بيّن المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تعامل مع الصلحة العامة والعليا للاسلام والمسلمين فأمّر خال بن الوليد على الجيش رغم بغضه لعلي (عليه السلام). جاء هذا خلال المحاضرة العقائدية التاسعة (السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) بتاريخ 26 آب 2016 الموافق 22 ذي القعدة 1437 .
وأورد المحقق الصرخي رواية في مسند أحمد، مسند الأنصار، حديث بريدة الأسلمي، … ” حدثني : أبي قال : لم يكن أحد من الناس أبغض إلي : من علي بن أبي طالب ، حتى أحببت رجلاً من قريش لا أحبه إلاّ على بغضاء علي ، فبعث ذلك الرجل على خيل ، فصحبته ، وما أصحبه إلاّ على بغضاء علي ، فأصاب سبياً ، فكتب إلى النبي (ص) : إن يبعث إليه من يخمسه ، فبعث إلينا علياً ، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي ، فلما خمسه صارت الوصيفة في الخمس ، ثم خمس فصارت في أهل بيت النبي (ص) ، ثم خمس فصارت في آل علي ، فأتانا ورأسه يقطر فقلنا : ما هذا ؟ ، فقال : ألم تروا الوصيفة ؟ صارت في الخمس ، ثم صارت في أهل بيت النبي (ص) ، ثم صارت في آل علي ، فوقعت عليها ، فكتب وبعثني مصدقاً لكتابه إلى النبي (ص) مصدقاً لما قال علي : فجعلت أقول عليه : ويقول : صدق وأقول : ويقول : صدق ، فأمسك بيدي رسول الله (ص) وقال : أتبغض علياً ؟ فقلت : نعم ، فقال : لا تبغضه ، وإن كنت تحبه فأزدد له حباً ، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة فما كان أحد بعد رسول الله (ص) أحب إلي : من علي قال عبد الله بن بريدة : والله ما في الحديث بيني وبين النبي (ص) غير أبي.”
وقال المرجع الصرخي مناقشاً ” أقول: بالرغم من أن الرواية تثبت بغض خالد بن الوليد لعلي عليه السلام، يقول بريدة : ما صحبت خالدًا إلّا على بغضه لعلي، لاحظ: إذًا خالد يبغض عليًا، لا تقطع الكلام لا تدلّس، التفت جيدًا الى الفكرة، بالرغم من هذه الحقيقة بالرغم من هذا الواقع ولا نعلم نحن بعد هذا هل تغيّر توجّه ومعتقد خالد؟ هل تبدّل بغض خالد لعلي إلى حب خالد لعلي، كما تغيّر توجّه ومعتقد بريدة؟ الله العالم، لا نعلم بهذا لكن فقط أريد أن أشير إلى هذا الأمر، بالرغم من ثبوت بغض خالد لعلي يعلم بريدة بهذا والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم بهذا ”
وتابع القول ” أقول: بالرغم من علم النبي ببغض خالد بن الوليد لعلي بن أبي طالب عليه السلام، مع هذا فقط أمّر النبي خالدًا على الجيش وأرسله لغزوة وفي غزوة ولفتح من الفتوحات الإسلامية، إذًا: من يأخذ على الخليفة الأول أو على الخليفة الثاني لتأميره خالدًا، ليأخذ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تأميره لخالد. التفت جيدا: إذًا لا يوجد ملازمة، يوجد هدف، يوجد غاية ، يوجد سياسة ظاهرية، تعامل ظاهري، يوجد عمل وآثار وتطبيقات، يوجد مصلحة عامّة، يوجد نظام عام، يوجد حكومة وسلطة وقانون عام، ويوجد قضايا واقعية، هذا القانون العام هذه الحكومة العامة، هذه السلطة العامّة، هذا السلوك العام يمكن أن يخالف الواقع بل يوجد فيه ما يخالف الواقع، لكن مع هذا وحفاظًا على السياق العام، حفاظًا على المصلحة العامّة، حفاظًا على المصالح العّامة، حفاظًا على التوجه العام حفاظًا على الأرواح والأموال والأعراض، حفاظًا على سير الأمور الاجتماعية والضبط الاجتماعي بالتعامل وفي التعامل مع الظاهر ومع الظواهر، وترك المعتقد إلى أن يشاء الله، إلى حكم الله، إلى أن نكون بين يدي الله، فهل كفّر النبي خالدًا لبغضه علي؟ هل عزله لبغضه علي؟ هل سبّه وطعن به ولعنه لبغضه علي؟ ”
ولفت سماحته ” النبي صلى الله عليه وآله لم يفعل هذا، وتعامل مع ظواهر الأمور، تعامل مع السلوك والتطبيق والفعل الخارجي، تعامل مع السياق العام والتصرّف العام والسلوك العام لخالد، تعامل مع المصلحة العامّة والمصلحة العليا للإسلام والمسلمين، فأمّر خالدًا على الجيش، وأرسل خالدًا في تلك الواقعة، في تلك الحادثة، في تلك الغزوة، في تلك المعركة”
واضاف المرجع الصرخي ” أقول: إذًا لا يوجد ملازمة بين موقف، بين معتقد عن إنسان، وبين أن يكون التعامل مع هذا الشخص مع هذا الإنسان حسب السلوك الخارجي والضابط الخارجي والقانون الخارجي، التفت جيدًا، إذًا أول من أسس عندنا الحرية الفكرية التي يتباها ويفتخر به الغرب، هذه أُسست في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، على يد النبي، إذًا يعتقد بشيء ولا يوجد تكفير كما يفعل الآن التكفيريون السنّة والتكفيريون الشيعة، هؤلاء يكفّرون وهؤلاء يكفّرون، هؤلاء يبيحون الدماء وهؤلاء يبيحون الدماء بدعاوى باطلة فارغة، إذًا هذا القائد خالد بن الوليد يبغض عليًّا حسب هذه الرواية، ويعلم النبي ببغضه علي ومع هذا أمّر خالدًا، سلّم القيادة لخالد، إذًا هل يصح أن نعترض على الخليفة الأول أو الثاني في تأميره خالدًا؟ لا يمكن أن يحصل هذا؟ لا يمكن أن نعترض بهذا الاعتراض، وتوجد شواهد تاريخية كثيرة حتى في خلافة وحكومة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، أيضًا أمّر بعض الأشخاص، وأيضًا هم كانوا من مبغضي علي، بل اشترك وقَبِلَ باشتراك الخوارج معه في المعركة وهو يعلم بمعتقدهم وبانحرافهم، وبسلوكهم المخالف لضرورات الدين وثوابت الدين ومبادئ الدين، مع هذا تعامل معهم حسب الظاهر، حسب السلوك، حسب المصلحة العامة، حسب النظام العام، حسب الأمن العام للدولة والمسلمين، حتى بدأ شرهم ينتشر وصاروا يقطعون الطرق ويقتلون الناس ويمثّلون بالجثث، عند هذا تصدّى لهم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، أمّا على المعتقد على الفكرة فلا يوجد إجبار، لا يوجد قتل، لا يوجد تطهير عرقي، لا يوجد تهجير، لا يوجد إباحة للدماء والأموال والأعراض، لا يوجد ما يسمّى بالحاضنة، فأين السيستاني من هذه المبادئ والأخلاق النبوية وأخلاق أهل البيت وسلوك أهل البيت عليهم الصلاة والسلام؟!! هذا هو منهج علي فأين أنت من منهج علي؟!! ما أبعد السيستاني عن منهج علي وسلوك علي وأدب علي وأخلاقيات علي؟!!”