الوجه الثالث: قال شيخ التيميّة: {{أبلغ ما يقال لمن يُثبت رؤية العين…الثالث: أنّ في حديث عِكرِمة {أليس يقول الربّ (تعالى) {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} الأنعام103، فقال (ابن عبّاس) لا اُمَّ لك، ذاك نورُه الذي هو نورُه، إذا تجلّى بنوره لايدركُهُ شيء}: ((ولتقريب المعنى المقصود نقول: الله سبحانه وتعالى بصورته النورية، فهذا لا يدركه شيء، أما الله بالصورة غير النور أو النورية فيمكن أن يدركه شيء، فيريد أن يقول: ما أقوله من رؤيا العين بأن محمدًا قد رأى ربه، لا أقصد النور، بل أقصد الصور الأخرى غير النور أو النورية))
أ ـ ومعلوم أنّ هذه الآية، إنّما يعارَض بها من يُثبت رؤية العين،
ب ـ ولأن الجواب بقول {ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلّى بنوره لا يدركه شيء} يقتضي أن الإدراك يحصل في غير هذه الحال[[أي في غير حال التجلّي بالنور، فالتجلّي بالنور هو الذي لا تدركه الأبصار أمّا التجلّي بغير النور وبصور أخرى فلا محذور فيه، ولا شكّ في أنّ الأبصار تدركه يقينًا، كما أدركت الأبصار الشابّ الأمرد، والشاب المسيح، والشابّ أو الشيخ عزَيْر أو الشيخ فلان أو الولي فلان أو الصوفي فلان أو فلان، بل وكما أدركت الأبصار الربّ المتجلّي ببقرة أو عِجْل أو نار أو بوذا أو الوثن أو الكوكب أو الشمس أو القمر أو غيرها من صور للربّ، قد تجلّى بها غير التجلّي بنوره!!!]]
جـ ـ وإنّ ما أخبر به من رؤيته هو من هذا الإدراك، الذي هو رؤية البصر، وأنّ البصر أدركه لكن لم يدركه في نوره الذي هو نوره الذي إذا تجلّى فيه لم يدركه شيء،
د ـ وفي هذا الخبر من رواية ابن أبي داوُد أنه سُئل ابن عباس هل رأى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ربَّه؟! قال(ابن عباس): نعم، قال(السائل): وكيف رآه؟! قال(ابن عباس): في صورة شاب دونه ستر من لؤلؤ، كأن قدميه في خضِرة، فقلت أنا لابن عباس: أليس في قوله {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}الأنعام103، قال(ابن عبّاس): {لا أُمَّ لك ذاك نوره الذي هو نوره، إذا تجلّى بنوره لا يدركه شيء}، وهذا يدلّ على أنه رآه وأخبر أنّه رآه في صورة شاب دونَهُ سِتر، وقَدَماهُ في خَضِرة، وأنّ هذه الرؤية هي المعارَضة بالآية والمجاب عنها بما تقدّم.
هـ ـ فيقتضي أنّها رؤية عين كما في الحديث الصحيح ((يا جهّال التيمية، يا عبّاد التيمية، يا عبّاد الوثن التيمي افهموا، اسمعو لا أسمعكم الله)) المرفوع عن قتادة عن عِكرِمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {رأيت ربي في صورة شاب أمرَد له وفرة جَعْد قَطَط في روضة خضراء}}}
أقول: مبارك للتيمية دليل في دليل في دليل، وبرهان من شيخ التيمية يُثبت فيه رؤيا العين وفي اليقظة للربّ الشابّ الأمرد الوفرة الجعد القطط في روضة خضراء!!! وما بعد الحقّ إلّا الضلال والتجسيم وعبادة الوثن الشابّ الأمرد!!
الوجه الرابع: قال ابن تيميّة {{أبلغ ما يقال لمن يثبت رؤية العين… الوجه الرابع: أن في حديث عبد الله بن أبي سلمة أنّ عبد الله بن عمر أرسل إلى عبد الله بن عباس يسأله، هل رأى محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ربَّه؟ فأرسل إليه عبدُ الله بنُ عباس: نعم، فرَدَّ عليه عبد الله بن عمر رسولَه أن كيف رآه؟ فأرسل إليه: {رآه في روضة خضراء، دونه فراش من ذهب، على كرسي من ذهب تحملُه أربعةٌ من الملائكة}، كما تقدّم، وكون حملة العرش على هذه الصورة أربعة هو كذلك}} المصدر290 ((إذن هذا دليل رابع على ابن تيمية يثبت فيه رؤية العين، ففي هذه الرواية يثبت رؤية العين، وأن محمدًا رأى ربه، بهذه الصورة وتحمله أربعة من الملائكة، فدلّت هذه على أنها رؤية عين، فقد شاهد الكرسي وشاهد الملائكة وشاهد الرب، وشاهد الروضة الخضراء وشاهد الفراش من ذهب)).
الوجه الخامس: قال التيمية: {{ أبلغ ما يقال لمن يثبت رؤية العين… الوجه الخامس: أنّه ذكر أنّ الله اصطفى محمدًا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرؤية كما اصطفى موسى (عليه السلام) بالتكليم ومن المعلوم أنّ رؤية القلب مشتركة لا تختصّ بـ محمّد (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) كما أنّ الإيحاء لا يختصّ بـ موسى، (بمعنى أنه إذا كانت الرؤية رؤية قلب فهذه يشترك فيها كلّ الأنبياء وليس فيها خصوصيّة للنبي محمد صلى الله عليه وآله، فيلزم أنها رؤية عين، حتى تكون فيها خصوصية لمحمد صلى الله عليه وآله، فمحمد اصطفاه الله بالرؤية المباشرة له، وموسى اصطفاه عن باقي الأنبياء بالتكلم المباشر له الحقيقي بالمواجهة والمشافهة))
ولا بدّ أن يثبت لمحمّد (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) من الرؤية على حديث ابن عباس مالم يثبت لغيره كما ثبت لموسى عليه السلام من التكليم كذلك}} بيان تلبيس الجهمية7: 291
مقتبس من المحاضرة { 13} من بحث
” وقفات مع…. توحيد التيمية الجسمي الأسطوري”
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الاسلامي للمرجع الديني الاعلى السيد الصرخي
29 ربيع الثاني 1438 هـ 28-1-2017مـ