وجه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني خطابا ً الى المارقة دولة دواعش الفكر والأخلاق حول بطلان اعتقادهم بتكفير الأخرين وعدم احترام الدليل والحجة الدامغة الواضحة التي عليها شيعة أهل بيت النبي (عليهم السلام) والتي فيها مرضاة الله تعالى وشفاعة الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) , حيث قال المرجع الصرخي :
( احترموا عقولكم وإنسانيتكم يا جماعة الإرهاب والتكفير ويا مَن غُرِّر به!!! واسألوا أنفسكم ما ذنب شيعة أهل بيت النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وَقد وَجَدوا الحجة الدامغة الواضحة التي فيها مرضاة الله (تعالى) وشفاعة رسوله الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم)، والفوز بالجنان والنعيم، فيما لو أحسنوا العمل والإتباع بالنهج القويم لأئمة الهدى (عليهم الصلاة والتسليم)، وتبرّؤوا مِن أئمة المارقة الخوارج الضالين المضلِّين؟!! )
جاء خطاب المرجع الصرخي الحسني في تعليق على ما ورد في تفسير القرطبي :
” قال القرطبي: {{وأجمعتْ الصحابة على تقديم الصدِّيق بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة في التعيين، حتى قالت الأنصار: منّا أمير ومنكم أمير، فدفعهم أبو بكر وعمر والمهاجرون عن ذلك، وقالوا لهم: إنّ العرب لا تَدين إلّا لهذا الحي مِن قريش، ورووا لهم الخبر في ذلك، فرجعوا وأطاعوا لقريش، فلو كان فرض الإمام غير واجب لا في قريش ولا في غيرهم، لما ساغت هذه المناظرة والمحاورة عليها، ولقال قائل: إنّها ليست بواجبة لا في قريش ولا في غيرهم، فما لتنازعكم وجه ولا فائدة في أمر ليس بواجب، ثم إنّ الصدّيق (رضي الله عنه) لما حضرته الوفاة عَهِدَ إلى عمر في الإمامة، ولم يقل له أحد هذا أمر غير واجب علينا ولا عليك، فدلّ على وجوبها وأنّها ركن مِن أركان الدين الذي به قوام المسلمين، والحمد لله ربّ العالمين}} ” .
وأضاف المحقق الصرخي :
” فماذا يفعل كلّ مَن يملك العقل والإنصاف وهو يجد دليله وحجّته موجودة في كتب خصمه وخصومه فضلًا عن كتبه ومصادره؟!! فهل يتّبع الخالق أو المخلوق؟!! وهل يعصي الخالق أو يعصي المخلوق؟!! سؤال واضح وجوابه بسيط، لكن يصعب التطبيق، بل ربما يستحيل التطبيق، خاصّة مِن مارقة الفكر والأخلاق!!! فاين ستكون أيّها الإنسان المسلم المنصف؟!! ولك الخيار مع الاحترام والتقدير، لكن التمس العذر للآخرين، فلا تستخِّف بهم وتُخرجْهم مِن الملّة والدين ”
وذكر السيد الصرخي بعض من البراهين والحجج والادلة على أحقية شيعة أهل البيت عليهم السلام ومن المصادر التي يستند عليها المارقة في معتقداتهم , حيث قال المحقق الصرخي:
” وإليكم مِن الحق برهان وحجة ودليل على منهج الصالحين:
أـ البخاري: الفتن: {{… عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَامَ عَمَّارٌ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ عَائِشَةَ وَذَكَرَ مَسِيرَهَا وَقَالَ: إِنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ (صلى الله عليه وآله وسلم) فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّهَا مِمَّا ابْتُلِيتُمْ}}.
ولقد علق سماحة المحقق الصرخي على هذه الرواية موجها ً الكلام الى المارقة الدواعش :
(( الحمد لله مرّت هذه الرواية من غربال المارقة وغرابيل المارقة على طول الفترات الزمنية والسلطات الحاكمة المتغيرة، لماذاا مرت؟ لأن بعض الروايات يقصد تمريرها لسبب معين، وبعضها الآخر تمرّ بتضحيات من الناس المخلصة من المحدثين من السنةة والشيعة، الذين وقفوا مع الحق ونصروا الحق بما يستطيعون وبما يقدرون عليه، وهذه الرواية مرّت من غرابيل المارقة، التفتوا: قال هي زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، لكن هل ممكن أن تكون في مقام ابتلاء للآخرين؟ نعم ممكن، وكما قال عمار: ولكنها مما ابتليتم ))
ب ـ البخاري الفتن: {{… عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ قَالَ: لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعَثَ عَلِىٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ (عليهما السلام)، فَقَدِمَا عَلَيْنَا الْكُوفَةَ فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ، فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ (عليهما السلام) فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلاَهُ، وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنَ الْحَسَنِ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ: إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ (صلى الله عليه وآله وسلم) فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ (تَبَارَكَ وَتَعَالَى) ابْتَلاَكُمْ، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ}} ” .
وعلق سماحة السيد الصرخي على الرواية مشيرا ً الى تصرف الصحابة مع أهل البيت :
(لاحظ تصرّف الصحابة مع أهل البيت، لا يكون أعلى منه، مع أنّ المرسل علي بن أبي طالب عليه السلام والمرسَل أو الرسول هو عمار بن ياسر ومع هذا لا يكون في مكان أعلى من الحسن عليه السلام، مع أن عمار هو الوكيل والنائب والمتحدث عن علي عليه السلام، لكنه لا يصعد المنبر قبل الحسن عليه السلام، لاحظ هذا هو نهج الصحابة مع أهل البيت عليهم السلام، وسيأتي الكلام عن الصحابة وعن أجلاء الصحابة وعن الخلفاء من الصحابة، وموقفهم من أهل البيت عليهم السلام) فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فَسَمِعْتُُ عَمَّاراً يَقُولُ: إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وآله وسلم فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكََ وَتَعَالَى ابْتَلاَكُمْ، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِي}} (لاحظ صحابي يتحدث وهو مرسل من أمير المؤمنين علي وهو أيضًا صحابي، من هناا نقول: هل نطيع الخالق أم نطيع المخلوق؟ هل نطيع الله أم نطيع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟ وهذا هو عمار المتحدثث باسم علي سلام الله عليه وهو يقول: بأنها وضعت في محلّ ابتلاء لكم، ليعلم الناس أن الله جعل هذا الابتلاء ليعلم إياه تطيعون أم هي، ليعلم إياه تطيعون أم عائشة سلام الله على عائشة) .