الأمر، أمّا ما تحتمله بعد هذا فما أكثر المفسّرين والتفسيرات والأقوال من هنا وهناك، حتّى من الإسرائيليّات فسّروا القرآن والآيات القرآنية، إذن ما تحتمله وما ترجحه من محتملات فلك هذا ما دام يوجد مبرر لاختيارك هذا المحتمل للتأويل، وما دام يوجد جهة تشابه ومبرر للتأويل وبعد هذا يكون عندك ترجيح للتأويل كقرينة مقامية أو مقالية للترجيح، لا توجد أيّ مشكلة، فهو يأتي بمحتملات ليس على نحو الحصر وإنّما يعطي بعض المحتملات ويعطي باب التأويل))

وأمّا قوله: {بين كتِفي}، فإن صحّ، (( لاحظ: على فرض الصحّة، فهو لا يهمه صدر او لم يصدر، لكن توجد شبهة تترتّب على هذا الأمر فأعطى التأويل )) فالمراد منه: أنّه أوصل إلى قلبه من أنواع اللطف والرحمة. وقد رُوِيَ: {بين كَنَفي}، والمراد منه، مثل ما يقال: أنا في كَنَفِ فلان، وفي ظل إنعامه.

(( التفت جيدًا: أتى بوجه للمعنى المؤول له، وأعطاك مثال، قال: هذا موجود في اللغة وفي العرف كما يقال كذا وكذا، لاحظ، أعطى مبرر للتأويل، أي أنّ الكلام هل استخدم على نحو اللغة والعرف أو أنّه استخدم غلطًا؟ فهو يأتي بمبرر للتأويل، بأنني أؤول هذا المعنى لوجود جهة اشتراك ويقصد به المعنى الفلاني، وكما يستخدم هذا المعنى والتأويل في العرف واللغة. فقط للإشارة وأريد أن أحصر أوجه التغرير والخداع والتدليس، الآن الرازي في مقام الاتيان بمحتملات التأويل، فهو يذكر محتملين أو أكثر وأنت تأتي بثالث أو رابع أو أكثر فهل توجد مشكلة؟ فلا يمكن أن تقول: لا يُراد هذا المعنى وإنّما يُراد هذا المعنى، فهذا ليس برد، لأنّك ما زلت في مجال وطور التأويل، إذن أنت ما زلت مع أهل التنزيه والتقديس وليس عندنا مشكلة في هذا الأمر وهذا لا يعتبر رد، بدليل أنّ الرازي نفسه يأتي بمحتملات كثيرة للتأويل وليس عندنا مشكلة، لكن عندما يأتي التيمية، فمثلا يقول الرازي في العرف يقال كذا، فيأتي التيمية فيقول يرد عليك لأنّه في العرف يقال كذا!!! ومن قال لك لا يقال هذا؟!! المعاني التي يؤوّل إليها ( المعاني المجازية) كثيرة جدًا ولا يمكن حصرها يا تيمية، لكنّك جاهل في اللغة والعرف، فتأتي بتأويل آخر وتقول إذن تأويلك هذا باطل!!! خرافة وأسطورة!!!))
وأمّا قوله: {فوجدت بردَها}، فيحتمل أنّ المعنى: بردُ النعمة وَرَوْحُها وراحَتُها، من قولهم: عيش بارد، إذا كان رَغَداً،
(ويحتمل كمال المعارف)، والذي يدل على أن المراد منه: كمال المعارف: قوله(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) في آخر الحديث: {فعلِمت ما بين المشرق والمغرب}، وما ذلك إلّا لأنّ الله تعالى أنارَ قلبَه وشرَحَ صدرَه بالمعارف، وفي بعض الروايات: {فوجَدْتُ برْدَ أنامِلِه}، وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى. (انتهى الفصل الأوّل، ويأتي بعده الفصل الثاني: في لفظ الشخص:..)}}.

أقوّل:
1ـ ابن تيمية ضاع وغرِقَ في بحر علوم الفخر الرازي رضي الله عنه،
2ـ كما ذَكرنا لكم سابقًا مجمل ما تضمنه أساس التقديس للرازي، فكان في أربعة أقسام، وكان القسم الأوّل (من كتاب أساسس التقديس):في الدلائل الدالة على أنّه تعالى منزّه عن الجسميّة والحيّز، وكان الكلام في هذا القسم في فصول، وكان الفصلل الأوّل يتضمّن ثلاث مقدّمات ناقش فيها الدهريّة والمجسّمة والمشبّهة من الحنابلة والكراميّة وأبطل حججهم ومبانيهم وأثبت التقديس والتنزيه لله سبحانه وتعالى، ثم انتقل إلى الفصل الثاني من هذا القسم فذكر تسع عشرة حجّة ودليلًا سمعيًّا تُثبت أنّ الله سبحانه وتعالى منزّهٌ عن الجسميّة والحيّز والجهة، ثم انتقل إلى الفصل الثالث فأثبت بالعقل والأدلة العقليّة أنّ الله تعالى ليس بمتحيّز ومنزّهُ عن التحيّز والجهة والجسميّة، وفي الفصل الرابع أقام الحجج العقليّة على عدم صحّة الإشارة إليه تعالى بالحسّ لأنّه ليس متحيّزًا ولا مختصًّا بجهة، ولم يتوقف إلى هنا بل دفع الشُبَه العقليّة في اختصاصه بحيّز وجهة فكان هذا في الفصل الخامس من القسم الأوّل من أساس التقديس وختم هذا القسم بالفصل السادس في الردّ على الكراميّة والمجسّمة،

3ـ وبعد أن أبطل مدّعيات المشبّهة والمجسّمة وبدع التوحيد التيمي الأسطوري، وأثبت التنزيه لله تعالى ووجوب التنزيه للباري سبحانه وتعالى ووجوب تأويل كلّ لفظ ونصّ قرآني أو نبوي أو غيره بما يحفظ التنزيه والقدسية للصفات والذات الإلهية المقدّسة، فانتقل الرازي (رض) إلى القسم الثاني(من كتاب أساس التقديس)، وبحَث فيه تأويل المتشابهات من الأخبـار والآيـات، وكان الكلام في فصول، والفصل الأوّل منه كان في إثبات الصورة، وذَكَر فيه خمسة أخبار منها: الخبر الرابع: ما روي عنه عليه وعلى آله الصلاة والسلام أنّه قال: {رأيت ربي في أحسن صورة} }، والخبر الخامس: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه ، عن النبيي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {رأيت ربي في أحسن صورة، فوضع يدَه بين كَتِفَي، فوجدت بردَها بين ثديي، فعلِمتت ما بين السماء والأرض..}}، فذكر الرازي الأوجه المحتملة في تأويل ما وَرد في هذين الخبرين، وكما ذكرنا لكم سابقًا..