المركز الاعلامي / 11 تشرين الاول 2016.اوضح المرجع الديني السيد الصرخي (دام ظله) منهج البخاري في جمع الصحيح مؤكدا سماحته ان البخاري لم يضع أيّ ضابطة أو شروط أو قواعد وأصول معيّنة قد اعتمدها في جمعه للصحيح لكن كلٌ صار يقترح ويبتدع ويدّعي شروطًا وأصولًا حسب توجهه ورأيه وميوله وهواه.
واستهجن سماحته موقف البخاري من قضية الامام المهدي (عليه السلام) المتواترة بقوله ” إنّنا نجد الغرابة ( كما قال صديق حسن قال: إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة، البالغة إلى حد التواتر) في إعراض البخاري عنها بالرغم من أنّ العديد منها صحيحة حتى على شرط البخاري ”
وأورد سماحته ما ذكره البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِى قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وآله وسلم – كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ .( إلى هنا وانتهت الرواية، مَن الذي سيصلي خلف مَن؟ مَن الإمام ومَن المأموم؟ هذه القضية متروكة هنا) يقول البخاري: تَابَعَهُ عُقَيْلٌ وَالأَوْزَاعِيُّ.
ناقش سماحته هذه الرواية بقوله “وهنا عنوان المتابعة ( يعني بالرغم من أنّه أتى بهذا الحديث: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ. من هو الإمام ؟ لا نعلم، إمام من هذا الجانب أو من ذاك الجانب؟ أو من هؤلاء القوم أو من أولئك القوم؟ أو من هذا الفريق أو من ذاك الفريق؟ أو من هذه الطائفة أو من تلك الطائفة؟ فهذا كله مسكوت عنه لكن مع هذا لأنه فيه ربط بالمهدي وينصرف الذهن للمهدي ماذا فعل؟ قال: تَابَعَهُ عُقَيْلٌ وَالأَوْزَاعِيُّ )”
واضاف سماحته ” وعنوان المتابعة يقع مصيبة على النبي وأهل بيته وصحابته عليهم الصلاة والسلام أجمعين ممن ذُكرَ في الرواية، وكانت لا تتماشى مع الخط والنهج التكفيري المخالف فتكون المتابعة هنا تضعيفًا وطعنًا ورفضًا للرواية بينما يكون عنوان المتابعة تأيدًا وتقوية وتثبيتًا لما في الرواية فيما إذا كانت لصالح الخط والنهج الأموي التكفيري، علمًا أنّ البخاري نفسه وكما ذكرنا لكم في بحوث أخرى لم يضع أيّ ضابطة أو شروط أو قواعد وأصول معيّنة قد اعتمدها في جمعه للصحيح لكن كلٌ صار يقترح ويبتدع ويدّعي شروطًا وأصولًا حسب توجهه ورأيه وميوله وهواه”
جاء هذا خلال المحاضرة الاولى من بحث (الدولة… المارقة…في عصر الظهور… منذ عهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) بتاريخ 9 محرم 1438.